صحيح أن امتعاض بعض الفنانين المصريين من إقبال المنتجين علي الممثلين العرب، والسوريين منهم علي وجه الخصوص، كان الدافع وراء القرار الذي أصدره يومًا، د. أشرف زكي نقيب الممثلين بتحجيم عمل الفنانين العرب في مصر، وهو القرار الذي ولد ميتًا، لكن أحدًا، باستثناء الفنان أحمد ماهر الذي تحرش كلاميا بالفنان السوري جمال سليمان، لم يتجاوز حدود الخلاف، وشن ما يشبه الحرب ضد الفنانين العرب كما فعلت الفنانة لوسي، التي لم تفوت فرصة إلا ونددت فيها بالنجمة السورية سوزان نجم الدين، التي شاركتها بطولة المسلسل الرمضاني "مذكرات سيئة السمعة"، وبدلاً من أن يتحدثا عن العمل، ودوريهما فيه، انصب الحوار حول من فيهما بطلة العمل، ووسط هذه الحرب الكلامية المتبادلة كان من المدهش والمثير أن تتصدر صورتهما، وهما يتضاحكان، المشهد في محاولة لنفي الخلاف، وهي الصورة التي تم الترويج لها لمجرد الاستهلاك الإعلامي وكانت محور حديثنا مع سوزان نجم الدين عقب انتهاء الضجة! "المحرر" كيف رأيت ردود أفعال جمهور المشاهدين لمسلسل "مذكرات سيئة السمعة"؟ المسلسل حقق ردود فعل إيجابية للغاية، وهو الشيء الذي استشعرته في المكالمات التي تلقيتها، وكذلك المقالات التي تناولت العمل، وأثني أصحابها عليه، وحلقة بعد الأخري كنت أشعر بأن "الناس مبسوطة"، وأن العمل كان جيد المستوي مما جعل "الناس حابينه"، كما أحبوا الشخصية التي جسدتها، والتي أحببتها كثيرًا. كيف تغلبت علي عقبة اللهجة المصرية؟ اللهجة المصرية لم تعد تمثل عائقًا، سواء بالنسبة لي، أو بالنسبة للفنانين العرب؛ فقد تربينا علي الأفلام المصرية، والدراما من بعدها، ومنها أجدنا اللهجة المصرية، وأحببناها، ولكل هذه العوامل لم أجد صعوبة في التمثيل باللهجة المصرية في مسلسل "مذكرات سيئة السمعة".. فأنا عاشقة لها وللدراما المصرية بوجه عام. كيف جاء ترشيحك للمشاركة في بطولة العمل؟ من خلال الجهة المنتجة للمسلسل وكذلك د. خالد بهجت مخرج العمل، وبعدها تلقيت السيناريو، وفور أن قرأته كانت لدي بعض التحفظات أو لنقل "الملاحظات"، وتفهما وجهة نظري قبل التصوير، وحالمًا توصلنا إلي اتفاق بدأت التصوير مباشرة. هل كان من بين هذه الملاحظات التحفظ علي عنوان "مذكرات سيئة السمعة"؟ لا أنكر أن الاسم "يخض شوية"، ولهذا اقترحت تغييره، لخشيتي من أن يتسبب في قلق الناس، ومن ثم انصرافهم عن أحداث المسلسل، إلا أنني تراجعت عن هذا عقب أن انتهيت من قراءة النص بالكامل؛ حيث أحسست أنه العنوان الأنسب للأحداث. ما الذي أثار اهتمامك بشخصية راندا المعتصم في "مذكرات سيئة السمعة"؟ اهتمامي انصب علي التركيبة، المثيرة للشخصية؛ فهي أستاذة جامعية حققت نجاحًا كبيرًا في موقعها، لكنها تواجه أزمات في حياتها الزوجية؛ حيث الزوج حسن الإمام مرهوب الجانب في المجتمع، الذي يسعي للتحكم في حياتها، ويناهض آراءها بشكل دائم، وتتفاقم حدة المواجهة بينهما بعد ظهور حبيبها القديم، الذي أصبح واحدًا من أشهر المحامين في البلد خالد زكي ومن ثم ينشأ الصراع بين العقل والقلب قبل أن تجد نفسها في مواجهة صراع آخر مع "البلطجية"، الذين يحملونها أخطاءهم، والطلبة الذين لا تعجبهم آراءها، ويتزعمهم محمود عبدالمغني وليس ببعيد أيضًا صراعها مع زملائها في الجامعة، وهي المواجهات التي تقودها إلي حبل المشنقة؛ فهي تركيبة صعبة لكنها محببة للممثل، لأنها ثرية. هل هناك مشهد بعينه واجهت صعوبة في تجسيده؟ مشهد الزنزانة لأنني عايشته بكل جوانحي وأحاسيسي علي الورق قبل أن أصوره أمام الكاميرا، خصوصًا اللحظة التي ساقوني فيها إلي مكان تنفيذ حكم الإعدام علي الرغم من براءة الشخصية؛ فهو إحساس بشع، وأسوأ لحظة يمكن أن يمر بها الإنسان أن يصبح عاجزًا عن إثبات براءته، وهو الشعور الذي ترجمته في المسلسل من خلال انهيار الشخصية حتي أنني بكيت بالفعل وأصبت بإغماءة بعد أن "تعب قولوني العصبي"، وأشكر المخرج د. خالد بهجت لأنه أمر بنقلي للمستشفي، كما أمر بإيقاف التصوير، واستأنفه في اليوم التالي، وأراد منحي إجازة لكنني رفضت، نظرًا لأن الوقت كان ضيقًا للغاية، وتشبثت بمواصلة تصوير دوري في المسلسل. بعد أن هدأت الضجة، وانتهي عرض المسلسل من بطلة العمل في رأيك: أنت أم لوسي؟ الجمهور وحده هو الذي يملك الإجابة عن هذا السؤال، وهو وحده أيضًا القاضي العادل الذي يستطيع الفصل في القضية، لكن أحدًا لن يختلف علي أن راندا المعتصم هي محور الأحداث في مسلسل "مذكرات سيئة السمعة". عرفك الجمهور المصري قبل هذا المسلسل عندما شاركت في بطولة مسلسل "نقطة نظام".. فكيف ترين الفارق بين التجربتين؟ علي الرغم من أن دوري كان مميزًا في مسلسل "نقطة نظام" إلا أن نسبة المشاهدة التي تحققت لمسلسل "مذكرات سيئة السمعة" كانت أكبر بكثير، في ظل الكم الكبير الذي كانت عليه الأعمال الدرامية الرمضانية، ولهذا أحسست بطعم النجاح أكثر، وإن كنت لا أنكر أنني أحببت دوري في "نقطة نظام". هل انتهي الصراع بين الدراما السورية والمصرية؟ أظن هذا بدليل تواجد الفنانين السوريين في الأعمال الدرامية المصرية، والعكس صحيح أيضًا، بالإضافة إلي أن هناك تقاربًا ملموسًا بين عادات المصريين والسوريين، وهناك حنين دائم للوحدة بين الشعبين نعوضه كفنانين بهذا التزاوج الفني والإبداعي. أين أنت من السينما؟ هناك مشروع فيلم تأليف فتحي الجندي وإخراج سعيد البيطار يتناول الصراع العربي الإسرائيلي في طور التحضير. حوار: سامية عبدالقادر