وزير العدل المستقيل: نسعي لتشكيل حكومة انتقالية تدير شئون المناطق "المحررة".. ولن نتفاوض مع القذافي .. مهمتنا وضع دستور جديد وتغيير العلم والنشيد وإعلان دولة حرة أعلن وزير العدل الليبي المستقيل مصطفي عبد الجليل عن مساع لتشكيل مجلس وطني مؤقت برئاسته، علي أن تكون مدينة بنغازي مقرا مؤقتا للمجلس إلي حين تحرير طرابلس العاصمة، وفق قوله. وقال عبد الجليل إن قرار تشكيل المجلس اتخذه أعضاء المجالس المحلية في المناطق الشرقية من ليبيا، مؤكدا أن هذا المجلس سيمثل جميع مناطق البلاد وأنه لن يفاوض علي رحيل معمر القذافي، وسيحاسبه هو وابنه خميس فحسب علي الانتهاكات المرتكبة. وقال عبد الجليل الذي كان يتحدث من بنغازي إن الحكومة المقترحة ستضم شخصيات مدنية وعسكرية "موثوقا بها" وستسير شئون كل "المناطق المحررة" لثلاثة أشهر، تتوج بانتخابات حرة ديمقراطية ونزيهة، يختار الشعب بموجبها نوابه ورئيسه ديمقراطيا وفق العلاقات الدولية والمواثيق. وأضاف أن النصيب الأوفر من حقائب الحكومة سيكون للمنطقة الغربية طبقا لعدد السكان والتاريخ السياسي والإداري لليبيا، كما سيكون فيها نصيبٌ للجنوب الذي ينحدر منه الرئيس المستقيل لبعثة ليبيا في الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم، وهو شخص امتدحه عبد الجليل لأنه "كان في مستوي المسئولية" بانشقاقه عن النظام. ومن الشخصيات التي نالت مديح عبد الجليل أيضا وزير الداخلية المنشق عبد الفتاح يونس الذي "منذ توليه الداخلية لم يواجه المتظاهرين". وسيكون علي الحكومة الانتقالية -حسب عبد الجليل- وضع دستور وعلم ونشيد جديد فور "تحرر" كل أجزاء ليبيا التي سيكون الإسلامُ الأصل فيها، مع احترام كل الأديان والطوائف علي حد تعبيره. وقال عبد الجليل إن ميلاد الحكومة الانتقالية جاء بعد اجتماع أمس الأول في بنغازي -التي خرجت عن سيطرة المؤيدين للقذافي- ضم ممثلي المجالس المحلية لمناطق الشرق "المحررة". وجدد وزير العدل المستقيل التأكيد علي أن الحكومة سترفض التفاوض علي خروج القذافي من ليبيا، وستحاسبه علي الانتهاكات التي وقعت، وستعفو حتي عن أولاده باستثناء خميس الذي كان المسئول -وفقه- عن إقحام مرتزقة أجانب في مواجهة المحتجين. وامتدح قبائل القذاذفة (التي ينحدر منها القذافي) وقبائل المقارحة وأولاد سليمان لأنها قدمت الكثير لليبيا، حسب قوله. وما إن تم الإعلان عن فكرة الحكومة الانتقالية حتي نالت تأييد نائب رئيس البعثة الليبية في الأممالمتحدة إبراهيم دباشي الذي كان أعلن انشقاقه عن القذافي، حيث قال إنه يدعم "مبدئيا" الحكومة الانتقالية وينتظر معلومات أكثر عنها. كما حثّ سفير ليبيا في الولاياتالمتحدة علي العجيلي -الذي أعلن انشقاقه سابقا- المجموعة الدولية بما فيها الولاياتالمتحدة علي دعم الحكومة البديلة، لأن ذلك من شأنه تسريع رحيل القذافي. ووصف عبد الجليل بأنه "رجل نزيه جدا"، وقال إن الأمر يتعلق ب"حكومة هي لكل ليبيا". من جانبها، قالت الخارجية الأمريكية إنها لم تسمع بالجهود التي يقودها عبد الجليل، كما قال العجيلي إنه لا يعرف شيئا عن بقية مسئولي الحكومة الانتقالية. يذكر أن جزءا كبيرا من شرق ليبيا بات في يد المحتجين، كما خرج بعضٌ من غرب البلاد عن سيطرة القذافي الذي لم تبق إلا طرابلس العاصمة معقلا له. قامت طائرات عسكرية بريطانية باجتياز الأجواء الليبية وأجلت عمالا أجانب في إطار عملية سرية نفذتها قوات خاصة في خطوة هي الأولي من نوعها منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام العقيد معمر القذافي. وكشف وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أمس أن طائرات نقل عسكرية بريطانية حطت بسلام في مطار مالطا الدولي تقل بريطانيين وأجانب من جنسيات غربية أخري غالبيتهم عمال في حقول النفط في مواقع مختلفة من الصحراء الليبية.