نتيجة لما يشهده الواقع الاعلامي العربي والمصري من طفرة بالقنوات الفضائية الخاصة والرسمية والذي يلعب رأس المال دورا مهماً في انتشار تلك القنوات حتي وصلت الي 422 قناة تسعي للظهور بغض النظر عن الرسالة الاعلامية لذلك كانت ندوة "الاعلام الخاص ورأس المال" والتي عقدت باحدي قاعات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الاربعين علي هامش فاعليات المعرض.. وحضر الندوة التي ادارها الاعلامي عبدالله يسري المذيع بقناة النيل الثقافية عدد من الشخصيات ذات الثقل الاعلامي وهم د. حسين امين رئيس قسم الصحافة والاعلام بالجامعة الامريكية ود. حسن راتب رئيس قناة المحور الفضائية ود. سامي الشريف خبير الاعلام الدولي والاعلامية د. مني الحديدي. حيث بدأت الندوة بعرض بانورامي لكل الوسائل الاعلامية الخاصة سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية والتي تعد الاخيرة نقطة الانطلاق للجميع والتي مسك اطرافها عبدالله يسري عندما اكد قائلا ان عامي 2001، 2002 شهدا مرحلة المأزق الاعلامي للقنوات الحكومية مع قنوات القطاع الخاص وبدأ رأس المال يلعب دورا مهماً وينافس القنوات الرسمية. وفي محاولة لتوصيف الواقع بالمشهد الاعلامي في الوقت الراهن اوضح د. حسين امين قائلا: المشهد الاعلامي الآن فوضوي بمعني عدم وجود تنظيم ولا نقصد الرقابة بل المقصود هو التنظيم الفضائي للاعلام واري هناك تعددا وتنوعا ضخما وهذا يعد البداية مع وجود منافسة بين القنوات الفضائية العامة والخاصة وسوف يكون هناك قنوات دينية لذلك لابد من وجود مساءلة بحيث لا تخرج فتاوي دينية تحض علي العنف ضد الطوائف الاخري أو تمتهن الديانات المختلفة وهناك فضائيات غنائية وموسيقية تخرج عن عاداتنا وتقاليدنا وبالتالي المشهد الفضائي الموجود غير مصنف ولابد من تصنيف البرامج كما يبتعد اطفالنا عن مشاهد العنف وحان الوقت للتنظيم علي المستوي العربي والوطني. وعن استثمار رأس المال في قنوات فضائية خاصة والهدف منها قال د. حسن راتب اري ان الكلمة المسموعة والمرئية لها قوة تأثيرية اكبر بكثير من المكتوبة لان المكتوبة تتكلم عن المعاني بينما المرئية تتكلم في مساحات المعاني وهنا تأتي خطورة الاعلام المرئي وفي تصوري وتقديري ان هناك مرحلة معينة كانت بداية مرحلة التنوير ومبعثها جامعة القاهرة ونتيجة للتطور التكنولوجي ستشهد المرحلة القادمة طفرة من القنوات الفضائية واري ان القيمة الاجتماعية من بث قناة قضائية اهم بكثير من الجدوي الاقتصادية لان من يحاول تقديم قيمة لا ينتظر ربحا الا بعد مرور خمس سنوات وبالحديث عن قناة المحور هناك فصل تام بين الملكية والادارة وانا اسمع برنامج 90 دقيقة مثل اي مشاهد عادي ولكن مع الاعتبار ان القناة او اي قناة اخري تعبر عن خلفية وثقافة اصحابها حيث لابد ان يكون هناك رسالة ومضمون واذا لم تحدد معايير علمية ستصبح فوضي توجد حالة من الارتباك لأني ارفض ما يسمي بالفوضي الخلاقة ونحاول دوما ان ننتزع مساحة من الحرية وننشر ثقافة الرأي والرأي الآخر حتي لا نتهم بالتقصير