عبّر مؤخرا أساتذة أمراض الدم، بكليات طب قصر العيني وطب عين شمس والإسكندرية، عن غضبهم من مشاركة عدد من الأساتذة الإسرائيليين في مؤتمر علمي داخل مصر تنظمه إحدي شركات الأدوية المتخصصة في علاج أمراض الدم، بالتعاون مع الجمعية الدولية لأمراض النزيف والتجلط..... وسبق ذلك من عدة شهور اعتراض اساتذة في الجامعة الأمريكية علي مشاركة اساتذة اسرائيليين في مؤتمر تنظمه الجامعة.....واخيرا الأزمة المثارة بين الرئيس المُقال لأكاديمية مبارك ووزير التعليم العالي ... وإدعاء الأول بأن الأخير يسمح بالتعاون العلمي بين اسرائيل والأكاديمية.. مما يتيح لها فرصة التجسس علي النشاط العلمي للأكاديمية. السؤال الذي اريد منك عزيزي القاريء ان تُفعل فيه عقلك هو..... التعاون العلمي مع اسرائيل يصب في مصلحة من ؟ لكن اسمح لي ان امدك ببعض المعلومات الواردة في دراستين الأولي في كتاب الدكتور نبيل علي بالمشاركة مع الدكتورة نادية حجازي "الفجوة الرقمية" والصادر عن سلسلة عالم المعرفة (عدد318 اغسطس2005) والتي توضح مراتب إسرائيل عالميا في مجالات العلم والتكنولوجيا فأورد قائمة بالمراتب التي تحتلها إسرائيل عالميا صحيح احصاءات قديمة إلا أنه من المؤكد أن الفجوة الرقمية قد ازدادت:- - المرتبة الأولي في نسبة حجم الإنفاق علي البحوث والتطوير إلي إجمالي الناتج المحلي وقد اختلفت الدراسات في تحديد هذه النسبة ما بين 3.7 في المائة و4.4 في المائة . - المرتبة الثانية بعد ألمانيا في عدد المهندسين إلي عدد السكان. - المرتبة الثالثة في مستوي أدوية السيليكون المنتشرة عالمياً المتخصصة في تكنولوجيا الاتصالات والانترنت . - المرتبة الرابعة في التأثير علي توجهات تطوير تكنولوجيا الاتصالات. - المرتبة الأولي في نسبة صادرات السلاح إلي إجمالي الصادرات . - المرتبة الخامسة ما بين عمالقة الدول المصدرة للسلاح . - المرتبة الثامنة فيما يخص نظم الدفع الصاروخي لحمل الأقمار الصناعية إلي مداراتها في الفضاء الخارجي . - المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة , من حيث عدد الشركات الصغيرة المدرجة في قائمة شركات التكنولوجيا المتقدمة التي يتم تداول أسهمها في بورصة نيويورك. - المرتبة السادسة في عدد براءات الاختراع المسجلة بالنسبة لعدد السكان وهي تفوق في ذلك دولاً متقدمة مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا . - المرتبة الرابعة في عدد براءات الاختراع المسجلة في أوروبا وأمريكا. - المرتبة رقم 12 في مؤشر الجاهزية الشبكية (البنية التحتية لمجتمع المعلومات) وهي تسبق في هذا دولاً متقدمة مثل سويسرا وفرنسا واليابان وإسبانيا وإيطاليا والنرويج - المرتبة الأولي في تطوير نظم حماية أمن البيانات وتحصين مواقع الإنترنت ضد الاختراق . نسبة استخدام الانترنت لعدد السكان في إسرائيل 16 في المائة في حين تقل هذه النسبة عن 3 في المائة في المتوسط العربي - عدد المالكين للكمبيوتر يبلغ في إسرائيل ما يقرب من 47 في كل مائة فرد في حين يبلغ هذا العدد 4 لكل مائة في عالمنا العربي . - تحتل إسرائيل المركز رقم 12 من حيث مؤشر الجاهزية الشبكية في حين تحتل أعلي الدول العربية وهي تونس المركز رقم 34 تتلوها المغرب في المركز 52 فالأردن في المركز 57 فمصر في المركز 65. - الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل يفوق نظيره في البلدان العربية مجتمعة وتزداد السعة بينهما عبر الزمن . - فيما يخص النشر العلمي يبلغ 11.7 بحث منشور لكل عشرة آلاف في إسرائيل بينما يبلغ هذا المعدل ثلث بحث لكل عشرة آلاف في العالم العربي . - يبلغ عدد الكتب المترجمة إلي العبرية سنويا 100 كتاب لكل مليون إسرائيلي في حين يبلغ عددها بالنسبة للعالم العربي 3 كتب تقريبا لكل مليون عربي. - يبلغ حجم الشركات التي تعمل في مجال تطوير تكنولوجيا الاتصالات ما يزيد علي 2000 وهوأعلي من عددها في الدول العربية