سامح عبدالعزيز: لجأت إلي لاميتا فرنجيه لأن السينما المصرية بعد هند رستم ونادية لطفي وميرفت أمين "مافيهاش ممثلة تتمتع بالأنوثة.. وكلهن مسترجلات"!.. أحمد البدري: "دومينيك" كانت الأفضل.. وممثلاتنا لا يزيد عددهن علي خمس.. فماذا نفعل؟ دومينيك: لم ألعب في منطقة الإغراء.. ولست مجرد وجه جميل كريم السبكي: اخترنا اللبنانية ولم نعرض الدور علي الممثلات المصريات لأننا نعرف الإجابة مسبقًا ماجدة خير الله: تجديد الدماء وارد.. لكن أيهن تستمر وكيف يكسب المنتجون الرهان؟ بدأت الظاهرة باستقدام فنانات حقيقيات مثل: صباح ونجاح سلام وفايزة أحمد وبديعة مصابني وغيرهن، ونجحن بالفعل في إثبات جدارتهن ولم يعد أحد يتذكر جنسياتهن الأصلية. لكن الظاهرة استفحلت في الفترة الأخيرة، وأصبح استيراد وجوه لبنانية علي شاكلة "ماريا" و"دومينيك" و"لاميتا فرنجية" يمثل لغزا محيرا؛ فالعلاقة بينهما وبين التمثيل، بل الفن عموما، مقطوعة ومنعدمة، والاستعانة بهما في أفلامنا السينمائية تؤكد أن هناك أهدافا أخري لاستقدامهما غير التمثيل بينما يخرج علينا رأي له أهميته يرجع أسباب وجودهما إلي مناخ التطرف، الذي أثار الرعب لدي فصيل كبير من الممثلات المصريات، فامتنعن عن قبول بعض الأدوار بحجة "العري" و"الإغراء"، الأمر الذي دفع المنتجين والمخرجين للبحث عن "البديل" فكان الحل في الوجوه اللبنانية مثل: ماريا ودومينيك.. ولاميتا ممن لا يتمنّعن ويؤكدن في كل مناسبة أنهن راغبات. المخرج سامح عبدالعزيز الذي استعان باللبنانية لاميتا فرنجيه في فيلمه الأخير "حد سامع حاجة" يرجع السبب في هذا إلي أكثر من عامل.. ويقول: أولاً "الفن مالوش وطن"، وعندما أرشح فنانا أو فنانة لا أنظر أبدا إلي جنسيته، وإنما لملاءمته للدور والشخصية الدرامية التي سيجسدها.. أما بالنسبة للفنانة لاميتا فرنجيه فقد اخترتها لأنني واحد من المتابعين الجيدين لما يحدث علي الساحة الفنية اللبنانية، ووجدت في "لاميتا" اكتشافا جديدا، خصوصا أن الدور، في الفيلم، كان يحتاج إلي فتاة جميلة حالمة ورومانسية، في الوقت الذي تعاني فيه الساحة الفنية المصرية بعد ميرفت أمين وهند رستم ونادية لطفي من عدم وجود الممثلة التي تتمتع بقدر كبير من الأنوثة.. وكلهن "مسترجلين" (!) ولهذا السبب لم أعرض الدور علي أي واحدة منهن لثقتي أن أيا منهن لن تقنع في الدور كما فعلت "لاميتا"، التي نجحت في أن تكون أنثي.. ورومانسية. "سامح" أرجع رفض بعض الفنانات لأدوار تذهب إلي الفنانات اللبنانيات بقوله: ربما يرجع الأمر إلي وجود مساحة من العري تثير خوف الفنانات المصريات، وهو الشيء الذي ليس له وجود في فيلمنا "حد سامع حاجة"، أو يرفضن لأن مساحة الدور أقل حجما مما يتوقعن. من ناحيته يؤكد المخرج أحمد البدري أن استعانته باللبنانية "دومينيك" في فيلم "البيه رومانسي" كان