فجأة أصبحت المذيعة إن?ي علي متهمة بأنها مسئولة عن الاعتداءات الإسرائيلية علي المدنيين والمواطنين الفلسطينيين العُزل في غزة (!) وفجأة تحول برنامجها "يا مسهرني"؛ خصوصا الحلقة التي قدمتها ليلة رأس السنة إلي دليل اتهام ضدها بحجة أنها "رقصت" مع ضيوفها. لم تراع مشاعر رجل الشارع العربي، ولا أهالي الشهداء والقتلي، ولم يسأل أحد نفسه: "ومن الذي سمح من الأصل بإذاعة البرنامج؟" وكيف يتردد أن قرارا قد صدر بإحالة إن?ي علي إلي التحقيق في قطاع النيل للقنوات المتخصصة، بحجة أنها واحدة من أبنائه، بينما أذيعت الحلقة علي قناة "دريم"؟ إن?ي علي بدت متأثرة للغاية مما أثير في الفترة الأخيرة، وعلقت بانزعاج قائلة: هذه الحلقة التي تحدثوا عنها، وأكدوا أنها تسببت في إحالتي للتحقيق، وهذا غير صحيح، استحق الشكر عنها، لأنني بذلت فيها جهدا غير عادي من حيث استضافة الضيوف، وكلهم من النجوم والمشاهير، وتقديم سهرة استمرت طوال سبع ساعات كاملة؛ حيث بدأت في التاسعة مساء وانتهت حوالي الرابعة فجرا، وطوال الحلقة ارتديت "فستانا" عاديا، لم يكن صارخا علي الإطلاق، بل مناسبا للاحتفالية، ولم يغب عنه "الشال" الذي حرصت علي وجوده أيضا، أما ما قيل حول مشاركتي الضيوف بالرقص فهذا ليس جديدا علي، ومنذ أن عملت في هذا المجال انتهج هذه الطريقة، التي لا أري فيها عيبا أو إساءة لصورة المذيعة أو الجهاز الذي تنتمي إليه، ولن اقتنع بأن المذيعة أو المذيع ينبغي أن يجلس مثل "الكرسي" لكي يحافظ علي صورته "المزعومة"؛ فأنا "مذيعة منوعات" ولست مقدمة برامج سياسية. إن?ي علي نفت بشكل قاطع ما تردد حول صدور قرار من المهندس أسامة الشيخ رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة، بإحالتها إلي التحقيق وقالت: أولا الحلقة لم تذع علي قنوات القطاع أو التليفزيون المصري لكي يقال إنني أحلت إلي التحقيق، بل قدمت علي قناة "دريم" التي أعمل بها بناء علي تصريح رسمي منذ 3 أعوام، ولحرصي علي موقفي أردت التأكد من هذا الذي يقال، وحاولت الاتصال بالمهندس أسامة الشيخ لكنه في الكويت. "إن?ي" انتهزت الفرصة لتتحدث عن همومها ومواجعها فقالت: علي الرغم من تقديمي نشرة فنية في قناة "نايل دراما" وأيضا برنامج "المسلسلاتي" كما أشارك في تقديم برامج علي قناة "نايل لايف"، وانفردت بتقديم برنامج "ستديو مصر" علي قناة "نايل سينما" مع نجوم السينما المصرية والأفلام التي عُرضت طوال أيام عيد الأضحي المبارك، إلا أن قرارا لم يصدر بتعييني حتي اليوم في التليفزيون المصري، وليس لدي برنامج خاص بي، وبالتالي لم أقبض مليما واحدا منذ شهر رمضان الماضي، ولا أظن، بعد كل هذا، أنني قصرت في واجبي ليقال إنني أحلت إلي التحقيق. "إن?ي" أبدت اعتراضها، وعدم اقتناعها، بقرار إلغاء الاحتفالات من قبيل التضامن مع ما يحدث في غزة وقالت: لست مع هذا "القرار السياسي"؛ فها هي بيروت كانت تُضرب وتُدمر ويتم الاعتداء عليها بواسطة الطائرات الإسرائيلية، وعلي الرغم من هذا لم يتخل أهلها يوما عن إقامة الاحتفالات، ومواصلة أفراحهم، التي تعني الحياة وتحدي الموت، والإصرار علي التفاؤل وعدم الاستسلام لليأس، وهذه رسالة في حد ذاتها تؤكد للعدو أنه لم ينجح في مؤامراته، ولم يهزم هذا الشعب، ولهذا كنت أتمني أن نفعل مثل اللبنانيين، ونخصص عائدات هذه الاحتفالات، بدلا من إلغائها، لصالح ضحايا غزة، مع العلم بأن حلقة رأس السنة كانت مُسجلة، أي قبل اندلاع أحداث غزة، وهذا ليس اعتذارا من جانبي، لأنني كنت سأصر علي تقديم الحلقة بهذا الأسلوب وبالشكل نفسه، والدليل أنني انزعجت أيضا من قرار إلغاء حفل المطرب محمد منير في الأوبرا، وكنت أتمني لو استطعنا استثماره في تحقيق عائد مادي يخصص لضحايا الاعتداءات في غزة مثلما فعلنا في حلقة "يا مسهرني" التي أثارت كل هذه الضجة؛ فقد نجحت في جذب إعلانات غير مسبوقة ولم نتردد؛ بدورنا، في الإعلان عن التبرع بعائداتها بالكامل للفلسطينيين في غزة. حوار: إيناس عبدالله