مجتمعة. والثانية واردة في دراسة نشرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في 19/4/2010 للدكتور خالد سعيد ربايعة، باحث فلسطيني من مركز ابحاث المعلوماتية في الجامعة العربية الامريكية في الاراضي الفلسطينية حول البحث العلمي وبراءة الاختراع ضمن مقارنة بين إسرائيل وكافة الدول العربية، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن إسرائيل تتفوق بشكل كبير وملحوظ علي كافة الدول العربية اضافة الي اعداد العلماء في كلا الجانبين. - نتائج البحث أكدت بما لا يدع مجالا للشك التفوق الإسرائيلي في المجال العلمي والتكنولوجي علي جميع الدول العربية، فقد حظيت الجامعات الإسرائيلية بمراكز متقدمة علي المستوي العالمي حسب التصنيفات الدولية، وخاصة الجامعة العبرية التي احتلت المركز 64 علي مستوي العالم، بينما لم يرد ذكر أي من الجامعات العربية في الخمسمائة جامعة الاولي. وان هنالك تسعة علماء إسرائيليين حازوا علي جوائز نوبل، بينما حاز العرب علي 6 جوائز، ثلاث منها بدوافع سياسية، ومنهم العالم المصري أحمد زويل الذي نال الجائزة علي أبحاثه التي أجراها في الجامعات الامريكية. - كما تنفق إسرائيل علي البحث العلمي ضعف ما ينفق في العالم العربي، حيث بلغ مجموع ما أنفق في إسرائيل علي البحث العلمي غير العسكري ما يعادل حوالي 9 مليارات دولار حسب معطيات 2008 . - بالنسبة لعدد العلماء، تذكر مصادر اليونسكوان هناك حوالي 124 الف باحث عربي، بينما تم تقدير عدد العلماء والباحثين الإسرائيليين بحوالي 24 الفا، وافادت مصادر أخري بوجود حوالي 90 الف عالم ومهندس يعملون في البحث العلمي وتصنيع التكنولوجيا المتقدمة خاصة الالكترونيات الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية. - وتنفق إسرائيل ما مقداره 4.7% من انتاجها القومي علي البحث العلمي، وهذا يمثل أعلي نسبة انفاق في العالم، بينما تنفق الدول العربية ما مقداره 0.2% من دخلها القومي والدول العربية في آسيا تنفق فقط 0.1% من دخلها القومي علي البحث العلمي. - اما بالنسبة لبراءات الاختراع، فهي المؤشر الاكثر تباينا بين العرب وإسرائيل، فقد سجلت إسرائيل ما مقداره 16,805 براءة اختراع، بينما سجل العرب مجتمعين حوالي 836 براءة اختراع في كل تاريخ حياتهم، وهويمثل 5% من عدد براءات الاختراع المسجلة في إسرائيل...وتفيد تقارير اليونسكوكذلك ان عدد براءات الاختراع التي سجلت في إسرائيل في العام 2008 والتي تبلغ 1,166 تفوق ما انتجه العرب بتاريخ حياتهم وهو836 براءة اختراع. - أما بالنسبة للمؤلفات والكتب المنشورة، فقد أفادت أيضا المعطيات المتوافرة الي انه في إسرائيل تم تأليف ونشر 6,866 كتابا بينما يؤلف العرب ما يقدر ب 10,000 كتاب سنوياً. اما بالنسبة لنشر الابحاث العلمية في المجلات المحكمة فقد نشر الباحثون الإسرائيليون 138,881 بحثا محكما، ونشر العرب حوالي 140,000 بحث محكم. علي الرغم من أن عدد الابحاث متقارب، الي ان جودة ونوعية الابحاث الإسرائيلية أعلي بكثير من الابحاث العربية، وهذا يمكن الاستدلال عليه من عدد الاقتباسات لتلك الابحاث ومعامل (H) الذي يعبر عن مدي انتاجية دولة معينة للعلوم ومدي تأثير تلك العلوم علي المعرفة الانسانية. بلغ عدد الاقتباسات للابحاث العربية ما مقداره 620,000 اقتباس، بينما بلغ عدد اقتباسات الابحاث الإسرائيلية 1,721,735 اقتباسا، وبلغ معامل الفعالية (H) لإسرائيل 293 وبلغ المعدل للدول العربية حوالي 40 . بعد كل هذه المعلومات عزيزي القاريء ....هل تتفق معي بأن المجتمعات العربية والمصرية للأسف الشديد تعاني من تعال غير مبرر ... وضعف ذاتي يدفع الي التقوقع ... وغياب للقيمة الإنسانية للعلم والمعرفة وقدرتها علي تحقيق فعلي للسلام بين الدول والشعوب... وخلط بين العلم والسياسة... هل تتفق معي عزيزي القاريء أن الأستفادة من ... الخصم ... اوالمستعمر... اوالعدو... شكل من اشكال المقاومة ؟