انعقدت في القاهرة فعاليات الدورة التاسعة والسبعين للمؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية، وقد حرص وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور "حمد بن عبد العزيز الكواري" على حضور الفعاليات التي ناقشت "قضايا اللغة العربية المعاصرة"، مؤكدًا حرصه على الحضور ومساهمته في مناقشة هذه القضية و اعتبرها مهمة جدًا، وفي إطار ذلك كان اللقاء بوزير الثقافة القطري والذي تحدث عن المشاكل والتحديات التي تواجه اللغة العربية وكيفية التقليل من مخاطرها، وأيضًا تحدث عن رؤيته للتبادل الثقافي العربي وكيفية تنمية التعليم والإعلام في الدول العربية بشكل عام... - ما تقييمك لفعاليات الدورة التاسعة والسبعين لمؤتمر مجمع اللغة العربية ومضمونه الذي يتحدث عن "قضايا اللغة العربية المعاصرة"؟ قضية الحفاظ على اللغة العربية قضية مهمة ولابد من مناقشتها ووضع سبل للحفاظ عليها ووضع مقترحات لتعزيزها في الدول العربية، وبالفعل كان هناك جهود كثيرة لدولة قطر من أجل النهوض باللغة العربية والوقوف أمام جميع التحديات والمعوقات التي تحاول تشويهها وتحاول التأثير عليها. - هل ترى أن اللغة الإنجليزية أصبحت تهدد ثقافة الدول العربية وخاصة في ظل محاولاتهم للنهوض باللغة العربية؟ بحكم سيطرة اللغة الإنجليزية والتي أصبحت اللغة الأكثر تأثيرًا واستخدامًا في جوانب عدة من جوانب الحياة وهذه حقيقة لابد أن نقولها ونعترف بها شئنا أم أبينا، ولابد أن نعرف كيف نتعامل معها؛ لأنها بالفعل سيطرت على قطاعات الأعمال والبنوك ووسائل الاتصال الاجتماعي والإعلام والأهم من ذلك والأخطر السيطرة على التعليم، وكل ذلك بالطبع كان له تأثيره السلبي على اللغة العربية ومحاولات النهوض بها. - كيف يمكن أن نتعامل مع التحديات التي تفرضها العولمة على الدول العربية ؟ رغم الجهود الكثيرة التي تبذل لمواجهة هذه التحديات لكن الواقع الذي تفرضه العولمة على الدول العربية وتفرضه الضروريات الاقتصادية على دول الخليج سيظل قائمًا والتحديات أكبر من الجهود المبذولة، لذلك لابد من تحديد أكبر سبل للتعامل معها وأعتبر أن هذا دور مجامع اللغة العربية والتي عليها أن تعاني من أجل الحفاظ على اللغة العربية، كما أنه لابد في التفكير في كيفية تحاشي ما نستطيع من الآثار السلبية للتحديات الجديدة التي تواجه العربية بشكل عام، وأن نراعي كل الآثار الحسنة التي يمكن أن تصنعها هذه التحديات بمنطق لغوي ومعنوي. - هل أثر التطور الحضاري بدول الخليج على الحفاظ على اللغة العربية؟ بالطبع فهناك ظاهرة يمكن أن يتم تصنيفها على أنها اجتماعية ولكنها ظاهرة ذات علاقة باللغة العربية ويمكن أن تكون ظاهرة صادمة للكثير، وهو أنه من الظواهر التطورية في الخليج هو الاعتماد على المربيات الأجنبيات والاعتماد عليهن في تربية الطفل أثناء فترة تكوين اللغة عنده وبالضرورة يتم التعامل معه بلغة أجنبية، مما يشوه اللغة العربية ونحن نتحمل المسئولية في هذا الأمر بسبب تعاملنا مع سيدات أجنبيات يتحدثون لغة هزيلة وأصبح الأطفال هم ضحايا هذه اللغة. - باعتبار أن "الدوحة" عاصمة الثقافة العربية كيف يمكن لقطر أن تساهم في تطوير التعليم والإعلام العربي؟ نسعى دائمًا لتطوير التعليم والإعلام بصفتهما أهم وسائل الاتصال وتشكيل اللغة ليس فقط في قطر ولكن في الدول العربية جميعًا، ووزارة الثقافة في قطر تجعل من اللغة العربية لغة أساسية لها في كل شيء وهذا التزام من قيادة قطر ومني أن نجعل الحفاظ عليها في الدول العربية محورًا أساسيًا، والجميع يذكر أنه في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية رفعنا شعار الثقافة العربية وطنًا والدوحة عاصمة، وأشير إلى أنه من ضمن الكتب التي كان لها صداها وقيمتها هي مجموعة لغتنا الجميلة للشاعر الكبير "فاروق شوشة" والتي على وشك أن نصدر منها الجزء الخامس قريبًا. - كيف ترى دور الجاليات العربية في تعزيز اللغة العربية؟ لابد أن نعرف أن الجاليات العربية وخاصة المصرية بحكم كثرتها وأيضًا توافرها وعلاقتها بدول الخليج تجعل كفة اللغة العربية راجحة لذلك لابد من تعزيز وجود هذه الجاليات العربية ليس فقط لأسباب اقتصادية مع أنها أسباب مشروعة ولكن أيضًا لتعزيز اللغة العربية فهي الرابط الأكبر بين الشعوب العربية وهي لغة الأمة ولغة القوة. - وماذا عن التواصل الثقافي بين قطر ومصر؟ هناك تواصل ثقافي كبير بين قطر والدول العربية وخاصة مصر والتي أعتبرها من أهم الدول التي تسعى لتطوير الثقافة وللحفاظ على لغتها وهويتها، ولابد أن يكون هناك اتصال دائم بين المجامع اللغوية في مصر وقطر، وبالفعل كان هناك تعاون بين المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية التي تم تأسيسها العام الماضي وقامت على تأسيسها الشيخة "موزة" حرم سمو الأمير، وبين المجامع ومنها مجمع اللغة العربية في مصر. - ما تعليقك على الأخبار التي ترددت مؤخرًا حول سعي دولة قطر لوصول إلى اتفاق مع وزارة الآثار المصرية لتأجير الآثار لمدة خمس سنوات مقابل 200 مليار دولار وأن يكون لها حق الانتفاع الوحيد؟ هذا الكلام غير صحيح وإنها مجرد إشاعات ونحن نعتز جدًا بالآثار والثقافة المصرية بشكل عام وبالآثار والمتاحف الثقافية وغيرها في مختلف الدول العربية وغيرها. - كيف تنظر إلى الإنجازات التي قامت بها قطر من أجل الحفاظ على اللغة العربية في وسائل الإعلام بشكل عام ؟ هناك العديد من الإنجازات التي قمنا بها في مجال الإعلام بكل أشكاله المكتوب والمسموع والمرئي فنحاول دائمًا أن تكون لغتنا الأساسية وعلى سبيل المثال مجلة "الدوحة الثقافية" في مجال الإعلام المطبوع والتي تصدر منذ عام 1963 وارتبط بها الكثير من العرب وتوقفت بعد ذلك، إلا أنها عادت للصدور منذ 5 سنوات وحتى الآن، وفي وسائل الإعلام المرئي نمنع استعمال العامية بشكل عام سواء في التعليق على المباريات أو في البرامج بكل أنواعها، وفيما يخص تعليم الأطفال نقدم لهم أيضًا برامج الأطفال باللغة العربية الفصحى مثل قناتي "الجزيرة للأطفال وبراعم" لتعليمهم النطق الصحيح وتنشئتهم على اللغة العربية، كذلك نقوم بإنتاج العديد من البرامج الإذاعية العربية.