اختياره ليكون عضو لجنة تحكيم الدورة الثالثة، وهو المبدع التونسي الكبير، الذي يعرف العالم العربي قدره ومكانته، كان فرصة للاقتراب منه والتعرف علي كيفية اختياره، خصوصاً أن اللائحة تنص في بند منها علي وجود عضو عربي في لجنة التحكيم، وتقييمه لتجربته كعضو لجنة تحكيم وللمهرجان في دورته الثالثة بوجه عام، إنه المبدع والمخرج العربي التونسي الكبير المنصف السويسي.. الذي بدأ بالقول: أخبرني بقرار الترشيح د. أشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح ورئيس المهرجان وأكد لي أن وزير الثقافة الذي تربطني به علاقة صداقة اختارني لأكون عضو لجنة تحكيم المهرجان وهو اختيار اعتبره نوعاً من أنواع التشريف والتكريم، وأري أن العضوية اعتبارية لكنها تحمل قيمة معنوية تعني الكثير بالنسبة لي. ألم تتخوف من الموافقة في ظل الأجواء التي بدت غير مشجعة لهذه الدورة؟ في واقع الامر لا أعرف أي سلبيات للمهرجان كما أنه ليس لدي فكرة عن إيجابياته لأنني لم أشاهد فعالياته من قبل أو حتي محتواه ومدي تأثيره علي الحياة المسرحية، لكن أعجبتني فكرة إقامة مهرجان قومي للمسرح، ومن فكر فيها يستحق التحية لأنه حرك الساكن في المسرح المصري، ومن هنا أؤيد المهرجان قلباً وقالباً. هل هذا رأي ضمني في حال الثقافة بمصر؟ بحكم خبرتي وعملي مع كل وزراء الثقافة في بلدي تونس أعرف كيف يكون حال الثقافة في أي بلد ومدي قدرات وزيرها، وليست مجاملة مني أن أؤكد أن فاروق حسني وزير الثقافة من أفضل من تولي وزارة الثقافة في مصر. علمت أنك ترفض مسمي "لجنة تحكم" ؟ بالفعل وأفضل بدلاً منه لجنة تقييم، لاننا لن نستطيع أن نحكم، ونكون عادلين بالدرجة التي نتمناها جميعاً ، لكن التقييم جائز لأننا سنبتعد لحظتها عن الشبهة والتهمة المرتبطة دائماً بإصدار الاحكام. وكيف رأيت رد الفعل تجاه عرض "النمرود" الذي فضلت عرضه علي هامش المهرجان؟ لقد لاقي العرض صدي كبيراً أثناء عرض في المسرح القومي علي الرغم من عرضه لمدة يومين فقط، هما 29، 30 مايو ثم عرض في الاسكندرية أيضاً علي مسرح الشاطبي يومي 2 ،3 يونيه الماضي، وحقق نجاحاً كبيراً علي المستوي النقدي. تتحدث عن النجاح النقدي فهل عاني العرض انصرافاً جماهيرياً بسبب اللهجة المحلية؟ ربما لأن اللهجة غير مفهومة بالنسبة للمصريين لم يكن هناك اقبال جماهيري علي العرض، وربما لأن المسرحية عرضت لمدة يومين فقط، لكن قصة "النمرود" معروفة في القرآن وعلاقته بسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وبالتالي فالجميع يعرف مضمون المسرحية، ورغم أن سمو السلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة قد وضع لها صياغة تناسب الاوضاع السائدة وجعلها تبدو في شكل عصري. هل فكرت في المشاركة بعرض "النمرود" في فعاليات مهرجان المسرح التجريبي في دورته القادمة؟ "ليه لا " أتمني بالطبع المشاركة لانه من وجهة نظري عرض رائع ويستحق المشاركة في المهرجانات سواء المصرية أو الدولية، ومع أن المهرجان القومي للمسرح يحمل صفة القومية المصرية إلا أنني تمنيت المشاركة فيه لأن مجرد المشاركة في المهرجان شرف لي، فالذي لاتعلمونه أن هذا المهرجان يحظي باهتمام واسع