كثيرا ما تصيب متابعيها بصدمة عندما يعلم الواحد منهم انها المذيعة التي اختارت ان تقدم نفسها من خلال قناة "الحرة الامريكية، فالقناة ليست فوق مستوي الشبهات، والعلاقة بينها وبين الجمهور العربي متوترة دائما كما ان حالة الريبة والشك في توجهاتها واهدافها تحولت الي هاجس لا يختفي أبدا. من هنا فاجأت دينا فؤاد الجميع بمشاركتها حمادة هلال بطولة فيلمه الجديد "حلم العمر" بعدما قدمت نفسها علي استحياء في الجزء الاول من مسلسل "الدالي" وها هي تشارك في جزئه الثاني، وكأنها نجحت في اقامة علاقة وطيدة مع الجمهور تكاد تنسيه "الحرة" التي ليس فيها شيء من اسمها. دينا فؤاد تتحدث عن ظروف اختيارها للمشاركة في بطولة فيلم "حلم العمر" فتقول: - فوجئت باتصال من المخرج المتميز وائل احسان الذي كنت اعجب كثيرا بأعماله، وتملكتني الدهشة عندما ابلغني بترشيحي للدور، وانتابتني حالة من السعادة عندما علمت ان ترشيحه لي جاء في فيلم يقوم ببطولته حمادة هلال، الذي احبه ايضا ومعجبة بغنائه، وبالنظر للدور فهو لفتاة ارستقراطية تلتقي "ملاكم" وتنشأ بينهما علاقة حب لا تخلو من صراعات ولهذا لم اتردد في قبول الدور والفيلم بأكمله. لكنها اسباب تبدو غير مقنعة بدليل انك لم تتحدثي عن السيناريو مثلا؟ - الا يكفي تواجد حمادة هلال والمخرج وائل احسان لأوافق فورا؟ بالطبع لا يعني هذا انني لم أقرأ السيناريو او الشخصية بدليل اعجابي بالفتاة التي تحفز حبيبها لخوض غمار بطولة شرسة وصعبة في الملاكمة، وتشجعه علي الا يهاب منافسه، وتثبت فيه الثقة باستمرار، وهو دور جيد بكل تأكيد لكنني ازعم انه حتي لو كان اصغر من هذا من حيث المساحة لقبلته لانه مؤثر بقوة. لكن الدور لم يذهب اليك مباشرة بدليل ترشيح نور وايمان ايوب والتونسية درة من قبلك؟ - عندما عرض علي الدور لم اعلم انه عرض علي احد من قبلي، ولم اتوقف عن هذه النقطة طويلا، لانها لا تعنيني "ومش حتفرق معايا" وموافقتي جاءت لاسباب تخصني وحدي. ألم تستوقفك نقطة ان حمادة هلال راح يبحث عن وجه جديد حتي لا تتنازعه النجومية؟ - ليس بالضروروة ان هذا ما حدث في حالة هذا الفيلم، فمن الممكن انهم ارادوا ملامح بعينها ومواصفات في القناة التي تؤدي الشخصية لا تتوافر الا في الوجه الجديد، وطبيعي ان الوجه الجديد يحصل علي فرصة صغيرة ثم تكبر ويكبر معها كما حدث مع كل النجوم. هل رأيت ان "حلم العمر" قدم لك فرصة مهمة تعكس خطوة ايجابية. - هذا صحيح، لانه ازال مني أي رهبة من كاميرا السينما، ووضعني علي بداية الطريق الصحيح، بل أول سلم في طريق الادوار الجيدة كما ان التجربة شهدت تعاونا مع مخرج متميز وبطل له جماهيرية واسعة، ولاشك ان كل هذا افادني كثيرا، واعطاني دفعة للامام في طريق طويل اخترته لنفسي. حددي لنا ملامح هذا الطريق الطويل؟ - طريق كله احلام، فأنا اطمح - مثلا - لتقديم ادوار الفتاة الجريئة بخلاف دور الفتاة الرومانسية الذي يمكن ان يسجنني واتمني ان تأتي شخصياتي متنوعة ومختلفة بحيث تقدم كل انماط المرأة والفتاة في حياتنا. الم يتحقق هذا بدرجة ما في الجزء الاول من مسلسل "الدالي" بدليل انك ستواصلين المشوار في الجزء الثاني؟ - لاشك ان الدور كان مهما في الجزء الاول، وسيستمر في الجزء الثاني الذي اصوره الآن، واحمد الله ان رد الفعل كان ايجابيا للغاية بعد عرض الجزء الأول، واتمني ان يستمر التواصل الايجابي مع الجزء الثاني الذي سيشهد مفاجآت درامية بعد شروع طليقي خالد الدالي في الانتقام من والدي سعيد الدالي، واضطراري لمواجهة الحياة بكل قسوتها ومرارتها، وانا سعيدة بأنني سأتواجد لمرة ثانية مع نجم كبير بحجم ومكانة الفنان العظيم نور الشريف، ولاشك ان تأييده لي وتجديد ثقته في كان بمثابة حافز كبير وتشجيع اكبر مما كان له اكبر الاثر علي واعطاني دفعة قوية في بداية مسيرتي الفنية. ماذا استفدت منه! وماذا خرجت بتجربتك معه؟ - يكفي أن "وشه حلو" علي كل الوجوه الجديدة التي تتعاون معه فكل من يعمل الي جواره "ربنا بيفتح عليه" وهو فنان خارق للغاية، لديه فروض وطقوس لو تعلمها الوجه الجديد الذي يتعاون معه يقفز خطوات الي الامام، والخبرة التي لا يبخل بتقديمها لنا "تفرق كثير" ومهما بلغت في المستقبل من نجومية فلن انسي، ابدا، فضل الفنان الكبير نور الشريف علي ، وكل ما اتمناه ان اشرفه والا أخذله أبدا. وماذا عن برنامجك الذي تقدمينه علي قناة "الحرة" بعنوان "حكايات مصرية"، وقيل انه يسيء لمصر لانه ينشر "غسيلها القذر". - "بسخرية" هذا البرنامج تحديدا استقبله الناس في مصر قبل الوطن العربي، باستحسان كبير لانه عري الواقع بشكل جيد، ولم يزيف أو يجمل، والدليل علي هذا النجاح ان البرنامج "في" دورته الثانية الآن، وهناك قضايا وموضوعات نحن بصدد تقديمها في الفترة المقبلة. وكيف استقبلت الهجوم عليك؟ - ثقتي في نفسي وفي قدراتي بلا حدود، ويكفيني ان احدا لا يتدخل في "الاسكريبت" الذي اعده للحلقة، ولا يطالبني بعدم تقديم القضايا الجريئة، وليس السلبيات كما يدعون، فأنا اقدم موضوعات بهدف التخلص منها، وليس هدفي ابدا، كما يقولون تشويه صورة البلد الجميل مصر، ومبدئي في هذا انه علينا مواجهة انفسنا باخطائنا وسلبياتنا لنستبدلها بأخري ايجابية، واتصور انني نجحت بفضل برنامجي في التطرق الي ظواهر كثيرة لم يتوقف احد عندها من قبل ونجحت في لفت الانظار اليها مثل وجود ميناء دمياط الذي نصدر منه الاثاث في هدوء الي ايطاليا، واختفاء ظاهرة البطالة في دمياط، ومناطق الجذب السياحية الكثيرة في مصر، التي يمكن ان تكون سببا في اختفاء ظاهرة البطالة في مصر كلها، ولا يمكن ان تكون فرصتي في "الحرة سببا في غضب البعض مني لمجرد انها فتاة امريكية فهل جاءتني الفرصة في قناة مصرية ورفضت؟ ثم هل قدمت تنازلات تستوجب ادانتي من أي طرف أو تتهمني في وطنيتي؟