مازالت ردود الأفعال تتوالى فى واشنطن وجميع العواصم العالمية عقب الإفراج عن الصحفية الأمريكية التى كانت تمضى عقوبة السجن فى إيران. وقد كان من محاور هذه المتابعة التقدير للدور الإيجابى لسلطنة عُمان وللإنجاز الجديد لجهود الدبلوماسية العُمانية حيث أسهمت فى الإفراج عنها فى إطار مواقف وممارسات لتوجهات تعبر عن الواجهة الحضارية لسياسات السلطنة. شهد مطار مسقط الدولى مشاهد إنسانية عقب الجهود المكثفة التى أسفرت عن الإفراج عن الصحفية الأمريكية سارة شورد. فقد وصلت إليه قادمة من طهران بعد الإفراج عنها من قبل السلطات الإيرانية حيث كانت السلطنة محطتها الأولى فى طريق عودتها الى العاصمة واشنطن. وكانت فى استقبالها والدتها التى انتظرتها على أرض مطار مسقط الدولى. وأعربت الصحفية لدى وصولها عن خالص شكرها وتقديرها للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان وحكومة سلطنة عُمان على كل الجهود المخلصة التى تم القيام بها من أجلها وذلك بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن أسرتها. وأعرب مصدر مسئول فى وزارة الخارجية العمانية عن ترحيب سلطنة عُمان باستقبال المواطنة الأمريكية وتمنياتها بأن تلى هذه الخطوة الإنسانية خطوات أخرى ايجابية فى مسار العلاقات الإيرانيةالأمريكية بما يخدم مصالح البلدين ويحقق الاستقرار فى المنطقة. الحرية للأصدقاء/U/ وقال المصدر إن حكومة سلطنة عُمان تعرب عن خالص شكرها وتقديرها للقيادة الإيرانية على تلبيتها للجهود التى بذلتها حكومة سلطنة عُمان فى سبيل الإفراج عن الصحفية الأمريكية. وأبرزت وسائل الإعلام العالمية وكذلك الصحف العمانية تقارير أشارت فيها إلى أن سارة شورد وصلت إلى سلطنة عُمان على متن طائرة عُمانية خاصة قادمة من طهران بعد قضاء عام كامل فى السجن بتهمة التجسس، حيث كانت أمها مع عمها والسفير الأمريكى فى انتظارها مع مجموعة من المسئولين العمانيين. ولحظة نزولها من الطائرة عانقت والدتها بحرارة وكانت تطلق ابتسامة بسيطة معبرة عن سعادتها للقاء والدتها وتبادلت الحديث معها فيما يقارب دقيقة كما قامت بمصافحة مستقبليها. ارتدت شورد نظارة طبية وحجابا أحمر اللون وقميصا على الطريقة الإيرانية وبنطلون جينز وتوجهت مباشرة الى قاعة الاستقبال. وقالت إن هذا اليوم هو يوم ميلادها الحقيقى وإن كل الجهود التى ستقوم بها فى المستقبل ستصب فى إطلاق سراح زملائها. وقالت أيضاً: ساعدت جهود كثيرة على حدوث هذا الأمر. وأضافت: أنه منذ اليوم فإن كل جهودى ستوجه نحو مساعدة وتأمين الحرية لأصدقائى لأننى لا أستطيع الاستمتاع بالحرية بدونهم إنهم لايستحقون البقاء فى السجن أطول من ذلك. كفالة عُمانية/U/ وجه الرئيس الامريكى باراك أوباما شكر الولاياتالمتحدة الى سلطنة عُمان. ورحب الرئيس أوباما بخبر الإفراج عن شورد، داعيا طهران إلى إطلاق سراح رفيقيها اللذين لا يزالان معتقلين. وقال أوباما:«إننى مسرور للغاية لأن الحكومة الإيرانية أفرجت عنها وسوف تعود قريبا إلى أحضان أسرتها». وتابع «كل الأمريكيين ينضمون إلى أمها وأسرتها الشجاعة فى الاحتفال بعودتها التى طال انتظارها إلى البلاد». وأصدرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بيانا، خلال زيارتها لمصر للمشاركة فى محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية رحبت فيه بالإفراج عن