وكأن الفلسطينيين اتفقوا علي ألا يتفقوا.. فلم يعد يفصلنا عن موعد مؤتمر حركة فتح السادس المقرر عقده غدا في بيت لحم سوي ساعات ومع ذلك لا يعرف أحد الصيغة التي سيتم بها عقده ولا ما إذا كانت حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة ستسمح لقيادات فتح بمغادرة القطاع لحضور المؤتمر الذي يعول عليه الفتحاويون لاطلاق شعلة الاصلاحات داخل حركة التحرير الوطني وإزالة ما علاها من فساد واتهامات وأقاويل. أيضا لا أحد يعرف ما هي السيناريوهات التي أعدها الرئيس الفلسطيني وزعيم فتح محمود عباس (أبو مازن) للخروج بالمؤتمر إلي بر الأمان، المهم أن التلاسن وتبادل الاتهامات لم يتوقف بين "الإخوة الأعداء" حتي الساعات الأخيرة من موعد انطلاق المؤتمر وهو ما يخشي معه من اتخاذ الأمور منحي تصعيديا بين الفصيلين المتناحرين ينسف جهود الوساطة التي قامت بها مصر منذ العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة ويعيد الأزمة إلي المربع رقم واحد ولا يستبعد ان تتحول الحرب الكلامية إلي مواجهات مسلحة علي الأرض. وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قد قالت أمس الأول إن السلطة الفلسطينية أعطت قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية مهلة يومين فقط لإنهاء مشكلة خروج قياديي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من قطاع غزة، لبيت لحم للمشاركة في أعمال المؤتمر الحركي السادس. وتمنع حركة حماس والحكومة التي تديرها في قطاع غزة عناصر فتح من التوجه للضفة الغربية بغية المشاركة في مؤتمر حركتهم، وتربط السماح لهم بإفراج أمن السلطة الفلسطينية عن 1050 معتقلاً من الحركة وإدخال حصة القطاع المحاصر من جوازات السفر التي تصدرها السلطة برام الله. وذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أن السلطة طلبت من قياديي حماس بالضفة إيصال هذه الرسالة لقادة الحركة في قطاع غزة ودمشق للضغط عليهم، ودفعهم للتراجع عن قرار المنع. وقال المصادر إن السلطة ستقدم علي عدة إجراءات وخطوات تصعيدية في حال رفضت حماس الاستجابة، وإنها ستعيد اعتقال من أفرجت عنهم من عناصر حماس خلال الفترة الماضية. وذكرت تلك المصادر أيضا أن قياديين في حركة فتح والأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم طلبوا من الحكومة برئاسة سلام فياض القيام أيضاً بالتضييق علي قياديي حماس ونوابها في المجلس التشريعي. وبينت المصادر أن السلطة ستضيق أيضاً علي رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، وستمنع نواب الحركة من الوصول لمكاتبهم وستحظر عليهم أيضاً الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام. وأوضحت المصادر أن أنقرة ودمشق اللتين ذكرت مصادر بوقت سابق أن السلطة طلبت وساطتهما رفضتا ممارسة ضغوط علي حركة حماس للسماح لعناصر فتح بمغادرة غزة، واعتبرت الأمر شأنا داخلياً لا يمكن التدخل فيه بدون التدخل في الحوار الفلسطيني ككل. وفي سياق متصل اتهم المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم الأمين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم بأنه هدد شخصيا قيادة ونواب حماس في الضفة الغربية بالاعتقال في حال لم يغادر كوادر فتح المشاركون في المؤتمر السادس قطاع غزة إلي بيت لحم.