ويضغط اللوبي بكافة الوسائل وعلي رأسها التلويح بحجب التمويل عن بعض المؤسسات الإعلامية من اجل ضمان رجوح كفة إسرائيل في التغطيات الإعلامية. كما أن اللوبي الإسرائيلي يتدخل بل يتحكم في تعيين أساتذة الجامعات الذين ربما تكون لهم آراء مناهضة لإسرائيل كما هو الحال حينما استعانت جامعة كولومبيا بالبروفيسير الفلسطيني ادوارد سعيد وطالب اللوبي بمعاقبته وطرده حينما أدلي بتصريحات مؤيدة للشعب الفلسطيني لفت ميرشايمر الانتباه مؤخرا بعدما شارك "ستيفن والت" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد في كتابة مجموعة مقالات ضمها لاحقا في كتاب نُشر بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" الذي صنفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه من بين الكتب الجديدة الأكثر رواجا. وتناول الكاتبان اللوبي الإسرائيلي الذي عرفاه بأنه تحالف فضفاض من أفراد ومنظمات يعمل بنشاط علي تسيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة في اتجاه موال لإسرائيل. وقد حظيت المقالات ومن ثم الكتاب بتغطية إعلامية رئيسية حول العالم وأثارت نقاشات محتدمة بين مؤيدي ومعارضي الأفكار المطروحة فيه. اللوبي الإسرائيلي يكمن التفسير في القوة الفائقة لجماعات الضغط الإسرائيلية التي يعود إليها الفضل في العلاقة الحميمة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة التي نشهدها اليوم. ونستخدم كلمة "لوبي" للتعبير عن التحالف الفضفاض لأفراد ومنظمات تعمل بنشاط علي تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية. ويتشكل اللوبي في جوهره من اليهود الأمريكيين الذين لا يتوقفون عن جهود تسيير السياسة الأمريكية وفق المصالح الإسرائيلية. ولا تقتصر تلك الجهود علي مجرد التصويت لصالح المرشحين الموالين لإسرائيل بل يتعداه إلي ممارسة الضغوط علي جماعات المصالح الخاصة وعلي الكونجرس والهيئة التنفيذية _ وفي المقابل نجد أن الجماعات المعنية بالمصالح العربية ضعيفة وربما غير متواجدة علي الساحة الأمر الذي يزيد سهولة مهمة اللوبي الإسرائيلي. وهناك أمثلة عديدة علي قوة وسطوة اللوبي الإسرائيلي من بينها ما حدث في كامب ديفيد حيث لم يتمكن الوفد الأمريكي من تقديم أي مقترحات مستقلة دون التنسيق مع الوفد الإسرائيلي الأمر الذي دفع الوفد الفلسطيني إلي الشكوي والقول انه يتفاوض مع وفدين إسرائيليين احدهما يرفع العلم الأمريكي. السيطرة علي وسائل الإعلام وبالإضافة إلي التأثير المباشر علي سياسات الحكومة الأمريكية يعمل اللوبي بنشاط من اجل تشكيل الرأي العام حيال إسرائيل والشرق الأوسط ومن اجل تصويره إعلاميا بصورة طيبة. ويضغط اللوبي بكافة الوسائل وعلي رأسها التلويح بحجب التمويل عن بعض المؤسسات الإعلامية من اجل ضمان رجوح كفة إسرائيل في التغطيات الإعلامية. كما أن اللوبي الإسرائيلي يتدخل بل يتحكم في تعيين أساتذة الجامعات الذين ربما تكون لهم آراء مناهضة لإسرائيل كما هو الحال حينما استعانت جامعة كولومبيا بالبروفيسير الفلسطيني ادوارد سعيد وطالب اللوبي بمعاقبته وطرده حينما أدلي بتصريحات مؤيدة للشعب الفلسطيني. وواجهت مواقف مماثلة جامعات أخري مثل "برينستون" وشيكاغو وبلغ الأمر إلي أن اللوبي طالب الكونجرس بوضع آلية لمراقبة ما يقوله الأساتذة للطلاب عن إسرائيل. كاتم الصوت الرئيسي ولا يكتمل الحديث عن عمل اللوبي دون التطرق لواحد من أقوي الأسلحة وهو الاتهام بمعاداة السامية. فان أي شخص ينتقد أفعال إسرائيل أو يتجرأ علي القول بان الجماعات الموالية لإسرائيل تؤثر علي سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط أو حتي مجرد القول بان هناك "لوبي إسرائيلي" سيجد نفسه موصوما بتهمة معاداة السامية. وربما لا يكون هناك باعث علي الانزعاج إذا كان تأثير اللوبي مقصورا علي المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل _ ولكن اللوبي يساعد في تشكيل جوهر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط كما تمكن بنجاح من إقناع الزعماء الأمريكيين بتأييد التنكيل الإسرائيلي المستمر للفلسطينيين واستهداف خصومها الإقليميين وهم إيران وسوريا والعراق. ويعد الإبقاء علي التأييد الأمريكي للسياسات الإسرائيلية محور عمل اللوبي لكن طموحاته لا تقف عند ذلك الحد فهو يريد أيضا أن تساعد أمريكا إسرائيل لتبقي القوة الإقليمية المهيمنة. إسرائيل وحرب العراق لم يكن الضغط من جانب إسرائيل واللوبي العامل الوحيد وراء القرار الأمريكي مهاجمة العراق في عام 2003 لكنه كان عاملا حاسما. وهناك بعض الأمريكيين الذين يعتبرونها حربا من اجل البترول ولكن ليس هناك ما يدعم ذلك الزعم. ولكن الدافع وراء الحرب في جانب منه كان الرغبة في توفير مزيد من الأمن لإسرائيل.