يلعب الديكور دورا فعالا في إثراء العمل الدرامي خاصة التاريخي منه لقدرته علي مزج الحقيقة بالخيال بما يجعله البطل الرئيسي في الدراما التاريخية.. وهو ما ميز العديد من الأعمال ومنها مسلسل "علي مبارك" الذي يجري تصويره الآن، وقام بتصميم ديكوره المهندس صالح المرسي أحد أهم مهندسي الديكور في الوطن العربي كله وليس مصر فقط.. ورغم ذلك تم استبعاده مؤخرا من مسلسل "الإمام البخاري" الذي يجري التحضير له.. عن ذلك وأعماله كان هذا الحوار: هل صحيح أنه تم استبعادك من مسلسل "الإمام البخاري" الذي سينتج في قطاع الإنتاج لأن أجرك 5 آلاف جنيه والمطلوب أجر أقل دون النظر لأهمية المسلسل؟ هذا صحيح، وأنا رجل أحترم نفسي، وعملا بذلك لم أقبل أن أتنازل عن أي شيء، ورفضت العمل وهذا المسلسل رشحتي له المخرج وفيق وجدي الذي يشاركني في مسلسل "علي مبارك" وهو متمسك بي خاصة أنني وفرت له باعترافه مدة خمسة أشهر من تكلفة مدة العمل، وهذا يعد في حد ذاته إنجاز. كيف استطعت ذلك خاصة أن مسلسل "علي مبارك" يضم العديد من القصور التي تم بناءها؟! هذا لأنني كنت رجلا مسئولا عن كبري شركات الإنتاج في مصر وهي شركة "زيني فيلم"، ولذلك عملي إنتاج أكثر منه ديكور ودائما استغل الديكورات ولا أهدمها، بل أضيف عليها واتحدي أن يتشابه أي ديكور مع آخر وهذا يقلل التكلفة، وهذا المسلسل يحتوي علي 370 مشهد ديكور ما بين داخلي وخارجي، لذلك رشحني إبراهيم العقباوي للعمل حتي قبل اختيار المخرج نظرا لأهمية الديكور وضخامة العمل، حتي إن كل المخرجين رفضوا إخراج هذا المسلسل بسبب كثرة الديكور، لذلك لأنه عبء كبير علي المخرج وبمثابة تحدي، ولكن العقباوي وفر لي كل الإمكانات وقال لي: "لو طلبت لبن العصفور" سأحضره لك أنني أريد ديكور أحصل به علي جائزة، ولم أقف يوم واحد خلال أيام التصوير.. وكنت مستعد أن أعمل دون أجر حبا في العمل واحتراما لرئيس الشركة الذي يفهم قدر الأعمال التاريخية. هل هذا يعني أن ندرة إنتاج الأعمال التاريخية سببه عدم وعي المسئولين في جهات الإنتاج بأهمية تلك الأعمال والاستهانة بالديكور؟! هذا صحيح لأن قطاعات الإنتاج تفضل الأقل أجرا دون النظر لمستوي العمل، ويستغلون احتياجات الآخرين للمادة، ويعرضون علي بعض مهندس الديكور ممن خرجوا علي المعاش أعمالا بأجور زهيدة، بالإضافة للمنتج المشارك الذي قضي علي الأعمال التاريخية، حيث لم ينتج أعمالا ضخمة من 20 عاما ومن ضمنها أعمال شاركت فيها ولم أكن علي حريتي عكس أعمال أفخر بالعمل فيها، ومنها "علي مبارك" الذي أعاد للدراما التاريخية زهوتها، وأعتبره بداية لعدد الأعمال المحترمة. ما المشاكل التي تعاني منها في أي عمل كمهندس ديكور؟! المشكلة الأساسية هي أماكن التصوير الطبيعية أصبحت صعبة لأن تكلفتها مرتفعة، بالإضافة إلي صعوبة التصوير في القصور، مثل قصر عابدين، عكس الماضي كانت التكلفة رخيصة وكان مصرح لنا بالتصوير في قصر عابدين الآن تم منع ذلك وأثناء وجودي بمدينة الإنتاج الإعلامي طلبت إحدي الدول إنتاج مسلسل عن قصة حياة الملك فاروق والتصوير في قصر عابدين ودفع أي مبالغ مالية، ولكن تم رفض