مازالت بركات القرآن الكريم تتوالى بعد أكثر من 1430 عاماً على نزوله ومن هذه البركات ما نراه كل عام من حفظ أطفال صغار لم يتجاوزوا الخامسة بعد للقرآن الكريم كاملاً مع حفظ ألفية ابن مالك فى النحو العربى ونهج البردة للبوصيرى بالإضافة إلى قواعد علم التجويد والتى اشتهرت بين محفظى القرآن الكريم وعلم القراءات. وقد تجلى هذا فى الطفلة عائشة حسين محمود التى بدأت حفظ القرآن الكريم بعد عامين ونصف العام من ولادتها.. واتمت حفظه فى الخامسة وفازت بالمركز الأول فى المسابقة المحلية التى تنظمها وزارة الأوقاف وكرمها الرئيس حسنى مبارك فى احتفالية مصر بليلة القدر.. يقول والدها: عائشة من مواليد 2004 وشقيقتها فاطمة عمرها ثلاث سنوات وتحفظ عشرة أجزاء، مضيفاً أنه سماها عائشة تبركا بالسيدة عائشة رضوان الله عليها حيث كانت مرجعاً دينياً لأغلب الصحابة والتابعين وهذا ما أتمنى أن تكون عليه ابنتى. وأضاف أن المتسابقة الصغيرة حفظت القرآن على يد د.إبراهيم أمين صاحب جمعية «واحة الفرقان للتنمية» التى تقوم على فكرة تحفيظ القرآن للأولاد بداية من سن عامين مشيراً إلى مشاركة عائشة فى العديد من المسابقات فى محافظة الجيزة منها مسابقة الجمعيات الأهلية على مستوى المحافظة، وحققت فيها ترتيباً متقدماً، كما شاركت فى مسابقة قناة الحافظ الفضائية وفازت فيها أيضاً. أضاف والد عائشة والذى يعمل محاسباً فى إحدى الشركات أنها تحفظ أيضا نحو مائتى بيت فى ألفية بن مالك كما تحفظ تحفة الأطفال فى علم التجويد وتحفظ الخريدة البهية فى علم التوحيد مشيرا إلى قيامه بتقديم أوراقها لتدرس فى أحد المعاهد الأزهرية حتى تتمكن من الدعوة إلى الله ورفعة الأمة الإسلامية وتدرس الدين على منهج الوسطية والاعتدال والرحمة والفقه الميسر. وذكر والد عائشة أنه سيتبرع بجزء من قيمة الجائزة والتى بلغت حوالى 20 ألف جنيه للجمعية التى حفظت بها ابنته القرآن وما يتبقى منها سيدخره لها. ومن المفارقات الطريفة أن والدى عائشة أتما حفظ القرآن الكريم أيضا فى هذه الجمعية على يد د. إبراهيم أمين. كما التقت أكتوبر أحمد سمير عوض وهو متسابق مصرى من محافظة البحيرة حصل على المركز الأول فى الفرع الأول من المسابقة العالمية وهو حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد والترتيل وتفسير الجزء السادس عشر، حيث قال ولدت عام 1986 بكفر الدوار، كفيفا وتمكنت من حفظ القرآن فى السابعة والنصف من عمرى ولى 3 أشقاء ابنتان وولد بدأوا فى حفظ القرآن ولم يتموا الحفظ بعد. وأضاف أحمد تخرجت فى كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وعلى الرغم من أننى الأول على الدفعة إلا أننى لا أعمل حتى الآن موضحاً أنه سبق وحقق المركز الأول فى حفظ القرآن الكريم عل مستوى المعاهد الأزهرية لسنوات متتالية وكرمه الشيخ الراحل جاد الحق على جاد الحق والإمام الراحل د.محمد سيد طنطاوى كما سبق له وأن شارك فى مسابقات دولية كثيرة أهمها مشاركة فى مسابقة القرآن الكريم بمكة المكرمة عام 1997 وحصوله فيها على المركز الثالث، كما حققت المركز الثانى فى عام 2000 فى مسابقة بدولة الكويت. وأرجع أحمد الفضل فى تشجيعه على حفظ القرآن الكريم ووصوله إلى ما هو فيه الآن من خير إلى والديه، ومعلميه كالشيخ محمد عامر ومصطفى خميس وكمال فتح الله وإسماعيل عبدالله الذين كان لهم دور كبير فى اتقانه أحكام التلاوة والتجويد والترتيل.