فيما فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات علي النظام الليبي وأحال معمر القذافي إلي المحكمة الجنائية الدولية، كشفت مصادر أن النظام لم يعد تحت سيطرته من البلاد سوي أحياء محددة من العاصمة طرابلس وسط أنباء عن احتمالات سقوطها الوشيك رغم الاستعدادات العسكرية لمنع المتظاهرين من الوصول إليها، في حين عادت الأمور إلي طبيعتها في المدن الواقعة تحت سيطرة المعارضة بشرق البلاد. وأفاد شهود عيان بمنطقة تاجوراء في العاصمة طرابلس أن قوات الأمن انسحبت من المنطقة كليا بعد خمسة أيام من المظاهرات، لكن الكتائب الأمنية فتحت النار علي المجموعات التي حاولت التوجه إلي الساحة الخضراء مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. من جهة أخري نسبت مصادر إعلامية إلي شخصيات مقربة من الزعيم الليبي قوله إنه "لن يغادر طرابلس إلا جثة هامدة، ولن يتوجه إلي سرت حيث توجد قبيلته ولا إلي أي جهة أخري". وأكدت المصادر أن القذافي وأبناءه يتحركون في طرابلس بشكل مستمر في حراسة عادية مشيرة إلي أن كتيبة من الجيش الليبي يطلق عليها "كتيبة محمد" هي التي تتولي حماية باب العزيزية حيث يقع منزل القذافي، في حين يوزع السلاح بشكل مكثف علي مناصري النظام في العاصمة الليبية. وفي هذا السياق، قال خبراء عسكريون مطلعون علي الشأن الليبي إن القذافي مع امتلاكه لعدة آلاف من الجنود المدعومين بالمدرعات الثقيلة والمنتشرين حول العاصمة ومع القمع العنيف الذي يقوم به أنصاره المسلحون للمحتجين داخلها قد يساعده علي تأجيل الحسم لفترة مؤقتة حتي يتمكن أنصار المعارضة من الحصول علي تعزيزات إضافية. وحول هذه النقطة، قال الخبراء إن نجل الزعيم الليبي خميس يقود حاليا الفرقة 33 المكلفة بمنع وصول التعزيزات إلي معارضي النظام في طرابلس، في الوقت الذي تعمل فيه الكتائب الأمنية بدور جهاز الإنذار لصد أي تسلل محتمل. من ناحية اخري، صوّت مجلس الأمن بالإجماع أمس لفرض عقوبات علي ليبيا تشمل حظرا علي صادرات الأسلحة وحظرا علي السفر وتجميد أرصدة لأفراد من نظام الزعيم الليبي معمر القذافي وعدد من أفراد أسرته وأعوانه المقربين.