له ما يبرره وقال: لقد شاهدتها وهي تقدم "كليب" أغنية "عتريس"، الذي جسدت فيه دور فلاحة، وأدت الشخصية شكلا ومضمونا علي أكمل وجه فما كان مني سوي أن رشحتها لدورها في الفيلم؛ خصوصا وأنا أعلم أنني لن أعثر علي الممثلة المصرية التي ستنزل من عليائها، وتوافق، بعد أن أصبحت بطلة، علي دور بسيط كالذي قدمته "دومينيك" في "البيه رومانسي"، لأننا نفتقد وجود الوجوه الجديدة، وكل ما لدينا لا يزيد علي خمس ممثلات لن توافق أي واحدة منهن علي الأدوار التي نعرضها عليهن.. أما القول بأننا نستعين بالفنانات اللبنانيات لأنهن يوافقن علي تقديم أدوار الإغراء فهو قول باطل، وليس له أساس من الواقع. "دومينيك" تنفي من ناحيتها أنها قدمت الإغراء في فيلم "البيه رومانسي" وتقول: لم يختاروني لأنني مجرد وجه جميل، بل لأنهم شاهدوني في "كليب" أغنية "عتريس"، وأعجبوا بي وأثنوا علي أدائي وتقمصي للشخصية وكأنني أشارك بالتمثيل في فيلم قصير؛ خصوصا أن "الكليب" كان باللهجة المصرية، وبالتالي أيقنوا أنني سأصلح لتجسيد شخصية الفلاحة "هنادي" في فيلم "البيه رومانسي"، وسأوفر عليهم الكثير عندما أقدم الشخصية، وليس صحيحا علي الإطلاق أنني لعبت علي منطقة الإغراء في الشخصية فأنا كنت فلاحة جميلة ليس أكثر. ولأن ظاهرة الاستعانة بالفنانات اللبنانيات تبدو واضحة في أفلام "السبكية" كما حدث في "البيه رومانسي" و"حد سامع حاجة" من إنتاجهم، تحدث المنتج الشاب كريم السبكي محللا الظاهرة متسائلا: وما المانع من أن يكون شكل البطلة علي الشاشة جميلا؟ وبالنسبة للفنانة اللبنانية لاميتا فرنجيه لجأنا إليها لأن الدور في "حد سامع حاجة" كان يحتاج إلي ممثلة ذات مواصفات خاصة من حيث الشكل وجدناها متوافرة فيها بدرجة كبيرة.. ويهمني التأكيد علي أننا لم نعرض الدور علي ممثلة سنحصل عليها، وهي الرفض المطلق، بحجة أن مساحة الدور صغيرة (!) لأن واحدة منهن لن تجرؤ علي القول هذه المرة أن الدور فيه إغراء.. وكانت النتيجة أن اخترنا فنانة مجهولة للجمهور المصري لكنها مناسبة جدا للشخصية. الناقدة ماجدة خير الله تؤكد أن الظاهرة قديمة؛ بدليل الاستعانة في فترة ما باللبنانيات نيكول سابا ورزان مغربي وسيرين عبدالنور ومايا نصري، ومن قبلهن "نور"، وغير صحيح أن الطلب يتزايد عليهن لأنهن يوافقن علي تقديم أدوار الإغراء في الوقت الذي تمتنع فيه الفنانات المصريات عن تقديمه، فالجمال الذي يتمتعن به مطلوب، وكذلك الموهبة، والساحة متاحة للجميع بدون النظر إلي جنسية الممثلة لكن علينا أن ننتظر ونطرح التساؤل المهم: هل سيستمررن؟ وهل يكسب المنتجون الذين تحمسوا لهن وغامروا بهن الرهان؟ فالسينما في حاجة إلي دماء جديدة بغض النظر عن جنسية صاحبها، وهذا ما نراه في السينما الأمريكية لكن هل نجذب المواهب أم ننخدع بصاحبات الوجوه الجميلة، فقط؟