ولا انكر ان القناة بدأت ضعيفة ثم نمت وقويت. ولمعرفة اهم السيناريوهات القادمة للاعلام الخاص وإلي اين ينتهي. اشار د. سامي الشريف استاذ الاعلام الدولي قائلا: حينما فكر العرب في اطلاق القمر عام 1985 كان الهدف منه عمل قنوات فضائية الا ان هذا لم يحدث الا بعد مرور 5 سنوات اي عام 1990 ولم نطلق قناة واحدة حتي تقدمت شركة الرأي الايطالية لتطلب تأجير قناة علي العرب سات فخجلت مصر من نفسها فقامت باطلاق الفضائية المصرية الاولي في ديسمبر عام 90. ثم ظهرت قناة MBC السعودية ثم اصيب بعدها العرب بحمي القنوات الفضائية حتي وصلنا الآن الي 422 قناة فضائية عربية مفتوحة ومشفرة معظمها يملكها القطاع الخاص لذلك يعود له الفضل في تحريك المياه الراكدة لاجبار القنوات الحكومية علي اعطاء مساحة حرية اكبر وبنظرة للقنوات الموجودة نجد منها قنوات خاصة شكلا لكن الحكومة تقف خلفها وتديرها أو قنوات يملكها احزاب معارضة وهي 29 قناة خاصة سواء عراقية- أو تونسية وفي مصر سوف تنشأ قنوات خاصة تملكها احزاب وقوي معارضة والشكل الثالث قنوات يملكها من لهم مصالح بالطبع الربح. وللقنوات الخاصة مزايا متعددة حيث ساهمت بشكل كبير علي المشاهدين وهناك برامج تقوم بدور الرقيب الشعبي علي الاداء الحكومي لكن تنحصر السلبيات في محاولة التقليد للاعلام الغربي مثل برامج "هزي يا نواعم" و"ستار اكاديمي" الذي عمل نوعا من الشرخ في العلاقات المصرية والدول العربية بعد فوز الشاب المصري محمد عطية بعدد اصوات 11 مليونا لم يحصل عليها اي حاكم عربي حتي ولو بالتزوير نتيجة لذلك سحبت بعض القنوات العربية نسبة كبيرة من المشاهدين العرب الا ان هناك قنوات تسيء للمرأة حيث ارجعتها لعصر الجواري خاصة القنوات الخاصة بالزواج وقنوات العلاج بالاعشاب والقنوات العرقية الطائفية وما يحدث الآن هو تجربة ثرية اثمرت في تطوير الاعلام العربي واما ان يستمر ويفرج عن مزيد من حرية الرأي والتعبير أو يغلق ابوابه. وعن حق المعلن أو الراعي في صياغة شكل الرسالة الاعلامية ومضمونها اكدت د. مني الحديدي: علي ان وسائل الاعلام منذ الازل كانت بدايتها بملكية خاصة سواء بالغرب أو مصر وفي مصر نجد ان الاذاعة بدأت خاصة وانها ايضا ما عدا التليفزيون هو الوحيد الذي بدأ بداية رسمية لان بدايته كانت مرتبطة بتحقيق اهداف للنظام ولكن طال الوقت بنا حتي ظهرت الفضائية المصرية ثم انتشرت الفضائيات الخاصة وارحب بهذا الاعلام سواء كان عربيا أو مصريا حيث تعددت وسائل الاعلام وانماط الملكية فالمتلقي هو المستفيد واشارت الي تقليد كل البرامج مثل البيت بيتك و90 دقيقة والعاشرة مساء من حصولهم علي يومين اجازة هما الخميس والجمعة واعتبرت ان الاحداث لا تتوقف في تلك الايام. هنا تدخل حسن راتب ووعدهم بتقديم برنامج علي قناة المحور مهم يومي الخميس والجمعة لتنتهي الندوة التي مرت سريعا بعرض د. حسين امين لاحدث التقنيات التكنولوجية في العامين القادمين حيث سيتحول الموبايل لجهاز نستطيع من خلاله معرفة الاحداث بالصوت والصورة وكأنه قناة فضائية جديدة.