وجه طفولي لم يفارق، يوما براءته وموهبة لم تنضج بعد علي الرغم من وفرة تجاربها وأهمية بعض الأعمال التي قدمتها وشاركت نجوما في بطولتها مثل "المراكبي" أمام صلاح السعدني و"ليلة في القمر" أمام رغدة، الذي يكفيه ويكفيها أنه من إخراج المبدع الموهوب خيري بشارة. فما الذي ينقص ياسمين الجيلاني لتعلن عن نفسها كممثلة موهوبة؟ وهل ظلمت نفسها أم تراها مظلومة؟ هل سجنتك ملامحك أو عطلت مسيرتك؟ أبدا.. فقد نجحت منذ اليوم الأول في مسيرتي الفنية في التحرر من هذا القيد أو الحصار وقدمت شخصيات مختلفة وشديدة التباين، كما فعلت في "المراكبي" عندما ظهرت طوال الاحداث بجلبات فلاحي بسيط ولم اعتمد علي جمالي مطلقا، حيث كنت ابنة "المراكبي" صلاح السعدني ولم يتغير نهجي في أعطاء أولوية للشخصية علي حساب نفسي بدليل أدواري في "قلب حبيبة" و"حارة العوانس" والمسلسل الكوميدي "المحطة أكشن نيوز" وانتهاء بدوري الجديد في فيلم "قاطع شحن" والذي أصوره الآن. حدثينا عن هذا الدور؟ أصور دورهند الكوافيرة التي تعمل في محل "كوافير" تملكه الفنانة ميمي جمال في الفيلم وتراودها هي وزميلاتها في المحل طموحات وأحلام كثيرة وكبيرة، والزميلات في المحل هن: شذا وإيمان سيد أحمد والفيلم إخراج سيد عيسوي وتأليف أسامة رؤوف ويشاركنا بطولته شادي شامل وتامر شلتوت وعمر حسن يوسف. لماذا وافقت علي الدور بعدما رفضته إيمان أيوب من قبلك؟ لم أعلم من قبل أن الدور عرض علي إيمان أيوب، لكن هذا أمر وارد مع كل نجوم السينما المصرية والعالمية، بمعني أن يعتذر ممثل عن دور فيذهب إلي الآخر،وربما يكون فاتحة خير عليه.. والأمثلة علي هذا كثيرة ومعروفة. لكنني قبلت الدور بدون تردد، لأنني أعجبت به فور قراءة السيناريو. هل اعتراك القلق لأن التجربة لا تضم أسماء مخضرمة، سواء في التأليف أو الأخراج أو حتي علي مستوي التمثيل؟ ولماذا القلق؟ لقد كان من بين الأسباب التي قبلت الفيلم من أجلها هذه الروح الشبابية التي تطل من بين عناصره، وربما يكون صحيحا أن المؤلف يخوض تجربته الأولي في الكتابة للسينما إلا أنني استمتعت بقصته السينمائية ورأيت فيها هموم ومشاكل جيلي، والفيلم بأكمله فيه محاولة جادة في إطار ظريف لرصد هذه الهموم ومحاولة لاقتراب منها لمناقشتها.. ويكفي أن الكاتب أسامة رؤوف هو واحد من جيلنا ولهذا كان الأقرب لفهمها وهو يطرحها. أما المخرج سيد عيسوي فهو صاحب تجارب من قبل مثل "بحبك وبأموت فيك" ولديه تجربة حافلة في مجال إخراج البرامج والأفلام التسجيلية ولديه قدرة طيبة علي توجيه الممثل من غير ما يعيش في دور المخرج الغضبان و"الديكتاتور" فهو طوال الوقت "مبتسم" وهذا يشيع حالة من الراحة النفسية في "اللوكيشن" أو موقع التصوير. هل أنت راضية عن مسيرتك السينمائية مقارنة ببنات جيلك؟ لو عدنا إلي الوراء قليلا سنكتشف أن أول فيلم كان "المراكبي" مع الرائع صلاح السعدني ومعالي زايد، وكانت بداية قوية للغاية، لكن الدراما التليفزيوينة جذبتني لفترة طويلة، وانشغلت خلالها عن السينما التي كانت تمر بوعكة صحية وفنية أيضا، وعلي الرغم من هذا عدت إلي السينما بفيلم مهم مع مخرج أهم هو خيري بشارة ويحمل عنوان "ليلة في القمر" كما صورت فيلما آخر مع المخرج كريم ضياء الدين بعنوان "الاخطبوط". فيلم مع خيري بشارة ولم يسمع عنك أحد؟ لأن الفيلم نفسه لم يسمع عنه أحد نتيجة ظروف خاصة بالفيلم، علي رأسها أنه صور بكاميرا الديجيتال، وظل لفترة طويلة ينتظر تحويله إلي 35مم ليعرض في الصالات التجارية، وهذا عاد بالسلب عليه وعلينا، علي الرغم من أنني قدمت فيه شخصيتين للابنة والحفيدة للفنانة القديرة رغدة. مقارنة بفيلم "ليلة في القمر" الذي شاركت فيه تحت قيادة المخضرم خيري بشارة وأمام النجمة رغدة.. كيف ترين تجربة "قاطع شحن"؟ لن أقول أن المقارنة صعبة، لكنني أؤكد أن لكل تجربة منهما متعتها وخصوصيتها ولونها الذي يميزها، فمن المؤكد أن العمل مع الأستاذ خيري بشارة والفنانة الرقيقة رغدة يعطيني خبرة ويعود علي باستفادة كبيرة كما أن العمل مع فريق الشباب في "قاطع شحن" يجعل روح التفاهم تسود بيننا لتقارب أفكارنا ورغبتنا في أن يحكمنا التنافس الشريف الخلاق. هل تعتبرين نفسك بطلة "قاطع شحن"؟ كلنا أبطال في هذه التجربة، سواء شذا أوإيمان سيد أحمد أو جيهان قمري وجيل الشباب وحتي جيل الأساتذة: ميمي جمال ولطفي لبيب هم أبطال في هذا الفيلم. ومتي تصبحين بطلة مطلقة لفيلم سينمائي؟ لا تهمني هذه المسألة ولا أحلم بها بحيث تؤرق علي حياتي، و"مفيش حد بيطلع لوحده" والبطولات الجماعية هي الطريق للبطولة المطلقة إذا أخلص الفنان واجتهد، خصوصا أن المنافسة في البطولات الجماعية يمكن أن تلفت الأنظار إلي الممثل المجتهد. ولماذا لم تكتمل تجربتك المسرحية الأولي؟ لأنني سافرت في فترة التحضير لمسرحية "ترلم لم" التي كان يخرجها د.هاني مطاوع ويقوم بطولتها الفنان الجميل سمير غانم وبالتالي لم أتمكن من التفرغ للمسرحية لكن المنتج محيي زايد وعدني بفرصة مسرحية أخري، حيث أكد لي أن لديه مشروعا طموحا لاثراء الساحة والمسرح بالشباب الموهوب، وهو قادر علي تنفيذ وعده وتحقيق حلمه، بعد تجربتي معه في "قلب حبيبة" و "المحطة أكشن نيوز". وما جديدك؟ أقرأ ثلاثة سيناريوهات لأعمال درامية تليفزيونية، أحدها مع الفنانة القديرة سهير رمزي وأثق في انني سأختاره، اضافة إلي مسلسل "سيت كوم" وثالث لم انته من قراءته وهناك "سيناريوهان" للسينما ايضا لم أحسم موقفي منهما بعد. حوار: سامية عبدالقادر