الطلب وقرروا أن يصوروا في أوروبا والدول العربية. ما أهم الأعمال التاريخية التي تفخر بها حتي الآن؟! العديد من الأعمال التاريخية وأذكر أن مسلسل "علي هامش السيرة" كانت البداية لي في تلك الأعمال والإمكانات لم تكن متوافرة وقمت ببناء الكعبة والشوارع داخل استوديو "10" ثم مسلسل "محمد رسول الله" قمت ببناء قصر فرعون، وأول مرة كان يتم بناء ديكور عرضه 12 مترا وارتفاعه ضخم حتي إن المخرج عندما شاهد ضخامة الديكور اضطر لتغيير الممثل الذي كان نحيفا واستبدله بالفنان محمد الدفراوي، كي يتناسب مع الضخامة في الديكور والممثل عندما يجد مستوي ديكور عاليا فيحاول أن يجود من أدائه ليصل لمستوي المكان حتي إن المخرج يشجع مساعديه علي ذلك وكنت سعيدا بالكعبة وشوارع مكة والمدينة التي بنيتها في مسلسل "محمد رسول الله" و"الوعد الحق" في أبو رواش، حيث بنيت 20 حارة وأتحدي أي عمل أن يكون أكثر واقعية من ذلك بما فيهم فيلم "الرسالة". ولكنك لم تستكمل العمل في باقي أجزاء مسلسل "محمد رسول الله" لماذا؟! بعد أن حصلت علي جائزة عن هذا العمل وليست كأي جائزة تعطي لمهندس ديكور سافرت لإحدي الدول العربية، وعملت في تونس مسلسل "ابن خلدون" وأشادوا بعملي في الصحف والمجلات وأيضا في الإمارات نفس الشيء، وعندما عدت لمصر عوضني الله عن هذا العمل عندما شاركت في مسلسلات "أبو حنيفة" و"الأبطال" و"الفرسان" للراحل حسام الدين مصطفي كما صممت الديكور لمسلسل "ساعة ولد الهدي" تدور أحداثه علي مدي 30 حلقة عن الستين دقيقة وكتبه محفوظ عبدالرحمن وإخراج أحمد توفيق، وكان أحد العلامات بالدراما التاريخية ومع الأسف تلك الأعمال لا تذاع.. ونجد أعمالا أخري تذاع باستمرار وتسيء لتاريخ مصر علي رأسها مسلسل "ريا وسكينة". تفوقت علي نفسك في الأعمال التاريخية.. فماذا عن العمل المودرن هل استطاع أن يشعرك بقيمتك؟! رغم عشقي للأعمال التاريخية إلا أنني عملت مودرن وكان أول عمل هو مسلسل "بابا عبده" وكنت لا أعرف زوايا التصوير، حيث كنت أعمل مثلها أعمال حرة لشقق وفيللات.. ومن خلال العمل في التليفزيون طلبت أعمل في هذا المسلسل فرشحتني رئيسة الخدمات الفنية انتقاما مني لاعتقادها بأنني سأفشل لأن محمد فاضل كان إمبراطور الإخراج في مصر في ذلك الوقت وغضب عندما تم ترشيحي وسرعان ما أعجب بي حتي إنه أمر بإغلاق البلاتوه حتي لا يحسد أحد الديكور، وبعدها طلبني لمسلسل "صيام صيام" وكانت المرة الأولي التي أعمل فيها عملا بجانب مسلسل ديني ضخم، وهو الجزء الأول من "محمد رسول الله" وكان في استوديو 10 و"بابا عبده" باستوديو 5. هل حزنت لتأجير تلك الاستوديوهات التي قمت بتصميم أهم الديكورات فيها؟! حزنت جدا لأن هذه الاستوديوهات خسارة كبيرة، نظرا لاتساعها وارتفاعها التي تعطي لمهندس الديكور القدرة علي استغلال الاستوديو بالعديد من الديكورات. ما أهم الجوائز التي حصلت عليها؟! ثلاث جوائز في مهرجان الإذاعة والتليفزيون منها "عمر بن عبدالعزيز"، وكان العمل الفني الوحيد الذي حصل علي جائزة الديكور ثم "أبو حنيفة" و"محمد رسول الله" وتم ترشيح "الفرسان" وحجبت الجائزة نتيجة مجاملة.