ضمن التلوينات المتعددة والمختلفة لأنشطة التظاهرة الكبرى "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" وفي سياق برنامج "ديوان صفاقس الشعري" الذي يشرف عليه الشاعر المنصف المزغني بالتعاون مع جمعية "صفاقس تحلم" انتظمت وفق البرنامج المعد الأمسية الأدبية من خلال لقاءات الشعراء بخصوص احتفالية ذكرى رحيل الشاعر أبي القاسم الشابي وذلك بفضاء المركب الثقافي محمد الجموسي حيث يعرض الشبابي لإشراق مطرمع فسحة شعرية لكل من الشعراء: نور الدين صمّود، وفوزية العكرمي، ومعز العكايشي، وراضية الشهايبي، وميلاد صمّود، ورحيم الجماعي، وعلي لعرايبي، ومحمد مكوّر، وأماني الزعيبي، وعلي البهلول. وهناك مشاركة موسيقية للفنانة رهام الحمريتي وفرقة الفنان علي السافيالى جانب اللوحات الفنية لطارق بوزيد والمساهمة الموسيقية لفرانكو وجهاد. الأحد 9 أكتوبر/تشرين الأول شهدت دار العفّاس مجلسا أدبيا للشاعر نور الدين صمّود، الذي قدم ديوان الشابي "أغاني الحياة" المخطوط بيده، انطلق بعد ذلك الدرس الأول لتعليم العروض وإيقاع اللغة حيث حضر المختصون علي الحشيشة وعماد الحاج طيّب وغسّان كمّون وحبيبة الخرّاط. وخلال الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول انتظمت الأمسية الشعرية التي كانت بمشاركة كل من الشعراء محمد الجلواج من السعودية وهلال الفارع من فلسطين وحسن شهاب الدين من مصر وذلك بالتعاون مع جمعية الصالون الأدبي بقابس. وخلال الأيام المقبلة (16 و18 و20 و30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري) تنتظم لقاءات تهتم بتعليم اللغة والعروض والإنشاد الشعري وذلك بالفضاء الأنيق دار العفّاس ليكون الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول خاصا بنشاط الورشة المفتوحة أمام من يحرص على تجويد موهبته الأدبية. وتتواصل الأنشطة الشعرية من خلال حصة عن "شعر ونصوص حرة " مع إشراق مطر، وذلك بمشاركات لكل من عواطف الكريمي وآمال مختار وآمال كعنيش وغادة تهيمش (تونس) وبلقيس حسن (العراق) مع فقرة مخصصة لمجموعة "سيدة الكلمات" في تنشيط لصابرين الغنودي وبمصاحبة موسيقية. كل هذه الفعاليات تأتي في إطار التظاهرة الكبرى "صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016" وضمن فعاليات من ابتكار الشاعر المنصف المزغني ونعني "فصول الشعر الأربعة" وفق ما أطلق عليه "ديوان صفاقس الشعري" وهي فكرة ومشروع يعمل عليه المزغني وذلك وفق برامج تعنى بالشعر وفنونه فضلا عن اللقاءات والأمسيات الشعرية المفتوحة والمتواصلة. إذن تعددت الفعاليات الشعرية، وفي اطار التظاهرة التي أعد لها من فترة المزغني وانطلقت في أغسطس/آب ضمن إنجاح هذا المشروع المفتوح على المستقبل كما يقول وبالتنسيق التام مع الهيئة المنظمة وبتناغم تام مع الأطراف المعنية حيث تعمل جمعية "صفاقس تحلم" المنسقة لتظاهرة "صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016" ليكون المجال سانحا لهذا العرس الأدبي السنوي. ويمكن القول إن هذه التظاهرة حققت نجاحا منتظرا من خلال البرمجة والتصور والتنظيم والحضور الجماهيري، وقد كرمت تظاهرة "صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016" الضيوف الذين أسهموا في "فصول الشعر الأربعة"، وكانوا بمثابة الفصل الخامس. وهكذا تحلم صفاقس وتستمر القصيدة في تلويناتها من أعمار مختلفة وجغرافية متعددة وأصوات متحاورة ومتجاورة يجمع بينها الابداع والإمتاع.