صدرت حديثا عن المركز القومي للترجمة الطبعة العربية من كتاب أشعار أحمد فؤاد نجم «بلاغة التراث البديل» من تأليف وترجمة كمال نجيب عبد الملك، وتحرير وتقديم مسعود شومان. أحمد فؤاد نجم علامة في تاريخ النضال بالشعر، اختلف بعض النقاد والشعراء حول حجم شاعريته، لكنهم أجمعوا على تميز شخصيته وخصوصيتها، وعلى الرغم من الجدل الذي دار حول تجربته، فقد أجمع العامة على محبة ما يقول وما يكتب، لا يدعى علما عميقا بالشعر وسراديبه، لكنه يعرف هدفه كرصاصة تذهب لهدفها مباشرة. وعلى الرغم من عدم حصول نجم على أي تعليم نظامي، فهو من أهم شعراء العامية في عصرنا، فهو يبدو لنا فنانا بوهيميا تارة، ورجلا فاجوميا سليط اللسان تارة أخرى، وهو شاعر ينظم بعامية مواطنيه مستخدما الأشكال الفلكلورية في أشعاره، وعلى عكس شعر الفصحى نجد شعر نجم العامي يقترب من قلب وعقل الغالبية العظمى من مواطنيه المصريين، حيث يشعر بأنه مستمد من لغة الشارع المعبرة عن حكمة وسخرية الأمة المصرية. إلا أنه لا يستخدم التراث الشعبي بطريقة آلية ولا لكي يسترضي الجماهير، فهو يمزج التراث الشعبي بصوته الثوري ويشحن بطارية الموروث بتيار الحداثة والثورية والالتزام بقضايا الفقراء والمحرومين. وإذا كان الموروث الثقافي يحض العامة على التصالح مع مواقعهم وقدرهم في الحياة. ولو كانت مأساوية فإن أشعار نجم تحتفل بقدوم بلاغة جديدة، بلاغة بديلة تنفض عن جسدها قدرية التراث وتقاليده البالية. مؤلف ومترجم الكتاب كمال عبد الملك أستاذ الأدب العربي في الجامعة الأمريكية في دبي، حاصل على جائزة التفوق من جامعة براون، ومن الجامعة الأمريكية في دبي لعامين متتاليين لتميزه في التدريس والأبحاث الأدبية، له عدد كبير من المؤلفات بالإنكليزية والعربية، ومن مؤلفاته بالإنكليزية (بلاغة العنف: العرب واليهود في الأدب الفلسطيني والسينما الفلسطينية المعاصرة) و(التقليد والحداثة وما بعد الحداثة في الأدب العربي). محرر الكتاب؛ مسعود شومان، شاعر وباحث، عضو اتحاد كتاب مصر، وله عدد كبير من الترجمات والمشاركات في أعمال درامية، كما كتب أشعار عدد من المسرحيات نذكر منها «عزيزة ويونس»، «المحروسة»، «بالعربي الفصيح»، «درب عسكر» و"آخر الفرسان".