للعام الثاني علي التوالي يتدخل الفنان فاروق حسني في تصحيح مسار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ويصوب اخطاءه وعثراته،عندما يبادر بإصدار قرارات، او يجعلها في صورة توصيات "ملزمة التنفيذ" هو ما حدث في دورة العام الماضي، عندما اعاد الحق، والاعتبار، للكاتب الكبير والسيناريست مصطفي محرم، وامر بتكريمه، بعد احتجاج "محرم" علي تكريم الناقد والسيناريست احمد صالح قبله "!" وها هو الوضع يتكرر بحذافيره هذا العام عندما فوجئت الفنانة القديرة بأن المهرجان مُصر علي تجاهلها، بدليل تكريم الفنانة بوسي الاحدث منها في المسيرة السينمائية، والفنية، والاقل منها مكانة! فماذا يحدث في هذا المهرجان العريق؟ وكيف يرتب المكتب الفني فيه اوراقه، ومن ثم كيف يتخذ قراراته؟ ولماذا ارتضي- المكتب- وهو الذي يضم خيرة النقاد والكتاب ان يسحب "الوزير" اختصاصاتهم وان يتخذ القرارات بدلا منهم، لاصرارهم علي ارتكاب الخطأ العام تلو الآخر؟ تعلق الفنانة سميرة احمد علي الامر بقولها: لن استطيع ان اصف لك سعادتي لان سيادة الوزير تذكرني وافتكر مشواري السينمائي واشكره علي التكريم لانه يعني اعترافا من الدولة بمشواري وتاريخي الفني ولا انكر بأنني كرمت من مهرجانات عالمية ودولية في كل البلاد العربية لكن هذا التكريم بالذات يعني لي الكثير لانه بترشيح من سيادة الوزير وتكريم من بلدي الغالية مصر ومسألة تدخل الوزير في التكريم هذا لانه فنان واع وفاهم وله وجهة نظر قد تغيب عن الاخرين. ومن جانبه يؤكد الناقد احمد الحضري بان تدخل الوزير في تكريمات مهرجان القاهرة السينمائي امر مهم لانه حسم خلافاً حدث في العام الماضي عند ترشيح الكاتب مصطفي محرم والناقد احمد صالح للتكريم، ووافقت اللجنة العليا علي تكريم مصطفي محرم لانه اكبر سنا وخبره من صالح، ويبرر بان اللجنة العليا في المهرجان من شأنها اختيار مكرم في كل مهنة بمعني يتم تكريم مخرج وممثل ومؤلف ومدير تصوير ومونتير وناقد، ولقد كرمت عام 2000 علي اساس اني الاكبر سنا من ضمن المرشحين الاخرين.. واختيار الفنانة سميرة احمد هذا العام يأتي نظرا لدورها المهم في السينما المصرية واعمالها المهمة مثل "صراع الابطال" و"الخرساء" و"قنديل أم هاشم" وغيرها فقد كانت ممثلة تضاهي في اهميتها فاتن حمامة وماجدة، ويؤكد بانه اذا تم ترشيح اثنين في المهرجان بذات الاهمية فالاختيار يذهب الي الاكبر سنا ومن الضروري- كما يقول- ان يكرم الفنان في حياته. من جانبها تؤكد الناقدة خيرية البشلاوي بان من حق الوزير لانه راعي المهرجان، ان يتدخل في اختيار المكرمين، فهو في النهاية مهرجان ثقافي والوزير له وجهة نظر لابد ان تحترم وان نقول لكلمته سمعا وطاعة خاصة ان يكون صائباً في اختياراته، وهذا ما حدث في العام الماضي عندما انصف مصطفي محرم وعاد هذا العام ليعطي للفنانة سميرة احمد حقها بعدما اقترب الجمهور علي نسيانها كفنانة سينمائية نظرا لتواجدها بشكل دائم في الفترة الاخيرة في الدراما التليفزيونية وما فعله الوزير عندما تذكر مشوارها اكد اننا غير غافلين عن تاريخها السينمائي، لكن كان لابد لادارة المهرجان ان تتحلي بالموضوعية وان تنظر للفنان علي مشواره الفني من البداية وليس من النهاية واكرر مجددا ان وزير الثقافة دائما ما يثبت بأنه صاحب وجهة نظر بعيدة والتكريم ربما يحمل بعدا اكبر من مجرد انها ممثلة. في المقابل تؤكد الكاتبة والناقدة ماجدة موريس بأن المسألة تخص حدود المعايير والقواعد المفترض ان تتحلي بها المهرجانات الدولية وايضا نظرة وزارة الثقافة والوزير نظرا لتبعية المهرجان له ووزارته فتلك التبعية تتعلق بوضع المكرمين طالما القواعد ليست معلنة او مختلفة كما ان هناك امرا مهما لابد من تدخل الوزير لحسمه، وهو مسألة الراعي الرسمي للمهرجان فمن الواجب تحديد ماهية ومهمة الراعي وواجباته حتي لا نسمح بتجاوز من احد كما حدث العام الماضي، ففي ظل غياب المعلومات والشفافية تعرض رئيس المهرجان الي هجوم "فظيع" فالمسائل تحتاج الي نوع من الشفافية والوضوح، فهناك من يتم تكريمه كثيرا وآخرون لا يتم تكريمهم مطلقا، وكان من المفترض انه في نهاية كل دورة في المهرجان يتم تقييم الدورة السابقة والتصويت علي فعالياته وبرامجه، والتكريمات المقترحة للدورة التالية وعموما بعد اعلان تبعية المهرجان للوزير فمن حقه التدخل طالما في هذا انقاذ وتصحيح لسلبيات أو أخطاء. المفاجأة ان د. عزت أبوعوف رئيس المهرجان يعلنها صراحة ان للوزير الحق في التدخل في اي امر يخص المهرجان بل ان ادارة المهرجان والمكتب الفني واللجنة العليا تلجأ اليه كثيرا في حسم بعض الامور التي تختلف عليها وهذا ليس معناه قصورا بل لان هناك امورا تحتاج في بعض الاحيان الي تدخل الوزير ذاته مثل مسألة المكرمين واختيار الضيوف والوفود المشاركة في المهرجان وهي امور معتادة وتدخل الوزير لا يعني اننا غافلون عن بعض الامور كما تقولين لكن لان ادارة المهرجان لديها من المهام ما قد ينسيها بعض الامور الصغيرة التي تسقط سهوا وفي كل عام يسعي المهرجان الي تلافي اخطاء الدورات السابقة وليس عيبا ان يتدخل الوزير فهو بذلك لا يلغي وجودنا علي الاطلاق بل يؤكد دعمه لنا ولمجهودنا!