في قاعة "النيل الأزرق"، ولا ندري إن كان الاختيار متعمدا أم جاء بطريق المصادفة، عقدت الشركة المنتجة لفيلم "الطريق إلي دارفور"، مؤتمر صحفيا شهد توقيع العقد مع المخرج سعيد حامد، السوداني الجنسية والمصري الهوي، والاعلان عن الاستعدادات والتحضيرات فيما يتعلق بإنتاج الفيلم الذي كتبه ناصر محمود في أول تجربة له. حرص علي حضور المؤتمر النجم الكبير عمر الشريف، الذي ظهر لمدة دقائق قليلة هنأ خلالها المخرج سعيد حامد ثم انصرف سريعا، الأمر الذي فسره البعض بأنه يشارك بالتمثيل في التجربة لكن الشركة المنتجة نفت هذا، فيما أكد المخرج أن "الكاست"، لم يتم اختياره بعد، ومازال في مرحلة الترشيحات. مع عمر الشريف، ظهر في قاعة المؤتمر أيضا من الفنانين المصريين: أشرف عبدالباقي، طلعت زكريا، علاء مرسي، سليمان عيد ومن الوجوه الشابة: محمد رمضان وندا عادل وريم هلال ومن المنتجين: وائل عبدالله ود.محمد العدل ومي مسحال وسمير أمين غير أن حرص لاعب كرة القدم عماد متعب علي الحضور آثار الكثير من علامات الاستفهام التي لم تجد لها اجابة حتي لحظة كتابة هذه السطور! التفاصيل التي كشف عنها المؤتمر الذي قدمه عمرو يوسف أن فيلم "الطريق إلي دارفور"، إنتاج مشترك بين الشركة التي يملكها المخرج سعيد حامد، والتي أنتجت من قبل فيلم "علي جنب يا اسطي"، وشركة "نايل بيكتشرز"، الإماراتية التي يملكها منتج سوداني اسمه سمير النيل، حيث يشارك سعيد حامد بنسبة 40% من الميزانية الاجمالية التي قدرت ب10 مليون جنيه مصري بينما تشارك الشركة الإماراتية بنسبة 60%. سعيد حامد صاحب فكرة الفيلم أكد أن العمل يتبني رسالة مهمة عن حال الأطفال في دارفور في ظل المعارك الدائرة هناك، وأشار إلي أن الفكرة جاءته في أعقاب النزاعات القبلية التي احتدمت في السودان، حيث تساءل وقتها عن حال الأطفال، وما يحدث لهم جراء هذه الصراعات، التي لا ذنب لهم فيها، وكانت سببا في تدمير أحلامهم وأمالهم ومستقبلهم، ولم يلتزم الصمت بل تحرك لترجمة هذه الأفكار في عمل فني يستطيع من خلاله أن يوجه رسالة إلي العالم من ناحية، وينقذ وطنه السودان من مصير مخيف ينتظره. "حامد" انتهز فرصة المؤتمر ليتوجه بالشكر إلي رجل الأعمال العربي سليمان الفهيم الذي ساعده كثيرا ليصبح الحلم حقيقة، ويظهر المشروع إلي النور، وبعدما تحقق هذا لجأ إلي السيناريست ناصر محمود ليكتب السيناريو والحوار للفيلم. كاتب سيناريو الفيلم تحدث عن التجربة بقوله: هذا العمل هو الأول بالنسبة لي، وفور أن عرض علي المخرج سعيد حامد الفكرة عام 2003 شرعت في كتابة السيناريو والحوار للأحداث التي تدور حول الأطفال الذين دفعوا ثمن النزاعات الأهلية، والصراعات السياسية، والقتال المسلح في دارفور. منتج الفيلم سمير النيل تحدث عن الأماكن التي سيصور فيها الفيلم فأشار إلي أنها السودان ومصر وفرنسا وبلجيكا وانجلترا وتشاد. أما أبطال الفيلم فقد امتنع المخرج والمنتج أيضا عن الكشف عنهم، وأكدا أن الأمر مازال في مرحلة التفاوض بينما اكتفي المنتج بالقول إن هناك نجما هوليو ديا سيشارك في الفيلم لكنه امتنع عن ذكر اسمه، وإن رجح المراقبون انه انطونيو بانديراس! وأكد المنتج أن الفيلم سينطق باللغة العربية والإنجليزية. كما ستتم دبلجته إلي لغات أخري كالصينية، عقب أن تمت مفاوضات معها لتسويق الفيلم هناك في أول مرة، حسب تأكيده، يصل فيها الفيلم المصري إلي الصين، كما تجري مفاوضات لتسويق الفيلم في فرنسا وأمريكا وعدد من الدول الاوروبية، وأشار إلي أن بداية تصوير الفيلم ستكون في شهر فبراير، والمدة الاجمالية المحددة لانتهاء التصوير 12 أسبوعا لكن المنتج لم يستطع تحديد موعد العرض التجاري أو العالمي الأول للفيلم. سعيد حامد انفعل وتملكه الغضب حيال سؤال وجه إليه حول ما إذا كان "الطريق إلي دارفور"! بمثابة محاولة لتجميل صورة الرئيس السوداني عمر البشير، ورفض الاجابة علي السؤال مفضلا احالته إلي المنتج د.محمد العدل، الذي طالب الجميع بألا يتسرع أو يتعجل الحكم علي الفيلم أو مخرجه سعيد حامد، وشدد علي ضرورة اعطاء المخرج مهلة قبل محاكمته علي فيلم لم يتم تصويره بعد! وأعطي الحق لسعيد حامد ولأي مبدع في أن يختار الشخص أو النظام الذي ينحاز له. وردا علي شاب وجه الشكر لسعيد حامد لانه اختار موضوعا غير تقليدي بعيدا عن "حدوتة" الولد والبنت التي تقدمها السينما المصرية. علق العدل "مستنكرا".. ومالها حدوتة "الولد والبنت"؟ فبدا وكأنه يدافع عن الفيلم الجديد الذي ينتجه بنفس العنوان من إخراج نجله "كريم". من كواليس الحدث بعد انتهاء الحفل وتوقيع العقد وصل إلي القاعة محمد هنيدي ووائل إحسان مما دفع الحضور إلي البقاء في القاعة لاجراء أحاديث معهما. سعيد حامد قرر السفر إلي السودان ثم فرنسا لتحضير الفيلم. سيطرت حالة من الترقب علي سعيد حامد لوصول النجمة يسرا، لكن انتظاره طال من دون أن تلبي الدعوة، وانتهي المؤتمر دون حضورها