أكد د. مرسل العجمي أستاذ النقد في جامعة الكويت أن الشعر الجيد والحقيقي هو الذي سوف يبقى في نهاية المطاف وتتساقط الأشياء غير الحقيقية في عالم الشعر مشيرا إلى أن هناك من فرض نفسه على الساحة بأشياء غير شعرية وأخذ يلمع نفسه. وقال مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي إن المجلات الرائدة كانت هي الموجه للشاعر كي يحقق نجاحا للجمهور وعندما غابت أصبح الشاعر في مواجهة مباشرة امام الجمهور ولم يعرف كيف يتعامل مع جماهيريته فتراجع. جاء ذلك خلال حلقة بثتها اذاعة الكويت البرنامج العام ضمن برنامج "ليلة شعر" على الهواء مباشرة من اعداد خالد المحسن واخراج بدر السبيعي وتقديم مطلق الدخنان؟ وشبه المسعودي العمل الابداعي بالعمل المسرحي الذي يشترك في تنفيذه فريق عمل من كاتب ومخرج وديكور وأزياء حتى يظهر البطل امام الجمهور بشكل ناجح ومفيد، وبغياب هذا الفريق أصبح البطل في مواجهة الجمهور بلا قيادة أو مستشار، وأصبح الشعراء عراة أمام الجمهور والبعض منهم تفاجأ في تخلي الجمهور عنه وعدم استقبال كل ما يطرح لأنه فقد الموجه والمنبه والناقد. فبعض الشعراء لا يملكون الوعي بالتعامل مع الجمهور والبعض منهم أصيب بالصدمة النفسية لأنه فقد مكانته التي حصدها خلال سنوات كانت فيها الجهة الاعلامية تمثل حائط صد بينه وبين جمهوره. وقسم المسعودي الشعراء الى ثلاثة أصناف فهناك من يروج لنفسه من خلال شكله وصوره وصوته وملابسه وممتلكاته وصوته، وهناك من يروج لشعره مهما كان مستوى هذا الشعر، وهناك قسم ثالث وهو الأفضل والأعلى وهو من يروج لقيمة أدبية وهذا ما نبحث عنه وهو الباقي والمستمر والمؤثر. وقال إن لدينا حالات إبداعية وأسماء واعدة في مختلف المجلات مثل شاعر وكاتب وقاص ابتعدوا عن التواجد بعد فترة لأنهم لم يجدو التشجيع، وتساءل عن الملايين التي تصرف كميزانيات للجهات الثقافية أين نتيجتها على ارض الواقع، هل انتجت جيلا ابداعيا؟ وطالب علي المسعودي بتدريس علم العروض واللغة العربية الصحيحة في المدارس الابتدائية والمتوسطة على غرار ما هو متبع في مدارس الشام وسوريا تحديدا التي أنتجت جيلا متمكنا من اللغة العربية والشعر العربي.. وأشار إلى أن الشاعر الذي تعوّد على التصفيق وحصل على الجماهيرية الطاغية قد يصاب بحالة رفض للنقد وقد يرى نفسه أكبر من النقد، وربما دفعه ذلك إلى الاعتقاد بأن كل ما يقول ويكتب هو متميز. مشيرا إلى أن ردة فعل بعض جمهور الشعراء الجماهيريين تكون عنيفه ضد من ينتقد شعرهم. من جهته أكد د. مرسل العجمي أن التمايز في الإنتقاد هو ما يضر الناقد، فالواجب بأن لا يفرق الناقد بين الشعراء، سواء كانوا نجوما أو شبابا حتى ينصف ويكسب احترام الجمهور، وأن الناقد الحقيقي لا يخاف من طرح رأيه حتى لو خسر الكثير، فالنقد وظيفه ورسالة وعلى الناقد أن يؤدي الوظيفة ويوصل الرسالة. وقال: الناقد الشعبي هو الذي يعتمد على الوزن والقافية، أما الناقد الحقيقي فهو الذي يعتمد على التجربة الإنسانية، فالناقد أشد غيرة من الشاعر على الشعر، واخص من الشاعر في أساسيات النقد. وقال إن تدريس اللغة العربية لدينا كارثة والدليل أن أكثر المسؤولين لا يعرف اللغة ويتحدث عن اللغة. وأشار العجمي الى ان ما يطرح في المسابقات الشعرية نقد جماهيري فقط وليس نقدا أدبيا، ويخضع للأمور التجارية. واضاف: انا لا أنتقد سوى القصائد التي تعجبني، وأما القصائد التي لا اجد بها ما يدهشني لا أتطرق لها لأنه من الأساس غير مناسبة للنقد. وقدم المذيع الدخنان تعريفا بضيفيه علي الشكل التالي: الدكتور مرسل العجمي استاذ النقد الادبي في قسم اللغه العربيه وآدابها بكلية الاداب في جامعة الكويت حاصل علي شهادة الجامعه من كلية الاداب جامعة الكويت، وحصل علي الماجستير والدكتوراه في الادب العربي من جامعة متشيغان أن أربر بالولايات المتحدة الأميركية، عضو رابطة الادباء وعميد مساعد لشؤون تدريس اللغات في كلية الآداب، رئيس تحرير المجلة العربيه للعلوم الإنسانيه 2005 حتي 2007 محكم معتمد لدى الدوريات الاكاديميه في جامعات الخليجيه والعربيه مشرف على مناقشة عشرات رسائل الماجستير في الكويت وخارجها. شارك بالعديد من الأبحاث في المجلات العلميه المحكمة، وحاصل علي العديد من الجوائز الدولية. من اعماله الادبية: الرحلة الأخروية العلائية .. تهذيب رسالة الغفران، الرحلة الأخروية العلائية .. أطراف رسالة الغفران، السرديات .. مقدمة نظرية ومقتربات تطبيقية، تيارات نقدية معاصرة، الفن القصصي في الكويت، النخلة والجمل .. علاقات الشعر النبطي بالشعر الجاهلي، جماليات الأدب العربي. أما الكاتب والاعلامي علي المسعودي فهو مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، إعلامي معروف من أبرز الأسماء الأدبية والشعرية في الخليج العربي، أسس وأدار الكثير من المؤسسات الإعلامية والأكاديمية، كتب عددا من المسلسلات لشخصيات معروفة أبرزها مسلسل "سيرة الفارس سعدون العواجي"، والشاعر الشعبي المشهور محسن الهزاني. وهو معد للكثير من البرامج التلفزيونية في قنوات الكويتوأبوظبي وقطر وأوربت. واشرف على عدد من المهرجانات الشعرية منها مهرجان هلا فبراير في الكويت. رأس القسم الثقافي في جريدة السياسة الكويتية، وأدار تحرير مجلة الحدث ومجلة المختلف ومجلة اليقظة، كما عمل فيها مستشارا للتحرير، وعمل في وزارة الإعلام الكويتية من خلال مجلة "الكويت" الثقافية. ثم رأس تحرير مجلة "شاعر المليون" وعمل مستشارا في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ثم مديرا لقناة الريان القطرية، ومديرا لقناة الخليج، ومديرا لقناة بروز الفضائية. عمل حوارات مع أهم الأسماء الأدبية في العالم العربي مثل: عبدالله البردوني، سعاد الصباح، أحمد مطر، غازي القصيبي، بدر بن عبدالمحسن، وأصدر الحوارات في كتابين هما: تكلموا فقالوا، وحديث الشعر، بالإضافة إلى كتاب "أسئلة الشمس". أصدر مجموعات قصصية حملت عناوين: رجوع ، تقاطيع، ذاكرة الجدران واشتهر كواحد من أهم نقاد الشعر في الخليج.