انطلق الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري المعرض الشخصي للفنان التشكيلي خليفة البرادعي وذلك بفضاء العرض برواق الفنون ببن عروس تحت عنوان "تفاعلات كيميائية" ليتواصل الى غاية يوم 7 ديسمبر/كانون الأول المقبل. ويمثل هذا المعرض محطة جديدة ضمن مسيرة البرادعي الفنية بعد عدد من المعارض الخاصة والجماعية بتونس وخارجها. الفن التشكيلي مجال مخصوص ضمن تجربة الفنان التي يخوضها بشيء من فتنة الفكرة وسحر المغامرة الفنية وحرقة الأسئلة التي منها تلك المتصلة بالرؤية الفنية والنظرة تجاه الذات والعناصر والتفاصيل والآخرين حيث الفن هو تلك الثمار على قارعة الحياة في شأن العلاقة مع المستقبِل والمتلقي الذي صار الجزء المهم في هذا الانتاج الابداعي الذي يقدمه الفنان في سياق معاناته وصراعه النبيل مع الأفكار والبحث المضني للوصول الى الينابيع؛ ينابيع الفن. في هذا السياق تبرز تجربة الفنان التشكيلي خليفة البرادعي الذي كانت له مشاركة سابقة مميزة في المعرض السنوي للفنون التشكيلية بمتحف خير الدين بتنظيم من الرابطة التونسية للفنون التشكيلية والذي تم بمشاركة أكثر من 100 فنان عبر تجارب وتيارات فنية مختلفة تعكس الحراك التشكيلي المعاصر في تونس والمعرض فيه عديد الأجناس والأنماط والأشكال الفنية من زيتي ومائي ونحت ونسيج وحفر... وغير ذلك. هو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين وعضو جمعية رؤى للفنون التشكيلية وكاتب عام جمعية التربية الفنية بصفاقس وكانت له معارض فردية وجماعية بصفاقس والمنستير وتونس والمحرس والمهدية والشابة، وبرواق الفنان جلال الكسراوي وبالمركز الثقافي لمدينة تونس، وذلك الى جانب المشاركات خارج تونس منها بكل من ليبيا والمغرب واليمن وفرنسا كما تم تكريمه عدة مرات وشملت مقتنيات أعماله وزارة الثقافة ومؤسسات خاصة. االعمل الفني لدى الفنان البرادعي عمل متواصل مع مختلف الخامات والمحامل المختلفة للوصول الى ألوان مختلفة ومتعددة داخل اللوحة لتصبح عملا مخبريا وبالتالي العمل الفني بالنسبة للفنان خليفة البرادعي ليس ألوان فرشاة بل هو الغوص في عوالم خبر تفاصيلها وأشياءها وعناصرها. وعن هذه التجربة لديه حدثنا قائلا: "... عن تجربتي الفنية أقول هي ثمار عمل متواصل مع مختلف الخامات والمحامل فمنذ عقدين وأنا أتعامل مع المواد الكيميائية المختلفة في علاقاتهم بعضهم ببعض وتفاعلاتهم في ما بينهم وبالتالي نتحصل على ألوان مختلفة وأشكال متعددة داخل اللوحة ذاتها وباختصار اللوحة تصبح عملا مخبريا يتم به اكتشاف ألوان وأشكال جديدة يمكن تطويعها في أعمال أخرى وبالتالي العمل الفني بالنسبة لي ليس ألوان فرشاة ومحمل بل هو غوص في الأعماق ... هي مغامرة حلوة وقصة عشق عنيف في بعض الأحيان وغضب في وقت آخر وبالتالي لكل عمل لون وقصة وحكايات. أما عن لوحاتي فهي عبارة عن تفاعل مع المادة أو المواد المختلفة المستعملة التي أفرزت ألوانا وانكماشات وانزلاقات مساهمة في توجيه تركيبة اللوحة وإخراج موضوعها من الواقعية الى التجريد أو بالأحرى الى عالم الخيال...". معرض آخر ببن عروس يبرز معه دأب الفنان البرادعي الذي تسكنه أسئلة وهواجس وبحث ضمن مسارات الفن التشكيلي وما يتيحه من تعبيرات جمالية تفضي الى السؤال تلو السؤال حيث الفن هو المجال الحيوي والرمزي في واقع انساني متغير ومتحول وسريع الأحداث المربكة والمحيرة ولكن الفنان يبقى حارس النشيد وزارع نبتة الحلم والأغاني.. الفن بما هو الخصب والشجن.