قد لا يعرف الكثيرون أن أسامة أنور عكاشة بدأ أديباً وروائياً قبل أن يكون كاتباً درامياً تليفزيونياً وسينمائياً لا شق له غبار. لهذا لا ينبغي أن يفاجأ أحد من جمهوره الذي يعرفه، عندما نؤكد له أنه عاد إلي ساحة الأدب، وقام مؤخراً بحضور حفل توقيع رواية "سوناتا تشرين" التي حلق فيها كعادته في سماء الحرية اللانهائية.. واقتحم من خلالها كل التابوهات المعروفة. وبهذه المناسبة نظمت دار النشر احتفالاً في مكتبة "الديوان" بالزمالك حرص علي حضوره مجموعة صغيرة من أصدقائه المقربين من بينهم: "محمد متولي، محمود الحديني، وزوجته نادية رشاد، نبيل الحلفاوي والمخرج محمد فاضل، الكاتبة فتحية العسال، الإعلامي محمود سعد، د. فوزي فهمي ود. صلاح فضل. وأشار "عكاشة" إلي أن الرواية تحمل تضمينات شعرية تمس الخاطر و"تشرين" هو بداية الخريف، لذا تملكتني فكرة العمل منذ فترة. وأكد أنه سيحرص علي إصدار كتاب كل عام وتحول حفل التوقيع إلي صالون ثقافي ضم نخبة من المهتمين بالرواية والدراما عموماً، وتحدث المخرج محمد فاضل، فنوه إلي أن أعمال "عكاشة" في المجمل، حتي التليفزيونية منها، تحمل روح الرواية حيث تسيطر عليها الصورة وهو ينفرد بأن بداخله حب الرواية والشاشة لذلك عندما أقرأ أعماله أشعر بأنني أشاهدها كصورة والعكس صحيح وهذا ما جعل لكتاباته طعما ومذاقا خاصا. بينما طالب د. صلاح فضل بضرورة إقامة ندوات عقب كل عمل يتم تقديمه كي ترقي الدراما التليفزيونية التي أصبحت قادرة علي اختراق الخطوط الحمراء دون قيود بينما غاب هذا عن المسرح والسينما وهو ما أيده الحاضرون جميعاً كما طالب "أسامة" بضرورة عقد صالون ثقافي شهري لمناقشة القضايا الثقافية والدرامية. بينما أشارت الكاتبة نادية رشاد إلي أن المؤلف حقه مهضوم في ظل سطوة النجوم والمخرجين وكشفت عن أنها أحياناً تفاجأ بأن ما كتبته لم يظهر بشكل لائق وتكون النتيجة أن يتعرض المؤلف للهجوم، لذا طالبت بعقد ندوات يوضح فيها المؤلفون وجهة نظرهم. وهنا تدخلت الناشرة فاطمة البودي لتعلق أن جميع الأعمال الدرامية للكاتب أسامة أنور عكاشة مثل الأجزاء الخمسة لليالي الحلمية - الشهد والدموع- والراية البيضاء وغيرها سيتم تحويلها إلي روايات، وهنا قوبل اقتراحها بتصفيق شديد نظراً لجرأة الفكرة. ولم ينس "عكاشة" أن يشير إلي أنه يشعر بالخجل لغيابه فترة عن الكتابة الروائية وقال: "هي ليست عودة بل محاولة لاستدراك ما فاتني وأتمني أن أتفرغ لكتابة الرواية في المستقبل بعدما أخذت كتابة التليفزيون حقها وبعد أن قدمت علي مدي السنوات الماضية "45" مسلسلا ولم يعد يتبق سوي "كناسة الدكان" كما كان يطلق عليها الراحل يحيي حقي.. والفن ديكتاتور أينما يتملكني له الطاعة.. ونحن مجرد عبيد في مملكة هذا "الديكتاتور".