ممثل موهوب، صاحب أدوار قوية، وحضور مؤثر، وأداء صادق.. ظهر مؤخراً كضيف شرف فى الفيلم السينمائى «بنتين من مصر»، ولكن أداءه الفريد منحه دور البطولة.. عن دوره فى الفيلم وأعماله الرمضانية، وتجربته فى تقديم البرامج.. يحدثنا الفنان «طارق لطفى».. * ما رأيك فى أعمال النجم الواحد؟ ** لا يوجد نجم واحد، ومن يظن أنه كذلك فليذهب ليمثل لوحده ويكتب لوحده ويخرج لوحده.. ليشاهد لوحده أيضاً. * وماذا عن أعمالك فى رمضان؟ ** أشارك فى مسلسل «شاهد إثبات» بدور إعلامى وصحفى مشهور صوته مسموع ويحارب الفساد، وله الكثير من الأعداء.. ومن خلال أحداث المسلسل نكتشف مفاجآت كثيرة، والشخصية التى أجسدها لم تقدم أبداً قبل ذلك على الإطلاق، فهى شخصية جديدة على الدراما ومكتوبة بشكل رائع كما أقوم بدور «عامل بوفيه» فى مسلسل «قضية صفية» ويعمل فى مكان يملكه رجل أعمال كبير «فيأخذوه وينظفوه ويخلوه واجهة لأعمالهم القذرة». * يتجه كثير من الفنانين إلى تقديم البرامج، هل فكرت فى ذلك؟ ** أنا بالفعل لى تجربة واحدة فى هذا المجال حيث قدمت برنامجاً عن السينما إلا أنه لم ينجح، لأنه كان معد إعداد سىء جداً من قبل اثنين من الصحفيين أصبحوا الآن من أكبر نقاد السينما فى مصر، وكان البرنامج بالنسبة إليهم مجرد سبوبة خلا إعدادها من الضمير.. وسأفكر فى إعادة التجربة لما يكون معايا ناس محترمين مش داخلين يعملوا سبوبة.. * حدثنا عن مشاركتك المتميزة فى فيلم «بنتين من مصر»؟ ** المخرج «محمد أمين» من أعز أصدقائى ومن أكثر المخرجين الذين أعشق مشاهدة أعمالهم، وعرض علىَّ الظهور كضيف شرف فى الفيلم، فوافقت على الفور مجاملة له دون حتى أن أقرأ السيناريو، الذى أعجبنى جداً بعد قراءته، واختار لى شخصية «جلال» شاب يعمل فى الزراعة تأخر فى الزواج، ويسعى للارتباط بفتاة تجسدها الفنانة السورية «صبا مبارك» من خلال أحد مكاتب الزواج.. * كيف جاءتك ردود الفعل على دورك فى الفيلم؟ ** ردود الفعل التى جاءت من داخل الوسط الفنى ومن خارج الوسط منحتنى إحساساً أننى قمت ببطولة خمسة أفلام، وهو رد فعل لم أتوقعه على خمسة أو ستة مشاهد قمت بها فى الفيلم.. * ما رأيك فى الزواج عن طريق مكاتب الزواج؟ ** صحيح أن الزواج مشروع لا يصلح أن يكون بهذا الشكل، لكن «هنعمل إيه» هو الحل البديل للخاطبة وحل بديل ليأس الناس. * كيف تزوجت أنت شخصياً؟ ** تزوجت عن قصة حب من إنسانة جميلة ورائعة، قابلتها فى إحدى حفلات الأصدقاء. * البعض وصف الفيلم بأنه «سوداوى وكئيب» ما رأيك؟ ** أنا أرى أن الفيلم صورة رومانسية لواقع أليم.. ولكنه ليس سوداوياً على الإطلاق، بل إن هذا الفيلم شبيه جداً بالفيلم الرائع «عسل إسود»، غير أن النجم «أحمد حلمى» وقف فى مرحلة وسطية معتدلة بين الكوميديا والدراما والواقع المؤلم.. ومن يرد أن يقول غير ذلك فليقل ما يقول، ويبدو أن هناك مصطلحات نقدية لم تعد تستخدم كثيراً فى السينما، فيظهر أحد النقاد ليقولها.. وفى الحقيقة أنه ليس عندنا سوى خمسة نقاد حقيقين والبقية تمشى خلفهم فى طابور طويل.. * ما هى أكثر المشاهد التى أثرت فيك داخل الفيلم؟ ** مشهد هروبى إلى المطار، وبداية علاقة «جمال» الذى أجسده ب «صبا مبارك» حيث كان محبط وهى محبطة، هو حالم وهى حالمة، كلاهما يتمنى أن يعيش الرومانسية، هو راض بواقع مرعب وهى مستعدة لتعيش هذا الواقع لأنه أفضل من واقعها قليلاً.. كانت مشاهد تؤلمنى بحق كتبت وأخرجت بشكل رائع وفريد.. * هل واجهتم أى مشاكل بعد عرض الفيلم؟ ** ليه؟! هو احنا بنشتم فى الحكومة.. ابعد عن الحكومة وقول اللى انت عايزه ومش هتواجه مشاكل.. * شخصيتك فى الفيلم كانت تحمل لمسة كوميدية.. هل فكرت فى تقديم الكوميديا؟ ** شخصيتى فى الفيلم شخصية «لايت» وليست كوميدية بحق، لأن مافيش حد جاد على طول وكل واحد بيهزر بطريقته.. أما عن كونى فكرت فى تقديم الكوميديا، «فهم لسه ما فكروش يعملوا كوميديا حلوة علشان ينفع إن اللى شبهى يمثلوها».. * ما رأيك فى الكوميديا الموجودة على الساحة الفنية حالياً؟ ** هى اجتهادات فردية لأشخاص مظلومين ومطحونين اسمهم ممثلين.. فهناك فنانو كوميديا رائعون وأصحاب مواهب قوية ولكنهم لا يملكون وسائل المساعدة اللازمة للنجاح.. حيث إن الفنان منهم يقدم كل طاقاته ومجهوداته الفردية وينجح فى 3 أو أربع أفلام «وبعد كده بيتحرق» لأنه يفتقد بعد ذلك إلى السيناريو الجيد والمخرج المبدع الذى يضيف للفنان ويضيف له الفنان فى الوقت نفسه.. فنسمع بعد ذلك الجملة الظالمة لذلك الفنان «النجم الفلانى وقع» وفى الحقيقة هو لم يقع، لكنه شايل لوحده ولو كان عنده سيناريو جيد أو مخرج صاحب رؤية لاستمر فى النجاح.. فنجاح «هنيدى» فى فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» جاء لأنه كتب له كاراكتر جديد فأبدع فى دور مختلف. أما «محمد سعد» فافتقد إلى المؤلف الذى يعرف كيف يخرج منه مواهبه الحقيقية.. * أدوارك تؤثر فى الناس، ورغم ذلك لم تأخذ حقك فى السنيما رغم أنك عملت مع «هنيدى والسقا» الذين أصبحوا نجوماً.. هل تعتقد أن للسينما حسابات أخرى؟ ** السينما لديها حسابات كثيرة مختلفة ومعقدة، وليست بهذه البساطة.. فبعد «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» جاءت فترة ركود للسينما وأصبح المضمون الذى يؤدى إلى ربح أكبر للمنتج هو الكوميديا «لأن ما بقاش فيه ورق» فاتجهوا لعمل الكوميديا، وزاد الطلب على نجوم الكوميديا، فأصبح هنيدى نجماً، بصفته كوميدى موهوب، وفى وسط ذلك ظهر اتجاه للأكشن من داخل الكوميديا فتصدر «السقا» وصعدوه فى الأكشن.. لكن أنا كممثل ما بعرفش أعمل أكشن، وزاد الطلب على الكوميديانات، وقدمت الكوميديا دون اهتمام بالمضمون أو دور الفنان.. إلى أن ظهر فيلم «سهر الليالى» الرائع الذى لا أعتقد أن هناك منتجاً يمتلك جرأة المخاطرة بفلوسه لعمل سهر ليالى تانى.. ولما يبقى فيه فيلم تانى لمحمد أمين أو تامر حبيب هشتغل معاهم.. وأنا بالفعل أحضر لمشروع سينمائى آخر مع الرائع «محمد أمين» وسأدلى بتفاصيله فى الوقت المناسب..