تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة نحو القارة السمراء لمتابعة بداية انطلاق العرس الافريقي السابع والعشرين والذي تستضيفه انجولا بداية من اليوم حتي 31 يناير الجاري والذي سينطلق من ملعب 11 نوفمبر بالعاصمة الانجولية لواندا والذي يسع ل 50 ألف متفرج بمباراة صاحب الأرض والجمهور منتخب أنجولا مع نظيره المالي في أولي مباريات المجموعة الاولي التي تضم إلي جانبهما منتخبي مالاوي والجزائر. تبدأ البطولة بحفل افتتاح بسيط يمتد ل 25 دقيقة يعبر عن الطابع الافريقي ويرمز لملامح أنجولا ومعالمها وأهم مميزات القارة السمراء ويحضره عدد من كبار الشخصيات يتقدمهم الرئيس الانجولي وجوزيه بلاتر رئيس الاتحاد الدولي وعيسي حياتو رئيس الاتحاد الافريقي وعدد من رؤساء الدول الافريقية الذين تم دعوتهم من قبل اللجنة المنظمة للبطولة. وتعد مباراة الافتتاح بداية الماراثون الاصعب في تاريخ البطولات الافريقية منذ انطلاقها بين المنتخبات السمراء إلي اقصي درجات التوهج بالاضافة إلي الاسماء القوية التي يضمها كل فريق الأمر الذي جعل الخبراء والمتابعين في حيرة شديدة من تحديد الاسماء التي يمكنها اعتلاء العرش الافريقي ولم يستبعدوا حدوث مفاجآت من الفرق ذات التاريخ الضعيف والتي بدأت تظهر علي الساحة الكروية في الفترة الأخيرة. ومن المقرر ان تقام مباراة الافتتاح في السادسة مساءً بتوقيت القاهرة علي ان يكون لقاء مالاوي والجزائر في نفس المجموعة غدا بجانب مباريات المجموعة الثانية. ويعتبر المحللون هذا اللقاء بمثابة خير انطلاق للبطولة كون المنافسة فيه ستصل إلي ذروتها في ظل رغبة انجولا حصد الثلاث نقاط واستغلال عامل الأرض والجمهور في الوقت الذي تصطدم فيه بطموحات ومهارة وتنظيم منتخب مالي الذي يدخل البطولة بمعنويات مرتفعة نسبياً بعد أن رشحه الجميع ليكون الحصان الأسود للبطولة من خلال نجومه وعلي رأسهم كانوتيه. ويري الأنجوليون أن الفرصة سانحة بشكل غير مسبوق للفوز باللقب القاري، علي الرغم أن البطولة مليئة بكبري المنتخبات الأفريقية، مثل كوت ديفوار التي يصنفها المحللون والخبراء الدوليون كأحد الفرق المرشحة بقوة للفوز بكأس العالم القادمة وليس كأس الأمم الأفريقية فقط، بالإضافة إلي أسود الكاميرون الذين يبحثون عن اللقب القاري الأول منذ عام 2002، ومنتخب مصر حامل لقب في آخر بطولتين والذي يري في هذه البطولة خير عوض عن الخروج الدراماتيكي من تصفيات كأس العالم بعد مباراة الجزائر. ويسعي لاعبو المنتخب الأنجولي للمنافسة بقوة علي لقب البطولة لأسباب متعددة، أولها شعور الجميع أن الفوز بكأس الأمم الأفريقية أو التأهل إلي الدور نصف النهائي علي أقل تقدير هو نتاج طبيعي لتطور مستوي المنتخب الأنجولي في الفترة الأخيرة، فقد تأهل إلي كأس العالم الماضية (ألمانيا 2006) علي حساب نسور نيجيريا، كما أبلي بلاءً حسناً في كأس الأمم الأفريقية الماضية (غانا 2008)، عندما شارك في المجموعة الرابعة في الدور الأول، وتأهل من خلالها إلي الدور الثاني بعد أن حل في المركز الثاني خلف المنتخب التونسي بفارق الأهداف، بعد أو وصل رصيد كليهما إلي خمس نقاط. وودع الأنجوليون البطولة في الدور ربع النهائي عندما خسروا من الفراعنة (1-2). ويعتبر لاعبو المنتخب الأنجولي ومدربهم البرتغالي