سؤال فرض نفسه في أعقاب الشكاوي والاحتجاجات التي استنكر أصحابها قيام برنامج "كوميك شو" الذي يقدمه المونولوجيست محمود عزب علي القناة الجديدة "نايل كوميدي" باتخاذهم محورا لحلقاته فتجاوز الخط الفاصل بين النظر إليهم باعتبارهم شخصيات عامة تحتمل النقد والسخرية والتعرض لحياتهم الخاصة كما زعموا! ماذا فعل "كوميك شو" ليفجر كل هذه الأزمة؟ وكيف يمكن تقبل مثل هذه البرامج التي تنتج في العالم كله ودون أن تثير مثل هذه الحساسية المفرطة؟ وهل صحيح أن محمود عزب هو المتهم الأول والأخير باعتبار أنه يتسبب في "أرتكاريا" و"هيستيريا" تصيب كل من يقترب منه أو يشاهد برامجه؟! هاني صلاح معه برنامج "كوميك شو" يتحدث عن أبعاد الفكرة وما تسببت فيه من تداعيات فيقول: فكرة البرنامج لا تقوم مطلقا علي الإساءة لأحد أو السخرية منه أو تعمد إهانته وعلي الرغم من أننا ضد ملكة دراز ونري أنها محسوبة علي الدعاة الإسلاميين إلا أننا لم نسخر منها أو نقوم بتجريحها بل انتقدناها كامرأة تقول ما لا تعلمه، وتمثل خطرا علي النساء بآرائها العجيبة فهي التي ادعت أن المرأة عليها أن تضرب زوجها إذا تشاجر معها وهو الشيء الذي يخالف الشرع والدين، فكيف للنساء أن يضربن الرجال؟ ولهذا كان طبيعيا أن نختارها محورا لإحدي حلقات البرنامج ويقوم "عزب" بتقليدها ومحاكاة حركاتها وطريقتها في الكلام واستخدامها لأصابعها بشكل مستفز. لقد حدث يواصل "هاني" أن شاهدت بنفسها محمود عزب وهو يقلدها وهي ترتدي قفازاتها السوداء وتحرك يديها بنفس الطريقة، من خلال برنامج "صباح الخير يا مصر" وقيل إنها رفعت قضية ضده ثم علمنا بعد ذلك أنها تنازلت عن الدعوي، أما الحقيقة التي نعلمها جيدا فهي أن المذيعة أمينة شلباية هي التي رفعت قضية ضد قناة "موجة كوميدي" بسبب الفقرة التي قدمها البرنامج عنها ولعلمها وغيرها لا يعلمون أنني نجحت في إقناع "عزب" قبل بدء التصوير بضرورة ألا نهين أحدا من الشخصيات التي نقلدها وهو ما حرصنا عليه بالفعل في كل الحلقات. أما المذيع أحمد عبدون فالحلقة التي تعرضت له لم أكتبها بل كتبها عادل سلامة أحد معدي البرنامج وعموما يختتم صلاح فقد نجح البرنامج في الاستحواذ علي إعجاب الجمهور وهذا ما ألمسه في كل مكان أذهب إليه، وحتي علي صعيد الشخصيات التي تعرض لها البرنامج سجل البعض إعجابه بحلقته كما حدث من جانب الإعلامي ومقدم البرامج الرياضية، المعلق علاء صادق الذي شكرنا لأننا لم نقدمه بطريقة فجة. محمود عزب أو "عزب شو" بطل الأزمة والحلقات ينفي الإساءة أو التشويه ويقول بثقة: ليست هناك نية علي الإطلاق لتشويه شخصية أحد أو الإساءة لصورته علي الملأ وكل ما نفعله في البرنامج أننا نقلدهم بصدق يثير إعجاب الناس لأننا نجحنا في الإمساك بمفاتيح شخصياتهم وأغلب الذين تحدثنا عنهم أشادوا بالبرنامج وأثنوا علي فريق العمل، وحتي حلقة د. ملكة دراز قدمت بحيادية شديدة لسبب بسيط أنه ليست هناك مشاكل بيننا وبينها أو أننا نكرهها مثلا، وربما تحفظ الكثيرون علي طريقتها في الكلام والإشارة إلا أننا لا ننظر إلي أنفسنا بوصفنا قضاة للحكم عليها أو علي أي أحد وكل ما قصدناه تقديم شخصيتها للجمهور لأنها (كاراكتر) بالفعل تماما مثل جوزيه المدير الفني للنادي الأهلي ود. علاء صادق وغيرهما. مخرج البرنامج سامي أبوالخير يتحدث عن الجانب الفني في البرنامج فيقول: حلقات البرنامج نفذت بالشكل الدرامي المكتوبة به بالضبط ومن يتشكك في هذا عليه بالرجوع إلي الشرائط.. ومقارنتها بالإسكريبت المكتوب فالتفاهم قائم بين فريق عمل البرنامج بالكامل وسبق لي أن عقدت أكثر من جلسة عمل مع المعد هاني صلاح ومقدم البرنامج محمود عزب اتفقنا فيها علي كل التفاصيل أملا في أن يخرج البرنامج بشكل متميز وجديد، وأتصور أن هذا ما حدث بالفعل، فليس هناك ارتجال أو عشوائية وفوضي، ومساحة الخروج التي لجأ إليها محمود عزب عما هو متفق عليه لا تتجاوز الثلاثين ثانية، وربما أقل وفيما عدا هذا أظنه أبدع في تنفيذ كل ما طلب منه، وجسد كل المواقف الدرامية كما كانت مرسومة علي الورق. أما ملكة دراز يستدرك أبو الخير فلم نختلق شيئا أو نفتعله فهذا هو أسلوبها في الكلام وهذه هي طريقتها في الحركة والإشارة وما نفعله لا يختلف كثيرا عما يفعله فنانو الكاريكاتور وعلي رأسهم المبدع مصطفي حسين في رسوماته اليومية الشهيرة فالمبالغة جزء من المعادلة وعلينا أن ننظر إليه وهو يرسم رئيس الوزراء د. أحمد نظيف بأنف وأقدام طويلة ليجسد الحالة ببراعة وهو التكنيك نفسه الذي نلجأ إليه بالكاميرا والنص في "كوميك شو" وعموما نحن لا نفعل كبرامج أخري تسئ لضيوفها الذين تقلدهم كما حدث في برنامج "طبق الأصل" مثلا.