الحوار مع د. درية شرف الدين لا يأتي من منطلق أنها يمكن أن تكون أول ضحية للتطوير، فهي قادرة علي أن تنتقل ببرنامجها الناجح "نادي السينما"، إلي كبريات القنوات الفضائية العربية، ووقتها ستكون الخسارة فادحة، و"المصيبة"، التي يشعر بها الجمهور، الذي تابع البرنامج لأكثر من ثلاثين عاما، كبيرة. أما التأثير السلبي لغياب مثل هذا البرنامج "التنويري"، علي المجتمع المصري فسيصل إلي حد "الكارثة". فما الذي تخبئه الأيام للدكتورة شرف الدين؟ تؤكد د. درية شرف الدين أن التليفزيون المصري لا يصدر قرارات مكتوبة بهذا الإلغاء وإذا كان الأمر حقيقيا كان عليهم أن يعلموا صاحب الشأن، لكنني استشعرت بوادر هذا الإلغاء، فطول الفترة الماضية ومنذ 7 شهور مضت أشعر بالحصار حيث تفرض علي أفلام بحجة انها المتاحة ولا أستطيع اختيارها كما كان يحدث في الماضي حيث يقال نحن مرتبطون بحق استغلال أفلام معينة، ويصل الفيلم قبل موعد التسجيل بيوم بحيث لا يكون لدي فرصة للعرض الجيد علي الضيف ولا أشارك في اختيار الفيلم علي الاطلاق بالإضافة لتهالك الديكور دون الرغبة في تجديده حيث أستعين للضيف "بشلتة" علي الكرسي المتهالك لكي يظهر بشكل مرتفع وهذا شيء محرج للغاية، كما أن البرنامج يعرض في الواحدة والنصف صباحا والمفترض علي الخريطة البرامجية أن تبدأ بالمواد الأثقل ثم الأخف فالأخف إلا أن عندنا في مصر الخريطة بالعكس الأخف فالأثقل. وعن أسباب تحملها لهذه المعاناة تقول: حتي يستمر البرنامج لان هناك صلة عاطفية بيني وبين المكان الذي بدأ من السبعينيات، ولم أكن أحلم أن يستمر كل تلك السنوات وهذا البرنامج اقتبست فكرته من برنامج فرنسي بعنوان "أرشيف الشاشة"، ولا أعرف إذا كان مستمرا حتي الآن أم لا! من خلال تلك السنوات كان هناك انتقاء للأفلام ولكنها عملية صعبة أن انتقي فيلما وأنوع في الأفلام ما بين تاريخي وسياسي وأفلام للطفل. وكنت أذهب لحضور المهرجانات أما منذ 15 عاما، لا أسافر لمهرجانات وكل هذا نوع من الحصار ولكن لا يجعلني أهرب رغم أن الضيوف كانوا لا يتقاضون مليما إلا أنني اعتبرته نافذة ثقافية لابد من الحفاظ عليها ولكن كل ما حدث لم يكن ينبئ بخير وأي شخص متوسط الذكاء يعلم انه بداية الطريق للإلغاء والغريب هو الغاء برامج مضي عليها زمن طويل والمفروض أن التليفزيون كان يحتفي بتلك البرامج ويستمر فيها لانه نوع من الثقافة الفنية قد تجر مناقشة تاريخية أو عن جماليات السينما والإخراج ويظهر مواطن الجمال بالعمل الفني حتي لا نترك عقول الناس نهبا لفتاوي الفضائيات خاصة انني كنت اجتهد وأري الفيلم وألجأ لمراجع بالإضافة للإنترنت وكل ذلك علي نفقتي الخاصة لان التليفزيون لم يكن يوفر سوي شريط الفيلم المجبرة عليه في الفترة الأخيرة. وعن رأيها في العداء الذي تواجهه البرامج الثقافية متضمنا برنامجها نادي السينما. تقول: لقد قابلت أشخاصا كثيرين والتحقوا بمعهد السينما حبا في برنامج نادي السينما ونحن في حاجة لمثل هذه البرامج واتساءل أين البرامج الثقافية في التليفزيون المصري حاليا! وما هو هذا العداء لكل ما هو ثقافي وإذا لم يشاهد سينما ومسرحا وهي الفنون الراقية عليه أن ينسحب ويستمع لمشايخ الفضائيات. والتليفزيون العام الرسمي في الدولة عليه أن يقوم بوظيفة ورسالة لان ليس كل شيء يقاس بالفلوس والاعلانات والمفترض أن يبدع. ويؤكد علي البرامج الجيدة، ويتبني وجوها جديدة من المذيعات والمذيعين وأن يختلف عن القنوات الخاصة والمحافظة علي الكوادر الإعلامية والاحتفاء بهم خاصة البرامج التي تثبت وجودها والتليفزيون المصري أهم ما يميزه برامجه الثقافية التي تواجه عداء والغاء منعها كنوز مسرحية "حكاية مكان" وحدث في مثل هذا اليوم لاننا في أمس الحاجة للاحتفاظ بالبقية الباقية من العقل الواعي والإعلام يجب أن يدرك رسالته بالحفاظ علي العقل دون النظر للاعلان لانه إذا أكل الاعلان الإعلام وطغي عليه فليذهب للجحيم وحرام علي الإعلام المصري أن يسيء لكوادره بهذا الشكل ودر الإعلام هو تنويري فأين الإعلام الوطني وهل رحل الفقر المدقع بالتليفزيون المصري الذي لا يستطيع شراء أفلام جيدة لعرضها بأن يتجه للتطوير ومفهومه للتطوير إلغاء البرامج الناجحة والتخلص منها.