في أول نشاط يشرف عليه ويرعاه د. حسين الجندي، بعد توليه مهام منصبه كمدير لصندوق التنمية الثقافية، تقوم فرقة التنورة التراثية بتقديم عروضها يومي السبت والاربعاء من كل أسبوع بمركز ابداع قبة الغوري التابع للصندوق، في سعي جاد للحافظ علي الفنون والتراث الشعبي، واتاحة الفرصة أمام فرق الفنون الشعبية بكل أنواعها لتقديم فنونها أمام الجمهور في كل مكان. والفرقة تقدم عروضها بمصاحبة الآلات الموسيقية الشعبية "الربابة ، والسلامية، المزمار، الصاجات، والطبلة، كما يقوم بالغناء بمصاحبة الرقص منشد شعبي يعتمد علي التلقائية والانشاد الديني وعناصر الرقص بالفرقة تعتمد علي راقص التنورة "اللفيف" والراقصين "الحناتية" الذين يرقصون بآلة الايقاع "المزهر"، ومن المعروف أن رقصة التنورة الصوفية تتميز بطابع خاص فريد في نوعه إذ تعتمد علي الحركات الدائرية وتنبع من الحس الإسلامي الصوفي الذي له أساس فلسفي ودلالي يرجع في جوهره إلي المفهوم المولوي القائل بأن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتنتهي عند ذات النقطة وأن الحركة لذلك تكون دائرية، وعندما يدور راقص التنورة "اللفيف" حول نفسه فكأنه الشمس يلتف حوله الراقصون "الحناتية"، وكأنهم الكواكب، ومن خلال الدورات المتعاقبة يرمزون إلي تعاقب الفصول الأربعة فهم يلفون عكس عقارب الساعة تماماً مثل الطواف حول الكعبة وحين يقوم راقص التنورة "اللفيف" يرفع يده اليمني من أعلي ويده اليسري إلي أسفل فهو يعقد الصلة ما بين الارض والسماء، وهو بدورانه حول نفسه كأنما يتخفف من كل شئ بقصد الصعود إلي السماء، وعندما يفك الرباط الذي حول جذعه فهو يرمز لرباط الحياة والعديد من الرموز التي يهدف معظمها لمحاولة إيجاد معادل موضوعي يتمثل في حركات تمثل الفهم الفلسفي للحياة، إلا أن الطابع العام للرقصة هنا ومع استيعابها بصفة عامة لكل المعاني الدينية السابقة، والتي قد تجعلها تلتقي مع بعض النظائر والاشباه في مجتمعات إسلامية اكتسبت من الروح الشعبية المصرية بهجة خاصة ظهرت في تنوع الايقاع من البطئ والمتوسط والسريع، فضلاً عن ثراء الالوان والقيم التشكيلية المصرية التي تنبض بها البيئة المحلية، ناهيك عن النصوص المؤداة والتي تعكس تصورات المصري عن الحياة والكون.