الجديد مانويل جوزيه أن هذه البطولة خير تعويض للجمهور الأنجولي عن الخروج المهين من تصفيات كأس العالم، التي ودعها الأنجوليون من الدور الثاني بعد أن جاء منتخبهم في المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد عشر نقاط خلف المنتخب البينيني الذي تصدر المجموعة برصيد 12 نقطة. الجدير بالذكر أن أنجولا تأهلت مباشرة باعتبارها مستضيفة البطولة بينما جاءت في المركز الثاني في المجموعة الثالثة للتصفيات الاولي المؤهلة لكأس العالم فإن منتخب بنين هو بذلك لم يتأهل للتصفية النهائية. من جانبه أكد البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني لمنتخب انجولا عن ثقته في قدرة فريقه علي المنافسة واشار إلي انه قبل مسئولية تدريب الفريق من أجل الفوز بلقب هذه البطولة وليس للتمثيل المشرف. وأضاف ان فريقه استعد جيداً للبطولة ويعرف تماماً مدي قوة الفرق المنافسة مشيراً إلي ان مباراة مالي ستكون انطلاقة الفريق نحو اللقب بغض النظر عن المستوي الجيد الذي يقدمه منتخب مالي وانسجام لاعبيه وامتلائه بالنجوم علي حد قوله. وعلي الجانب الأخر يدخل لاعبو منتخب مالي البطولة وهم يضعون في اعتبارهم أنهم أمام الفرصة الأخيرة لمعظمهم لترك بصمة حقيقية علي صعيد الكرة الأفريقية. فالمنتخب الذين يضم بين عناصره عدداً من أهم اللاعبين الذي جاءوا في تاريخ الكرة المالية أمثال فريدريك عمر كانوتيه مهاجم إشبيليه الإسباني ومحمد سيسوكو لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي، وسيدو كيتا نجم برشلونة الإسباني، ومحمد ديارا لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، وأداما كوليبالي مدافع أوكسير الفرنسي، لم يحقق حتي الآن أي إنجاز يذكر علي صعيد بطولات القارة السمراء بل وأيضاً علي صعيد تصفيات كأس العالم، فقد أضاع لاعبو المنتخب المالي بغرابة كل الفرص الممكنة لتسطير تاريخ يسجل باسمهم في سجلات الكرة الأفريقية، وتوقفت إنجازات هذا الجيل عند التأهل إلي الدور نصف النهائي في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2004 التي احتضنتها تونس، ثم أعقب ذلك فشل ذريع، إذ لم يتأهل الماليون إلي نهائيات الأمم الأفريقية في القاهرة عام 2006، وأعقب ذلك الخروج المبكر من الدور الأول في بطولة "غانا 2008". أما في تصفيات كأس العالم فقد فشل المنتخب المالي مبكراً في التصفيات الماضية المؤهلة إلي نهائيات المونديال القادم، وعلي الرغم من أن مهمة المنتخب المالي في التأهل للنهائيات العالمية كانت بالغة الصعوبة بسبب وقوعه مع منتخب غانا المرعب في المجموعة الرابعة بجانب منتخبي بنين والسودان، إلا أن اللاعبين الماليين فرطوا في عدد كبير من النقاط السهلة بالتعادل مع السودان في الخرطوم (1-1)، والتعادل خارج ملعبهم مع بنين (1-1)، بالإضافة إلي السقوط أمام غانا في العاصمة المالية باماكو (0-2). كل هذه النتائج جعلت تأهل المنتخب المالي إلي جنوب أفريقيا حلماً بعيد المنال بل ومستحيلاً، وجعلت طموح المسئولين في اتحاد كرة القدم المالية يتوقف عند التأهل إلي أنجولا، والغريب أن هذا التأهل أيضاً لم يأتي بسهولة فقد أنهي المنتخب المالي مشاركته في التصفيات بالحصول علي المركز الثالث برصيد تسع نقاط خلف منتخب بنين صاحب المركز الثاني (10 نقاط).