توقع الكاتبة لنا عبد الرحمن روايتها الرابعة " ثلج القاهرة" في مكتبة الديوان، بالزمالك اليوم الاثنين الساعة السابعة مساء .. تدور أجواء الرواية بين عالمين واقعي وميتافيزيقي، وبين زمنين ماض ٍ ومعاصر، وتحضر القاهرة كمان رئيس للحدث كما يتضح من العنوان، كما تحضر دمشق والاسكندرية كأماكن أخرى يتحرك فيها الأبطال. تقدم الكاتبة لوحات متجاورة من حياة بطلتيها " نورجهان" و " بشرى"،كما يرتكز السرد حول التساؤلات الوجودية التي تطرحها بشرى عن حياتها السابقة والآنية، ورحلة بحثها لتتبع صور وخيالات تأتيها من ماض بعيد، ولا تملك لها تفسيرا. الجدير بالذكر أن الكاتبة لنا عبد الرحمن حاصلة على دكتوراة في اللغة العربية وموضوعها "دلالة الجسد في السيرة الذاتية، في الرواية اللبنانية".وصدر لها في الرواية : " حدائق السراب"، " تلامس"، " أغنية لمارغريت"، كما صدر لها في القصة القصيرة مجموعتين قصصيتين هما :" أوهام شرقية" و " الموتى لا يكذبون". من أجواء رواية ثلج القاهرة : القصر الذي سكنته، كان يطل على ضفة النيل. عند المساء أسمع صوت العصافير، وهي تزقزق مناجية بعضها، ومن إحدى الشرفات أرى صفحة الماء الغامضة التي تدفن أسرارًا عتيقة. عشت في هذا القصر جزءًا طويلًا من عمري ومت فيه أيضًا، وها أنا أحوم حوله من جديد. كانت مسامات شجرة البانسيان ترشح حزنا كلما جلست قربها، أنقل إليها وحدتي، فتتساقط زهراتها الحمراء عند حواف ثوبي الطويل. ما زالت البانسيانة في مكانها، لو اقتربت منها الآن ستعرفني حين أهز أوراقها، وأردِّد ذات الكلمات التي كنت أحكيها في الماضي. ثم جاء الأمير التركي الشاب من بلاده البعيدة ليأخذني معه، شابة يافعة في السابعة عشرة من عمرها. التقيت الأمير خلال إحدى الرحلات على سفينة انطلقت من ميناء الإسكندرية لتطوف في عدة مدن أوروبية،كنت برفقة أبي-أميرال البحر- وأختي ملك شاه، وتحت أضواء السفينة، رقصت للمرة الأولى مع الأمير، طفت بين ذراعيه، يحرك عواطفنا هواء البحر. قلبان غضَّان توهَّما الحب، لكن الحياة ليست رحلة مبهجة، والحلم المتخيَّل بالسعادة خلال رحلة بحرية، يختلف عن الحياة الواقعية في القصور.