أسدلت كأس القارات ستارها قبل 347 يوما من انطلاق بطولة كأس العالم 2010 بعد تجربة شهدت اداءً لافتا من المنتخب الأمريكي وفوزا باللقب من جانب المنتخب البرازيلي والإقرار بكاكا كنجم كبير وبجنوب أفريقيا كدولة آمنت بقدرتها علي تنظيم أكبر بطولة في عالم كرة القدم. حصلت جنوب أفريقيا علي الدرجات النهائية عن تنظيم بطولة كأس القارات التجربة الصغري قبل كأس العالم 2010 التي يستضيفها البلد الأفريقي أول بطولة علي مستوي ضخم تقام في القارة السمراء. وبالرغم من وجود بعض الأخطاء التي هي في طور التصحيح ومع تبقي من مهلة للتحسين تقدر بنحو عام من الآن "المونديال ينطلق في 11 يونيو من عام 2010" اثبت سكان البلد الأفريقي انهم شعب مضياف نظموا بطولة اعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بنجاحها كانت ملاعبها علي مستوي الحدث الكبير "أربعة من الملاعب العشرة التي ستسضيف المونديال" وبنيتها التحتية الفندقية مقبولة في وقت ينتظر فيه أن يقوم نصف مليون سائح بزيارة البلاد العام المقبل ومن المتوقع أن ينفقوا 135 مليار دولار "97 مليون يورو" ولم تشهد البطولة تقريبا مشكلات أمنية وهي مسألة كانت تقلق كثيرا المسافرين إلي جنوب أفريقيا. فضلا عن ذلك بدا حماس الجماهير جليا في مدرجات الملاعب الأربعة التي استضافت مباريات البطولة الستة عشر. ورغم أن الملاعب لم تمتلئ في أغلب المباريات حتي مع فتح أبواب الملاعب أمام دخول المزيد من المشجعين بعد بدء المباريات قدم الجنوب أفريقيون موضة "الفوفوزيلا" البوق الأفريقي التي عزفت بقوة ودون توقف في جميع مباريات البطولة وبصرف النظر عن هوية الفرق المتبارية. وبرز الجود البارد كإحدي العلامات البارزة للبطولة بعد أن وصلت درجات الحرارة إلي تحت الصفر في بعض المباريات في أجواء ستستقبل في غضون عام 32 منتخبا. فالمونديال المقبل سينطلق في 11 يونيو وسينتهي بعدها بشهر علي وجه التحديد أي في الشتاء الجنوب أفريقي وهو ما سيؤدي إلي مشهد ندرت رؤيته في بطولات كأس العالم وهو ارتداء اللاعبين لقفازات وملابس داخلية لحمايتهم من البرد الشديد كما حدث خلال المباراة النهائية لبطولة كأس القارات بين البرازيل والولاياتالمتحدة. وبعيدا عن التقييم الطيب للتنظيم توج المنتخب البرازيلي باللقب لكن بعد معاناة أكبر مما كان متوقعا بعد الفوز بصعوبة علي جنوب أفريقيا 1-0 في قبل النهائي وعلي الولاياتالمتحدة 3-2 في النهائي. ورحل راقصو السامبا بجميع الألقاب رغم أن كرتهم لم تثر الكثير من الاعجاب فقد فاز منتخبهم باللقب وحصل كاكا علي جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب وزميله لويس فابيانو علي جائزة الحذاء الذهبي كهداف البطولة برصيد خمسة أهداف. لكن البرازيل بات عليها الآن مواجهة ما يعرف باسم "عقدة" كأس القارات حيث لم يسبق لفريق قط أن نال البطولة ثم فاز بكأس العالم وهو ما تكرر علي مدي عمر البطولة البالغ 17 عاما، وتحقق البرازيليون من هذا الأمر بأنفسهم في النسخة الماضية بمونديال 2006 في ألمانيا حيث رحلوا من دور الثمانية بعد تتويجهم بلقب القارات قبلها بعام. وعلي الرغم من الفوز البرازيلي فإن القدر الأكبر من الاشادة ذهب إلي المنتخب الأمريكي الفريق الذي تأهل إلي قبل النهائي من الباب الضيق بعد أن خسر 3-1 أمام إيطاليا، و3-0 أمام البرازيل قبل أن يفوز علي مصر 3-0، لكنه أدهش بطل أوروبا المنتخب الاسباني في نصف النهائي ليضرب موعدا من المنتخب البرازيلي علي الكأس بل وتقدم علي راقصي السامبا 2-0. وأثبت فريق المدير الفني بوب برادلي انه معد بشكل جيد لخوض بطولات تشبه كأس العالم حيث يعد دفاعه بين الأفضل في العالم بلاعبين مثل أونيو كما انه يتمتع في المقدمة بأسماء مثل دونوفان وديمبسي وألتيدور يمكنهم الوقوف علي قدم المساواة مع نجوم المنتخبات الكبري. كما يتحتم الاعتراف بتألق الحارس المخضرم تيم هوارد الذي حصل علي "القفاز الذهبي" كأفضل حارس في البطولة. واعتمدت كرة الولاياتالمتحدة الجميلة علي الدفاع القوي والهجوم المرتد القاتل لتمنع السيناريو المتوقع لنهائي البطولة بمواجهة بين البرازيل واسبانيا أفضل منتخبين في تصنيف الفيفا. ويبرز بين بقية الفرق المشاركة منتخب جنوب أفريقيا المضيف الذي حصد المركز الرابع رغم انه لم يحقق سوي فوز واحد في خمس مباريات حيث تألق في صفوفه سيبايا وبينار بينما تمثل الإحباط الأكبر في إيطاليا بطل العالم التي خرجت من الدور الأول واثبت فريقها بعد ثلاثة أعوام من تتويجه في مونديال ألمانيا انه بحاجة إلي التجديد.