أخيرًا اضطر باراك أوباما الذي ينافس هيلاري كلينتون علي تمثيل الحزب الديمقراطي "بحزن" و"غضب" إلي قطع علاقته مع مرشده الروحي السابق القس جيريميا رايت منددا بتصريحاته "المرعبة" وسط تصاعد جدل محرج عند ابواب المرحلة النهائية من الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي لاختيار مرشحه للبيت الابيض. وقال في احدي محطات حملته الانتخابية في ونستون-سالم (كارولاينا الشمالية، جنوب شرق) نقلتها الشبكات التلفزيونية "لا توجد اعذار" للتصريحات "المشينة" التي ادلي بها القس رايت. واضاف المرشح لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر ان هذه التصريحات "تؤلمني وتؤلم جميع الامريكيين وهي تستوجب الادانة" واصفا كلام جيريميا رايت الاستفزازي بانه "نقيض" ما يمثله المرشح. وكان القس مسئولا حتي فبراير عن الكنيسة البروتستانية السوداء التي يتبعها باراك اوباما منذ عشرين عاما في شيكاغو وهو الذي زوج السناتور الاسود وعمد ابنتيه. والشهر الماضي وفيما كانت الشبكات التلفزيونية تبث بشكل متواصل عظات للقس يردد فيها "لعن الله أمريكا" حاملا علي العنصرية في هذا البلد، نأي اوباما بنفسه عن جيريمايا موضحا في الوقت نفسه انه لا يستطيع التنكر له ولا لمجموعة السود. وفي محاولة لطي الصفحة، القي سناتور ايلينوي خطابا عن العنصرية، عنصرية السود وابيض معا، كان له وقع كبير. غير ان رايت باشر قبل بضعة ايام جولة اعلامية بلغت ذروتها الاثنين في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن واتخذ فيه موقفا ملفتا اذ رفض العودة عن تصريحاته التي اثارت جدلا متهما مرة جديدة الادارة الأمريكية بالعنصرية. ودان القس الانتقادات التي استهدفته معتبرا انها "هجمات علي الكنيسة السوداء"، مشيرا مرارا الي موقف اوباما "السياسي". ويتصاعد الجدل حول هذه المسألة في وقت لم يعد السباق للفوز بالترشيح الديموقراطي يتضمن سوي تسع محطات، وبعدما مني اوباما بثلاث هزائم امام منافسته هيلاري كلينتون في اوهايو وتكساس في مارس وفي بنسلفانيا الاسبوع الماضي.