منذ إطلالته الأولي علي الشاشة من خلال مسلسل "الدالي" مع النجم نور الشريف توقع له لجميع بأنه سيصبح نجماً بعد سنوات قليلة.. إنه الفنان الشاب حسن الرداد الذي يخطو بخطوات سريعة نحو النجومية لحرصه الدائم علي انتقاء أدواره تؤكد موهبته وتظهرها.. وهذا ما تأكد بالفعل في مسلسل "الجماعة" كما يتوقع أن يحظي دوره في الجزء الثالث من "الدالي" بالنجاح عن أعماله كان هذا الحوار: ماالذي أعجبك في شخصية وكيل النيابة في مسلسل "الجماعة"؟ - استهوتني تلك الشخصية بشدة، فهي جديدة علي جداً، وعن طريقها اخترقت منطقة جديدة في الأداء التمثيلي لم أكن قد أقتربت منها من قبل، فقيامي بتجسيد شخصية وكيل نيابة الذي يبحث عن ماهيه الإخوان، وهي شخصية لها ثقل كبير في ذلك العمل الضخم، بالإضافة للأبعاد الدرامية المركبة لهذه الشخصية من حيث إلقاء الضوء علي طبيعة عمل هذا الشخص وعلاقته بالإخوان، وفي الوقت نفسه توضيح جوانب الحياة الاجتماعية والشخصية له. ماذا عن ظروف ترشيحك لهذا الدور؟ - ترشيحي له كان عن طريق شركة الباتروس المنتجة للمسلسل ، وأنا أعتز جداً بتلك الشركة، لأنها هي التي قدمتني للجمهور في أول تجربة لي في السينما من خلال فيلم (خيانة مشروعة) لخالد يوسف، ثم كان لي الشرف إنها قدمتني في أول دور بطولة لي في السينما من خلال فيلم "إحكي ياشهرزاد" من إخراج يسري نصر الله، وتأليف وحيد حامد، لذلك فأنا أعتبر نفسي "ابن الشركة"، ومن ثم فإن ترشيحها لي لأشارك في بطولة مسلسل "الجماعة" جاء لثقتها في، وفي قدرتي علي تجسيد الدور، وقد جاء ذلك بالاجماع بعد اقتناع المؤلف وحيدحامد، والمخرج محمد ياسين بأنني قادر علي تجسيد تلك الشخصية. لأول مرة يشاهدك الجمهور في تلك النوعية من الأدوار من حيث صرامة الشخصية، ألم تخش أن يحدث ذلك تضارباً في ردود الأفعال تجاهك بين مؤيد ومعارض؟ - بالطبع لا، فعندما شرعت في تجسيد الدور بحثت عن كل الخلفيات المحيطة بالشخصية بحيث إنها لابد أن تظهر بهذا الشكل، وقد كانت تلك الخطوط المحيطة بالشخصية واضحة في جلسات التحضير مع المخرج محمد ياسين والمؤلف وحيد حامد، لذلك ظهرت الشخصية بالشكل الذي ينبغي أن يكون وكيل نيابة مكلف بالبحث والتتبع لجماعة لها ثقل كبيربحجم جماعة الإخوان المسلمين. ضم المسلسل نخبة كبيرة من النجوم، فهل خلق هذا الكم الهائل عنصر المنافسة بينكم. - بالتأكيد، فهذا دفعني لكي أقدم أفضل ما عندي في هذا الدور، والذي أعتبره (دور عمري)، وذلك لأن المسلسل يشارك فيه معظم نجوم مصر، بالإضافة إلي أنه يعد من المسلسلات الحساسة جداً والتي تتناول جماعة شديدة الحساسية، لذلك قام كل فنان من الذين شاركوا في العمل حتي ولو بمشهد واحد بذل كل جهده للخروج بشكل جيد، والحقيقة أن عنصر المنافسة الشريفة رفع من جودة الآداء التمثيلي لدينا جميعاً، لذلك ظهر المسلسل بهذا الشكل المبهر. وماذا عن التعتيم الإعلامي الذي أحاط بالمسلسل منذ بداية التصوير وإلي نهايته؟ - هذا شيء طبيعي، لأن المسلسل يتناول "جماعة الإخوان"، لذلك كان لابد أن يتم فرض سياج حديدي وعمل تعتيم إعلامي علي المسلسل حتي يكون مفاجأة، وحتي لا يتم تداول أخبار غير صحيحة خاصة وأن المسلسل تناول أحداثاً وتفصيلات كلها حقيقة، وللعلم فقد خلق هذا التعتيم نوعاً من التشويق للمسلسل، وجذب الانتباه له كثيراً بفضل عدم تداول أيه تصريحات عنه من قبل القائمين علي العمل، ولذلك عندما تم عرض المسلسل اكتشف الجمهور صحة معلوماتنا، وإن كل ما أثير حول المسلسل من هجوم لا دخل لنا فيه. وما تعليقك علي الهجوم التي تعرض له المسلسل عقب عرضه من قبل جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم والتي طالبت بوقف عرضه؟ - كون جماعة "الإخوان المسلمين" أعترضوا علي المسلسل فهذه وجهة نظرهم، وأنا كفنان لا دخل لي فيها، وقد قام كل فريق النجوم المشاركين في بطولة العمل بأداء أدوارهم علي أكمل وجه، وفقاً لكتابة متميزة ومتألقة للكاتب وحيد حامد، والذي اعتمد في معلوماته علي كل شيء حقيقي وصحيح، ويكفي القول إن المسلسل حقق صدي هائلا لدي الجمهر بل ويعتبر هذا المسلسل هو صاحب أعلي نسبة مشاهدة جماهيرية علي مستوي الوطن العربي. بعد دورك في مسلسل "الجماعة" هل ستتغير معاييرك في اختيار أدوارك سواء في الدراما التليفزيونية أو السينما؟ - لا شك أن مسلسل "الجماعة" وضعني في منطقة مميزة كنت أتمني الوصول إليها، وذلك بفضل ربنا ثم الشركة "المنتجة" والمؤلف وحيد حامد وثقتهما في، وإن كنت وضعت قدمي علي بداية تلك المنطقة في فيلم "إحكي ياشهرزاد"، ومن قبلها دوري في المسلسل الناجح "الدالي" لذلك فإن كل أدواري عبارة عن خطوات انتقل فيها بمنتهي الثبات والتأني وبدون تسرع، بدليل أن جمهوري لا يجدني في أي عمل مثلها، أو بالأحري فأنا لست متواجدا بصوره كبيرة علي الشاشة، نتيجة التأني والتركيز في الاختيار، فهما اللذان جعلا ني أعمل لتجسيد هذه الشخصية في مسلسل "الجماعة" وبالتالي فإن الوصول لتلك الشخصية جاء نتاج تفكير عميق في مستقبلي الفني منذ بداياتي. خضت تجربة الإذاعة المصرية لأول مرة من خلال مسلسلك إلاذاعي الرمضاني "أيام جميلة" فماذا عنه؟ - بالفعل يعتبر مسلسل "أيام جميلة" أول تجربة إذاعية بالنسبة لي من تأليف السيناريست أيمن سلامة ويشاركني البطولة سمية الخشاب، إبراهيم يسري، غادة إبراهيم، حسن مصطفي وقد أذيع علي إذاعة الشرق الأوسط وكان المسلسل في إطار تشويقي بوليسي اجتماعي من خلال تناول العديد من القضايا التي تمس مجتمعنا والتي تخوض كذلك في صميم علاقتنا كأشخاص بعضنا البعض. ماالذي جذبك للوقوف أمام ميكروفون الإذاعة؟ - طوال عمري ومنذ صغري، وأنا عاشق للإذاعة، ومن خلالها سمعنا أحلي الأعمال الدرامية والتي لا تزال عالقة بذاكرتنا حتي الآن، لذلك فقد كان وقوفي أمام ميكرفون الإذاعة بمثابة تجربة مغرية ومشوقة بالنسبة لي، ويكفي أن الأعمال الإذاعية تحرك الخيال، وفيها متعة كبيرة بالإضافة لوجود فريق العمل المميز الذي عملت معه مما دفعني لقبول تلك التجربة. أيهما اصعب من وجهة نظرك الأعمال الإذاعية ام التليفزيوينة؟ - الدراما التليفزيونية تعتمد علي عنصر الصورة، وهي شيء مهم إضافة لوجود تكتيك آخر خاص بالإضاءة والديكور ، إلي جانب الموسيقي التصويرية وكلها عوامل تجذب المشاهد، هذا إلي جانب اعتماد الممثل علي تعبيرات الوجه في الأداء التمثيلي كما أن المسلسلات التليفزيونية تعرض علي مدار السنة مما يحقق لها انتشارا واسعاً، أما المسلسلات الإذاعية فالاعتماد فيه يكون عن طريق الصوت فقط، لأنه هو الوحيد الذي يستطيع توصيل الإحساس للمستمع، وعن طريقه يسرح المستمع بخياله ويقوم بنفسه بدور المخرج للعمل الفني، لذلك فالتمثيل الإذاعي أصعب، وبالنسبة للإنتشار فإنني أري أن الإذاعة تعيش طفرة مميزة في وجود رئيس الإذاعة انتصار شلبي، وأتمني أن تعود الإذاعة لسابق مجدها. وهل عشقك للإذاعة كان السبب في التضحية بالاجر الكبير في الدراما مقابل أجور الإذاعة البسيطة؟ - والله أنا لا تفرق معي الماديات، ولكنني أحب المسلسلات الإذاعية، ولكن ليس معني ذلك أن أضحي بمسلسلات الدراما التليفزيوينة، أو انني لا أقوم ببطولة مسلسلات دراما تليفزيونية بعد ذلك، ولكني لا أضع الاجر كشيء اساسي يتم علي أساسه اختياري للأعمال الفنية. ماذا عن دورك في الجزء الثالث من مسلسل "الدالي"؟ - في الجزء الثالث من الدالي سيجد المشاهدون تغيرات جذرية قوية في المسلسلات لأنه سيتناول فترة الثمانينيات وهي التي حدث فيها العديد من التغييرات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة في مصر. ولكن ألم يضاقك أن المسلسل لم يتم عرضه في رمضان؟ - سواء كان قد تم عرضه في رمضان أم بعد رمضان، فإن هذالا ينفي أن مسلسل "الدالي" له بريق مميز، ويعتبر عنصر جذب لدي المشاهد العربي ككل، بالإضافة إلي أنه أخرج العديد من النجوم للساحة الفنية أمثال عمرو يوسف ومي نور الشريف، وأيتن عامر، إيناس كامل، وعمل علي تعريف الناس بي وانطلاقتي للفن بعد ذلك، خاصة أنني بدأت بداية قوية مع المخرج خالد يوسف في فيلم "خيانة مشروعة" مما أعطاني ثقة قوية وزاد من تلك الثقة وقوفي بجانب العبقري نور الشريف مما أكد ظهوري وساعد علي نجاحي فهو مسلسل عرف طريقه إلي كل بيت مصري، وترك أثره في المشاهدين جميعاً. وماذا عن السينما بعد فيلمك "إحكي ياشهرزاد"؟ - معروض علي الآن عدة آعمال، ولكن لا أريد الحديث عنها الآن، لأنني مازلت في مرحلة الاختيار، ووقت أن استقر علي عمل منها سأبدأ الحديث عنه. بعد أعمالك المتنوعة هل استطعت التمرد علي ملامحك التي تقيدك في نوعية معينة من الأدوار؟ - الحمد لله منذ بداياتي في فيلم "خيانة مشروعة" وأنا متمرد علي ملامحي ، لأني لا أريد أن أكون سجيناً لدور الشاب الوسيم والرومانسي فالبعض يحصر الفنان في نوعية واحدة فقط من الأدوار نتيجة ملامحه ، ولكن الممثل الجيد يستطيع أن يفجر من داخله طاقات عديدة ومتنوعة في الأدوار المختلفة، ووقتها سيلتفت الجميع لموهبته أولاً، وهذا ماحدث معي بالفعل، فأنا في المقام الأول والأخير ممثل لابد أن أقوم بكل الأدوار سواء كان دور إنسان طيب أومثالي ورومانسي، أو مجرم عشوائي، أو دور وصولي كما في فيلم "إحكي ياشهرزاد". حوار: هبة عبدالفتاح