شورد. كما قالت كلينتون «أنا مسرورة بعملية الافراج وبأن شورد ستعود قريبا الى عائلتها». وشكرت هيلارى كلينتون سلطنة عُمان وقادة العالم الذين أثاروا هذه القضية وقضايا مواطنين أمريكيين آخرين» معتقلين أو مفقودين. وقال مسئول رفيع فى الخارجية الأمريكية إن «المشاورات فى شأن الكفالة قامت بها سلطنة عُمان بشكل أساسى. وقد أفرجت السلطات الإيرانية عنها بكفالة بعد أن كانت محتجزة فى إيران منذ يوليو 2009 للاشتباه فى قيامها بالتجسس، حسب ما أعلنت النيابة الإيرانية على موقعها.وجاء على الموقع أنه «تم تسليمها إلى المسئولين فى السفارة السويسرية فى إيران، والتى تمثل المصالح الامريكية بعد الإفراج عنها من السجن». وأضافت النيابة أن «المحقق فى القضية أبلغ المدعين فى طهران بشأن ضمانة مصرفية خاصة بالكفالة. وبعد موافقة المدعى أصدر أمرا بالافراج عنها». وأفادت السفيرة السويسرية فى طهران ليفيا لوى اغوستى أن الصحفية الأمريكية استقلت رحلة خاصة متوجهة إلى سلطنة عُمان. وكان مدعى طهران عباس جعفرى قد أعلن أن إيران مستعدة للإفراج عن شورد (32 عاما) لقاء كفالة قدرها 500 ألف دولار. وقد أوقفتها السلطات الإيرانية فى يوليو 2009 ومعها: شاين باور (28 عاما) وجوش فتال (28 عاما) بعد أن اجتازوا مشيا الحدود الإيرانية قادمين من كردستان العراق المجاور. ويتوقع ان يؤدى الافراج عن شورد إلى تخفيف حدة التوتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة إلى حد ما بعد ان ارتفع فى الاشهر الأخيرة بسبب برنامج طهران النووى المثير للجدل.. وكان من المقرر الإفراج عنها يوم السبت 11 سبتمبر بعد موافقة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد والحكومة، لكن السلطات القضائية أوقفت أمر الإفراج. ثم أعلن المدعى العام فى طهران أنه يمكن لشورد مغادرة البلاد وذلك بسبب مرضها حيث إنها مصابة على ما يبدو بأورام. قضت شورد 5 أيام فى سلطنة عُمان بعدها غادرت السلطنة برفقة والدتها وعمها. وقبيل مغادرتها مطار مسقط الدولى ألقت بيانا أعربت فيه عن خالص تقديرها للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان وحكومة السلطنة مقدرة الجهود التى بذلت فى سبيل الإفراج عنها. وقد أعربت عن جزيل شكرها وعظيم امتنانها للسلطان قابوس لترحيبه باستضافة السلطنة لها بعد اطلاق سراحها من قبل السلطات الإيرانية متمنية ان يحظى زميلاها اللذان لا يزالان قيد الاحتجاز فى إيران بالحرية فى القريب العاجل. وتوجهت شورد بالشكر للشعب العمانى على كرم الضيافة وقالت إنها تتطلع بلهفة للعودة الى سلطنة عُمان فى زيارة مقبلة برفقة زميليها. وقالت «لقد ارتبطت ببلدكم الجميل مع استنشاقى أول نسمات الحرية». وقد تسنى لسارة أن تزور عددا من المعالم المتميزة فى العاصمة العمانية محافظة مسقط، وفى مقدمتها جامع السلطان قابوس الأكبر الذى وصفته بأنه ليس مكانا للعبادة فحسب بل منارة لجميع الحضارات. كما شكرت السفير الأمريكى المعتمد لدى سلطنة عُمان لاستضافته لها ولعائلتها، وقدمت شكرها كذلك للدكتور سالم بن ناصر الإسماعيلى الرئيس التنفيذى للمركز العمانى لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات على مرافقته لها من إيران إلى السلطنة. وقد أجريت لها فور وصولها سلطنة عُمان فحوصات طبية فى مستشفيات حكومية للتأكد من سلامة حالتها الصحية.