عمرو موسي: لا اعتراض علي السيد عمرو موسي حين يعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، لا هو ولاغيره لكن السيد الأمين ربما لا يصدق أن الناس ضجرت من كل من تربي في زمن "بناء علي توجيهات الرئيس" أو زمن الرئيس الأب أو "الرئيس القائد" أو "الزعيم" أو "الرمز" أو صاحب الكاريزما التي يضحك بها علي البسطاء (كأن يجيد الخطابة مثلا)، أو صاحب الوعود الهلامية(الخروج من عنق الزجاجة)، ربما لا يصدق أن "استقرار" الجامعة العربية في عهده بمعني الحفاظ علي بنيتها ضمن منشآت الآثار لا يشكل ميزة للسيد الأمين عند ترشحه للرئاسة كما لايكفي لشروط الترشيح أن ينال حب و إعجاب الفنان شعبان عبد الرحيم. في العهد الجديد الذي بدأ بعد 25 يناير نريد الرئيس الموظف بعقد محدد الصلاحيات لخدمة طموحات الشعب. المجلس القومي لحقوق الانسان حسنا فعل المجلس القومي لحقوق الانسان عندما استقال بكامل أعضائه، وليت جميع النقابات والمجالس المحلية وكثير من هيئات النظام السابق تفعل المثل ويكون لديها ما لدي مجلس حقوق الانسان من حياء ودم حيث يلزمنا في المرحلة الجديدة البناء علي "نظافة". وليت المجلس الجديد يتبني مفاهيم جديدة لحقوق الانسان(جديدة علينا وأساسية بالنسبة للعالم المتحضر)، فليس مفهوم حقوق الانسان يقتصر علي حق الصراخ في المظاهرات وأحوال السجون، فحسب ولكنه يتجاوز ذلك بكثير فيشمل حق الانسان في ألا يسمع في الشارع أو في البيت ما لا يود سماعه وحق الانسان في مساحة فراغ، تميزه عن أنواع السردين المعلب، وحقه في ألا يري عشوائيات (فضلا عن السكن فيها)، كل ذلك دون أن نغفل حقوق المواطن الأساسية كحقه في العمل والسكن والعلاج. أيضا ينبغي تدريس منهج راق لحقوق الانسان في المدارس علي أن يبدأ في المراحل المبكرة. الإخوان المسلمين عامل السرعة هو الحكم الرئيسي في الحكم علي الأحداث الراهنة ورغم أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة اتخذ اجراءات هامة وجريئة وجهوده بادية كالشمس في اتجاهات عدة إلا أن البعض (معذورين) يطمح الي استخدام سرعات أداء تناسب ثورة يناير، علي أن معيار السرعة وحده لا يكفي للحكم علي الأداء فهناك اعتبارات كثيرة تحكم هذه السرعة حتي لا يكون انطلاق الثورة أشبه بانطلاق الثور الهائج الذي يدهس كل ما يقابله، لكن الذي يتفق عليه الجميع كفائز بأقصي درجات السرعة في الحلبة من حيث الأداء هم كالعادة الإخوان المسلمين فقد تخلصوا لتوهم من الاسم العتيق"جماعة الإحوان المسلمين" وتحولوا الي حزب العدالة والحرية وتخلصوا من شعار "الاسلام هو الحل" الذي لعبوا علي أوتاره ردحا من الزمن الي شعار"الدولة المدنية" الذي ارتفعت به هتافات ثوار يناير، بل وزعم بعضهم أن آلاف المسيحيين سارعوا بالانضمام الي الجماعة، آسف أقصد الحزب (لينفوا عن حزبهم شبهة الطائفية)، والأدهي من ذلك ما قاله لي أحد "المغرضين" أنهم بسبيلهم لإعداد مفاجأة مذهلة في الدورة الرئاسية القادمة، ولقد أعلم أن الجماعة سباقة دائما في "الوصول" الي الغرض، لكني أبدا ماكنت أتوقع أن يكون مرشحهم للرئاسة امرأة. وصفة مجانية أصابنا جميعا نحن المصريين ابتداء من مطلع هذا العام (كنيسة القديسين) وحتي الآن (أحداث الثورة) كثير من التوترات أيضا ارتفع بعد الثورة سقف طموحات الشعب وآماله، وباعتبار أن الأمل في حد ذاته يرفع التوتر حيث إنه عكس اليأس الذي هو إحدي الراحتين، لذلك صار سوق الأطباء النفسيين أكثرا رواجا، وعلي نظرية العرض والطلب ارتفعت أسعار العلاج النفسي والتحليلي، مما جعلني رأفة بأبناء وطني المتوترين أن أقترح عليهم وصفة مجربة، تتلخص في أخذ حمام دافيء ثم الاسترخاء أمام مسرحية "إلا خمسة" (انتي اشتغلي ايه) لعادل خيري وماري منيب، وتناول كوب من شراب الحلبة (مغات) في دقائق ستنتقل الي زمن آخر وتشملك غيبوبة جميلة عن الوعي وتنام.. تصبح علي خير. ezzeldinbakier@yaho o.com