تعد "ليالي الحرير" أول رواية للشاعرة عائشة البصري بعد ست مجموعات شعرية صادرة بين المغرب وسوريا وبيروت. وحقيبتين فنيتين. بالإضافة لعشر مختارات مترجمة إلى لغات أجنبية منها: الإسبانية والفرنسية والتركية والإيطالية والألمانية صدرت للشاعرة في بلدان مختلفة: فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، تركيا، الشيلي، كوستاريكا. صدرت الرواية عن الدار المصرية اللبنانية ومكتبة الدار العربية للكتاب وجاءت في طبعة أنيقة من 200 صفحة من القطع المتوسط يصاحبها على الغلاف الأخير كلمة تقديمية للناشر وشهادات لكل من الروائي الجزائري واسيني الأعرج والروائي المصري ابراهيم عبدالمجيد والشاعر المغربي نجيب خداري. وعائشة البصري هي عضو بيت الشعر بالمغرب. وعضو اتحاد كتاب المغرب. وعضو جمعية النقد الدولي بفرنسا. ضُمِّنت قصائدها العديد من الأنطولوجيات الشعرية العربية والعالمية . وشاركت في العديد من المهرجانات الثقافية العالمية والمعارض الدولية. أما الرواية فهي هي تصفية حساب لامرأة مع أصدقاء أَلِدّاء: الرجل، المرض، الحياة، الموت، حيث تتسامى حالات صراع الأنثى وآلامها إلى مستويات عالية من التأمل الوجودي والقلق الروحي العميق والمضيء. استنادا لثقافة روائية شديدة الرهافة أفصحت عنها حداثة السرد، وغرائبيته، ومكره اللذيذ. تتداخل في هذا المحكي، كثير من الأزمنة والأمكنة، والأحداث، يَلْحم تباعدَها، واختلافَ أشكالها وألوانها وعطورها، حلمٌ لا ينتهي... حلم، أحلام، ترفو جسدَ الساردة وسردها بخيوط من وهم اسمه الحياة. الرواية مركبة ومبنية على عنصرين مهمين عنصر الحاضر الذي يعيد المريضة أو الساردة إلى كل ما يحيط بها. وعنصر الكابوس أو الحلم الذي تنشأ فيه أجزاء مهمة من الرواية. وهي طريقة سمحت باللعب أدبيا بين حاضر يصعب السيطرة عليه وحلم يسمح للساردة بأن تستعيد حياة لم تكن سهلة. بالإضافة إلى عنصر الغيبوبة، البرزخ الذي يربط بين عالم الموتى وعالم الأحياء، حيث تتنقل الساردة بينهما بسلاسة بحثا عن أجوبة لم تجدها في الحياة فسعت إليها في الموت. فالشخصيات كلها ميتة بما فيها الساردة التي لا تعي موتها بل حتى الروائية التي من المفروض أن تكون عالمة بكل شيء في هذا الفضاء الروائي ليس لديها اليقين بموت أو حياة الساردة وهذا ما يجعل ليالي الحرير رواية غير عادية. شخصيات الرواية ملتبسة، تتقاطع حيواتها في الكثير من الأحيان، بما فيها الشخصيات التي آلت تقديم نفسها من خلال إنطاق الهوامش، تقاطع يخضع للصدف وعشوائية الأقدار أكثر مما يخضع لمنطقية الأحداث. رواية "ليالي الحرير" هي بحث مضني، هي الذهاب بعيدا حتى الموت بحثا عن أجوبة لأسئلة الحياة.