يرى بعض المراقبين أن مرشحة الحزب الجمهورى لمنصب نائب الرئيس الأمريكى سارة بالين تبقى الرابح الأكبر حتى لو خسر حزبها الانتخابات الرئاسية وذلك بعد أن نجحت فى استقطاب أوساط المحافظين فى الولاياتالمتحدة. فقد أصبحت بالين -حاكمة ولاية ألاسكا- الشخصية المفضلة لدى أصحاب التوجهات الاجتماعية المحافظة فى الولاياتالمتحدة، الأمر الذى يمنحها رصيدا سياسيا لأن تكون نائبا للرئيس يتمتع بنفوذ عريض فى حال نجح مرشح الحزب الجمهورى وإذا جرت الأمور كما تشتهى استطلاعات الرأى -التى تميل حتى الآن لصالح مرشح الحزب الديمقراطى باراك أوباما- تبقى بالين وفقا لبعض المراقبين نجما سياسيا مؤهلا لقيادة الجمهوريين فى الانتخابات الرئاسية للعام 2012. وفى هذا السياق يقول ماثيو ويلسون -المتخصص فى علم السياسة بالجامعة الميثودية الجنوبية فى دالاس إن بالين أصبحت بالفعل "نجمة بالنسبة للمحافظين اجتماعيا على الرغم من أن صفوة الحزب الجمهورى يرونها شخصية غير مقبولة". ويعزو المراقبون المتابعون للسياسة الأمريكية الداخلية هذا النجاح إلى أن بالين نجحت فى استقطاب دوائر الجمهوريين ولا سيما المسيحيين المحافظين بفضل مواقفها من قضية الإجهاض وحقوق المثليين. فقد استحوذت بالين على قلوب وعقول المحافظين من عدة أوجه فهى من أشد المواليين للمسيحية الإنجيلية، واختارت أن تنجب طفلا حتى بعد أن عرفت -من خلال الاختبارات التى أجريت قبل الولادة- أنه سيكون مصابا بتخلف عقلي، فضلا عن تمتعها بقاعدة شعبية عريضة وتعرف كيف تستخدم السلاح. ويستشهد المراقبون على ذلك بالإشارة إلى أن بطاقة الاقتراع الجمهورية المؤلفة من ماكين وبالين لا تزال تحتفظ تقريبا بتأييد ثلثى الناخبين الأمريكيين البيض من البروتستانت الإنجيليين، على الرغم من تراجع المرشحين فى صفوف الفئات السكانية الأخرى. ويقول محللون إن ماكين لم يكن ليستطيع كسب هذا المستوى من تأييد الإنجيليين بدون بالين نظرا لاختلافه مع هذا الجناح فى الحزب الجمهورى حول كثير من القضايا الأساسية من بينها تأييده لأبحاث الخلايا الجذعية وتقاعسه عن تأييد تعديل فدرالى يحظر زواج المثليين. ومن هؤلاء تونى بيركينز رئيس مجلس أبحاث الأسرة، إحدى جماعات الضغط المحافظة التى تتمتع بنفوذ واسع وعلى صلة قوية بالمسيحيين الجدد. إذ يرى بيركينز أن بالين أصبحت منافسا قويا وسيكون لها نفوذ كبير فى إدارة ماكين فى حال نجاحه بالانتخابات، معتبرا أن ماكين نفسه غير قادر على النجاح بدون وجود بالين على بطاقة الاقتراع. مع العلم أن بعض المحللين يرون أن الصفات التى تجعل بالين محببة لدى هذا الجناح المحافظ فى الحزب الجمهورى هى نفسها التى تدفع المعتدلين إلى رفضها.