ناشدت عائلة الشاعر محمد مهدي الجواهري، ورئيس اتحاد الأدباء، وكتاب عراقيون، وزارة الثقافة بالعمل على إنقاذ البيت الذي أقام به الجواهري نحو عشرين سنة، واحتضن جانبا من إبداعاته، وتحويله إلى متحف خاص يليق بقيمة الشاعر كأحد الرموز الثقافة في البلاد. وقالت خيال الجواهري الكاتبة والأديبة وابنة الشاعر إن بيت الراحل الجواهري في منطقة القادسية ببغداد شهد الكثير من الأحداث السياسية والتطورات التي مرت بالعراق في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وأضافت : ان الشاعر الراحل أقام بالمنزل بعد عودته من الخارج عام 1967، واستمر به حتى ثمانييات القرن الماضي، وهو يمثل رغم قدمه، أثراً لرمز من رموز العراق الشامخة.وأشارت ابنة الشاعر إلى أن الظروف المادية اضطرت العائلة لعرض البيت للبيع، وأن هناك من يسعى لشرائه، إلا أنه يروم هدمه وإنشاء بناية تجارية بدلاً عنه "وهذا ما يؤلمنا كثيراً، والمفروض أن يبقى هذا البيت معلماً تاريخياً من معالم العراق". وناشدت الحكومة ووزارة الثقافة أن تمنع هدم البيت، أو أن تشتريه وتعمل على تحويله لمتحف يضم أعمال الراحل، وما كتب عنه من بحوث ودراسات طيلة حياته. وتؤكد أن العديد من الأدباء والكتاب قد كتبوا في الصحف المحلية وعلى مواقع الإنترنت عن هذا الموضوع، وطالبوا الحكومة واتحاد الأدباء بتحويل البيت لمتحف الجواهري. ويقول رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين "اتصلنا بابنة الشاعر الراحل الجواهري السيدة خيال، وعلمنا منها أن ورثة الراحل الجواهري يرومون بيع البيت إلى أحد الأشخاص". وأضاف د. فاضل ثامر أنه طلب منها "التريث في مسألة البيع لحين إجراء اتصالاتنا مع وزارة الثقافة لحثها على شراء البيت ومنع هدمه، وتحويله إلى متحف للشاعر". وأكد أنه تم توجيه رسالة للمسؤولين بوزارة الثقافة لتوضيح المسألة "وطلبنا منهم شراء البيت وتحويله إلى متحف خاص بالشاعر الكبير الجواهري" وكذلك تمت مناشدة رئيس الحكومة نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني والبرلمان للتدخل في حسم هذا الموضوع "وهم بانتظار الرد". ويأمل ثامر أن يكون رد المسؤولين إيجابياً "لأن هذا البيت يمثل رمزاُ تاريخياً وحضارياً" وأن يتم تحويل البيت لصرح ثقافي وتراثي أو مركز للدراسات "يتخصص بالكفاءات والعبقريات الأدبية والثقافية التي ساهمت في صياغة الوعي الثقافي والأدبي" في العراق. تراث عراقي من جهتها تقول الكاتبة والأديبة عالية طالب : إن كل دول العالم تحول بيوت المتميزين والمبدعين من علماء وأدباء وشعراء لمتاحف ومراكز تخلد ذكراهم "ولا يتم هدمها كما يحدث في العراق". وتضيف أن منزل الشاعر أحمد شوقي في مصر تحول إلى منتدى ومتحف تقام فيه الأمسيات والندوات، والجواهري لا يقل عن أحمد شوقي أهميةًً. وتشير إلى أن بيت السياب رغم عدم الاهتمام به "إلا أن شعراء المربد الشعري يحجون إليه كل عام عند انعقاد المربد". وتؤكد عالية طالب أن "هذه الرموز الرائدة في تاريخنا، لا يمكن أن تنفصل عن حاضرنا" وتطالب بضرورة منع هدم بيت الجواهري وتحويله لمتحف أو منتدى، وأن يشمل هذا الإجراء كل المبدعين في مسيرة العراق. ويقول الشاعر العراقي وعضو اتحاد الأدباء والكتاب جبار سهم السوداني للجزيرة نت، إن من أهم مباديء الوفاء للراحلين الكبار الذين أرسوا دعائم ثقافة وأدب عراقي "أن نحفظ لهم مكانا ومكانة تليق بهم". ويضيف أن "الجواهري شاعر العراق والعرب الكبير جدير بأن نحفظ له هذا الموروث الذي يجعل من يأتي بعدنا يحترمنا لحفاظنا على هذا التراث الخالد". وكان مدير مركز الجواهري في براغ رواء الجصاني قد وجه رسالةً إلى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والبرلمان يناشدهم فيها المحافظة على بيت الجواهري في بغداد، ومنع بيعه وهدمه وتحويله لمتحف يضم تراث وأدبيات الشاعر.