أصدرت مجموعة مسارح الشارقة كتابا بعنوان "الشاعر في المسرح" تأليف الكاتب الإنكليزي رونالد بيكوك "1907- 1993" وترجمة الشاعر والمسرحي الراحل ممدوح عدوان. ويعتبر الكتاب الذي صدر في 280 صفحة أحد المراجع الأكاديمية الهامة في عالم المسرح خاصة وأنه يقوم على تقصي العلاقة الجدلية والتاريخية التي تربط الشعر بالمسرح وذلك من خلال دراسة أعمال كبار المسرحيين الذين عرفوا أيضا كشعراء مشهورين أمثال "ت.س. إليوت وهنري جيمس وغريلبارتسر وبرنارد شو وهيبل وغوته وإبسن وغيرهم. وأوضحت "المجموعة" في المقدمة التعريفية للكتاب أنه يوضح أثر الشعر في رفد الدراما بتصورات جديدة، مؤكدة أن الشعر يعتبر البوابة الكبيرة للدراما ومن دون فهم التطورات الكبيرة والجدلية التي حكمت العلاقة بين الشعر والمسرح لن يكون بالإمكان فهم مسيرة المسرح أو فهم دور الشاعر المبدع في تجديد حركة الدراما حيث ظل الشاعر أبدا يضع عينيه على المسرح فالمسرح هو المكان الأكثر قدرة على تحويل المضامين والرؤى الشعرية الكبرى إلى ما يشبه الحقيقة المجسدة. ويشكل الكتاب دراسة أكاديمية موسعة حول حقيقة الكمال الشعري في المسرح منذ القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين وهي دراسة تعنى بالتأكيد على قدرة الشعر على المحافظة على قوته وصفائه رغم العناصر الكثيرة الموجودة في الدراما وتحديدا الحكاية والحبكة والحوار والشخصيات إضافة إلى تحديات كثيرة مثل المواضيع وأساليب الطرح وهو أمر يوضحه مؤلف الكتاب بقوله "حاول القليل من الكتاب أن يحافظوا على الكمال الشعري أمام المزاحمات الداخلية والخارجية، فمن الخارج كانت هناك الرواية والشعر الغنائي ومن الداخل كان هناك الدراما الواقعية النثرية التي كان موضوعها بشكل عام النقد الاجتماعي أو الأخلاقي لحياة الطبقة الوسطى وكان هناك طبعا التأثير المؤذي للروح التجارية في المسرح".