لمؤتمر «مبادرة كلينتون العالمية» الذى عقد فى نيويورك على هامش قمة الأممالمتحدة حول أهداف الألفية السبق فى الانتباه إلى مشكلة خطيرة غائبة عن برامج الحكومات والهيئات الإنسانية الدولية بالرغم من أنها لا تقل خطورة عن مشكلات الملاريا والسل ومياه الشرب غير النظيفة من حيث تأثيرها على الصحة فى العالم. فخلال المؤتمر السنوى السادس ل «مبادرة كلينتون العالمية»، وهي منظمة خيرية عالمية أسسها ويرأسها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، أعلنت زوجته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن إنشاء «التحالف العالمى من أجل مواقد طهى نظيفة» بمساهمة أمريكية قيمتها 50 مليون دولار من أجل توفير مواقد طهى صديقة للبيئة فى الدول النامية للحد من الوفيات الناجمة عن استنشاق الدخان وكذلك لمكافحة تغير المناخ. وحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن 40% من سكان العالم، غالبيتهم فى المناطق الريفية فى أفريقيا جنوب الصحراء والهند وفى مناطق آسيوية نامية،يعتمدون على مواقد بدائية غير صحية، بل سامة، إذ أنه فى ظل حالة الركود الاقتصادى وارتفاع أسعار الوقود السائل، عادت الكثيرات من ربات المنازل فى العالم للاعتماد على الخشب والفحم والمخلفات الزراعية وروث الحيوانات وغيرها من المواد التى تشكل وقودا تقليديا فى عملية طهى الطعام. وتشير إحصاءات منظمة الأممالمتحدة إلى أن استنشاق الدخان الناجم عن مواقد الطهى البدائية يفضى إلى وفاة نحو 1.9 مليون شخص فى سن مبكرة سنويا، غالبيتهم من النساء والأطفال، ما يفوق تقديرات الوفيات المبكرة بسبب الملاريا والسل والايدز، حيث يؤدى الدخان الناجم عن مثل هذه الطريقة للطهى إلى الإصابة بالالتهاب الرئوى، وهو القاتل رقم واحد للاطفال فى مختلف أنحاء العالم، وسرطان الرئة والتهاب الشعب الهوائية وأمراض القلب والأوعية الدموية وانخفاض وزن المواليد. كما تقول منظمة الصحة العالمية إن الدخان الناتج عن مواقد الطهى البدائية يمثل رابع أكبر المخاطر على الصحة فى الدول النامية بعد مياه الشرب غير النظيفة والعلاقات الجنسية غير المأمونة وسوء التغذية، وبالإضافة إلى ذلك، تساهم المواقد البدائية فى مشكلة الاحتباس الحرارى فى العالم من خلال انبعاثات ثانى أكسيد الكربون والميثان والكربون الأسود. وفى تصريح لصحيفة نيويورك تايمز، اعترفت هيلارى كلينتون بأن المساهمة الأمريكية التى من المقرر إنفاقها على مدار السنوات الخمس المقبلة تعتبر مساهمة متواضعة مقارنة بحجم المخاطر التى تشكلها هذه المشكلة على حياة الملايين على مستوى العالم، إلا أنها أكدت أنها مجرد بداية. ويهدف التحالف إلى توفير مائة مليون موقد نظيف للسكان فى افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية بحلول عام 2020. وأوضح ريد ديتشون، نائب رئيس مؤسسة الأممالمتحدة لشئون الطاقة والمناخ ، وهى إحدى الهيئات المشاركة فى التحالف، أن خطة التحالف لا تقوم ببساطة على استخدام التبرعات فى شراء الملايين من المواقد الجديدة وتوصيلها إلى المناطق المستهدفة ولكن بدلا من ذلك يأمل التحالف فى خلق سوق للمواقد النظيفة فى هذه المناطق وكذلك المساعدة على قيام مشروعات صغيرة لتصنيعها بتكلفة منخفضة، مما سيساهم أيضا فى توفير فرص عمل للسكان. ومن بين الهيئات الأخرى المشاركة فى التحالف، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بالإضافة إلى حكومات ألمانيا والنرويج وهولندا وبيرو.