في الوقت الذي تقيم فيه الولاياتالمتحدة الدنيا ولا تقعدها بسبب برنامج إيران النووي المثير للجدل رغم أنه لاتوجد دلائل علي امتلاك إيران لبرنامج نووي عسكري، وفرت واشنطن الحماية بمساعدة حلفائها الأوروبيين في وكالة الطاقة الذرية وأجهضت مشروع قرار عربي يدعو إسرائيل إلي الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي وهو ما خلف حالة من الصدمة والاحباط جراء المعايير المزدوجة التي تتبناها الإدارات الأمريكية المتعاقبة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسي، إن رفض الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضم إسرائيل للائحة الدول الموقعة علي معاهدة الحد من التسلح النووي يطرح تساؤلات عديدة بشأن مصداقية هذه الوكالة. وأكد موسي في تصريحات له من نيويورك أن المجموعة العربية ستعيد الكرة وتطرح الموضوع في أقرب وقت ممكن. جاء ذلك بعد أن أخفق مشروع قرار طرحته الدول العربية في الاجتماع العام للوكالة الجمعة في الحصول علي التأييد بهدف إلزام إسرائيل بالانضمام إلي معاهدة حظر الانتشار النووي. حيث رفضته 51 دولة وأيدته 46 دولة وامتنعت 23 عن التصويت. وكانت مداولات قد بدأت بشأن المشروع في مقر الوكالة في فيينا قبل التصويت عليه بعد مساع دولية بُذلت للتقريب بين وجهتي نظر المجموعة العربية ودول عدم الانحياز من جهة، ودول غربية من جهة أخري، بشأن الملف النووي الإسرائيلي، لكن هذه المساعي باءت بالفشل. وفشلت الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 151 دولة، في تمرير القرار الذي رفضته 51 دولة وأيدته 46 دولة وامتنعت 23 دولة عن التصويت. وأكدت التقارير الواردة من فيينا أن عدة دول خضعت لضغوط قوية بحجة أن تمرير القرار سيضر بمفاوضات السلام الحالية في الشرق الأوسط. ونقل عن مندوب إيران في الوكالة علي أصغر سلطانية قوله إنه رغم عدم تمرير القرار، لكن التصويت والمداولات التي جرت بشأنه نجحت في إبقاء الضغط علي إسرائيل بشأن ملفها النووي علي مائدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويدعو مشروع القرار العربي إسرائيل للانضمام إلي معاهدة الحد من الانتشار النووي، كما يطالبها بإخضاع منشآتها النووية للتفتيش. وقد أثار المشروع حفيظة إسرائيل، ووصفه المدير العام لهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية شاءول تشوريف بأنه لا يتماشي مع المبادئ الأساسية وأعراف القانون الدولي، علي حد قوله. وحثت الولاياتالمتحدة الدول الأعضاء علي التصويت ضد القرار وهو قرار غير ملزم قائلة إنه قد يعطل جهودا أوسع نطاقا لحظر مثل هذه الأسلحة في الشرق الأوسط، كما إنه يبعث برسالة سلبية إلي مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي استؤنفت مؤخرا. وقال جلين ديفيز المبعوث الأمريكي لدي الوكالة الدولية "الفائز هنا هو عملية السلام، الفائز هو فرصة التحرك قدما بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط". وكانت الوكالة قد وافقت في تصويت تقاربت فيه النتائج العام الماضي علي قرار مشابه يعرب عن القلق تجاه "القدرات النووية الإسرائيلية" وذلك خلال المؤتمر العام للمنظمة. وكانت إسرائيل حذرت الجمعية العامة للوكالة المنعقدة في فيينا في وقت سابق الجمعة من أن الجهود التي يقودها العرب لاستهداف إسرائيل قد توجه "ضربة قاتلة" لأي تعاون في تحسين الأمن في الشرق الأوسط. وقال إيهود أزولاي مبعوث إسرائيل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل وقت قصير من التصويت "تبني هذا القرار سيكون ضربة قاتلة لأي أمل في جهود تعاون مستقبلي في سبيل أمن إقليمي أفضل في الشرق الأوسط". وقال ممثلو الدول العربية إن الترسانة النووية الإسرائيلية تهدد السلام والاستقرار الإقليميين. وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم توقع علي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وتقول إسرائيل إنها لن تنضم للمعاهدة حتي يتحقق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط. وإذا وقعت إسرائيل علي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية فستكون مجبرة علي نبذ التسلح النووي. وتقول الدول العربية إن السلام الحقيقي غير ممكن التحقق في منطقة الشرق الأوسط حتي تتخلي إسرائيل عن الأسلحة النووية. ولم تؤكد إسرائيل مطلقا أو تنف امتلاكها أسلحة نووية حيث تتبع سياسة من الغموض تستهدف ردع أعدائها من العرب والمسلمين. وتعتبر إسرائيل والولاياتالمتحدةإيران المصدر الرئيسي للتهديد بانتشار الأسلحة النووية متهمتين إياها بالسعي إلي صنع أسلحة نووية سرا وترفض طهران هذا الاتهام.