المعابد: مكان العبادة ومحلها، والدينية منها حسب الاصطلاح الفقهي: المسجد، الكنيسة، البيعة، الصومعة، الدير، الفهر، الصلوات وذكر كتاب الله عز وجل معظمها مثل قوله سبحانه "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه..." الآية 36 من سورة النور، "وأن المساجد لله.." الآية 18 من سورة الجن، "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا..." الآية 40 من سورة الحج، وهذه الآية القرآنية المحكمة وضحت بعض أهداف الجهاد المشروع بمقتضياته وشروطه ومقاصده من حفظ أماكن العبادة أو كما قال المفسرون: "لولا ما شرعه الله تعالي للأنبياء عليهم السلام والمؤمنين من قتال الأعداء ممن لا دين لهم لاستولوا وعطلوا ما بناه أهل الديانات من مواضع العبادات، ولكنه دفع بأن وجب القتال ليفرغ أهل الدين للعبادة..." تفسير القرطبي 12/72. ووضح رسول الإسلام سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حرمة التعرض لرجال الدين اليهودي والمسيحي "ستجدون قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له". المنتقي للباجي 3/167، والقاعدة الذهبية لائمة الفقه: "الراهب والراهبة: حران لا يقتلان ولا يؤسران ويترك لهما قدر الكفاية من الوسائل المعيشية" حاشية الدسوقي 2/177. ونوه الفقهاء علي حرمة هدم المعابد لغير المسلمين مما قالوه: وعلي هذا فالكنائس الموضوعة الآن في دار الإسلام كلها ينبغي ألا تهدم، لأنها إن كانت في أمصار قديمة، فلاشك أن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم حين فتحوا علموا بها وابقوها.." فتح القدير 4/378، حاشية ابن عابدين 3/273، الفتاوي الهندية 2/248. والنصوص المحكمة والقواعد الراسخة الشرعية في حماية وصيانة معابد غير المسلمين واضحة "لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد". لمثيري الفتن مرتزقة العنف المسلح: ألم تقرأوا قول الله جل شأنه "وقل امنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير" الآية 15 من سورة الشوري. ألم تعوا "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فسيبوا الله عدوا بغير علم" الآية 108 من سورة الأنعام ألا يقرع الأسماع الوصف والتحذير الإلهي من الإفساد في الأرض بشعارات وتبريرات واهية "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" الآيات من سورة البقرة. ويا عقلاء وحكماء البلاد: "اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" الآية الأخيرة من سورة آل عمران. دافعوا ونافحوا وصدوا مؤامرات أهل الفتن الساعين بالإفساد بلا تهوين ولا تهويل، والله غالب علي أمره. أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر