يصل الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم الاثنين الي الرياض في المحطة الخامسة من جولته الشرق أوسطية التي انطلقت الاربعاء الماضي من اسرائيل وتختتم بعد غد في شرم الشيخ حيث يجري مباحثات مع الرئيس حسني مبارك. ومن المقرر ان تتركز محادثات الرئيس بوش مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي الوضع في العراق والملف النووي الايراني ودعوة الدول العربية لدعم مبادرته للسلام في الشرق الأوسط. يأتي ذلك في وقت يشكك فيه معلقون ومختصون إسرائيليون في نجاح زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لإسرائيل والأراضي الفلسطينية في تحقيق اختراق حقيقي في السلام العالق بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورأي بعضهم إيجابية في مطالبة بوش الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان العشوائي، في حين شكك البعض الآخر في إعطائه الضوء الأخضر لتل أبيب لمهاجمة إيران. واعتبر المعلق السياسي لصحيفة هآرتس عكيفا إلدار أنه لا قيمة لزيارة الرئيس بوش للبلاد، وأشار إلي أنها تندرج ضمن العلاقات العامة، وحذر من مضارها وانعكاساتها السلبية. واعتبر إلدار أن كل التصريحات "الجميلة" عن السلام التي رافقت الزيارة ولقاء بوش برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس لا تعدو كونها "شيكات بلا رصيد"، وأكد أن المشكلة تكمن بكون القادة الثلاثة "بطات عرجاوات" ولم يتبق لكل منهم سوي بضعة شهور في السلطة وهم لا يتمتعون بثقة شعوبهم. وأضاف "أما حديث الرئيس بوش عن اتفاقية سلام في غضون عام فهو كلام فارغ"، واعتبر أن هذه التصريحات تزرع "خيبة الأمل واليأس لدي الجمهور الواسع". وردا علي سؤال عن ميزان الربح والخسارة الإسرائيلي، دعا إلدار للتفريق بين مصلحة إسرائيل ومصلحة رئيس حكومة يصارع من أجل البقاء. وأشار إلي بعض النقاط الإيجابية في الزيارة منها تأكيد بوش علي التزام الولاياتالمتحدة بمواصلة الضغط علي إيران لثنيها عن حيازة السلاح النووي. ونوه المعلق إلي أن انتقادات بوش لعدم إزالة النقاط الاستيطانية والتي عبر عنها بوضوح، أظهرت للإسرائيليين أن أمريكا ليست "وكيلا" لإسرائيل، وأضاف "ذكرت أقوال بوش أن استمرار الاحتلال والاستيطان ليس مجانيا ولو بالمستوي الكلامي". وردا علي سؤال عن مستقبل الخيار العسكري ضد إيران واحتمالات "تفاهم غير معلن بين الرئيسين الإسرائيلي والأمريكي"، نفي إلدار ذلك وأكد أن بوش عاجز عن المبادرة لجبهة جديدة في الشرق الأوسط، لافتا إلي أنه منح إسرائيل مسكنات لا دواء في الموضوع الإيراني. وأضاف "أما الحديث عن منح بوش إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران فهو هراء" لأن تل أبيب لن تتمكن من ضرب طهران لوحدها. أما المعلق البارز في القناة الإسرائيلية العاشرة عوفر شيلح فاعتبر أن بوش عاجز عن التأثير علي المسيرة السياسية، موضحا أن الرئيس الأمريكي حتي لو كان يرغب بإنجاز اتفاقية سلام خلال عام فإنه لا يمتلك الطاقة والدعم المطلوبين. واعتبر شيلح تصريحات بوش بشأن السلام "كلمات فارغة"، ولفت إلي أن زيارته للبلاد ولقاءه أولمرت وعباس "عديمة القيمة" وأنها لم تحظ باهتمام الإسرائيليين بعكس زيارات بيل كلينتون "الحميمية". واستبعد شيلح قيام بوش بمنح أولمرت الضوء الأخضر للقيام بعمليات عسكرية، وقال إن إسرائيل ستقوم باجتياح غزة دون هذه الموافقة، كما استبعد الضوء الأخضر لاستهداف إيران مضيفا أن بوش "أكد علي السبل الدبلوماسية ويبدو أن إسرائيل ستضطر لانتظار الرئيس الأمريكي القادم لمعالجة الملف الإيراني". وكانت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت أن أولمرت تلقي ضوءا أخضر من بوش للقيام بعملية واسعة في قطاع غزة، لكن الوزير بنيامين بن إليعازر نفي ذلك في تصريح العامة وقال إن ذلك شأن داخلي. وأولي البروفسيور المختص بالشئون الأمريكية مناحم بلوندهايد أهمية لزيارة جورج بوش للمنطقة رغم كونه "بطة عرجاء"، ولفت إلي رغبته الشديدة في تطبيق أيديولوجيته في المنطقة وفي محاولة استنفاد ما تبقي بيده من أوراق لإنجاز تسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأشار بلوندهايد المحاضر في الجامعة العبرية في القدس إلي أن بوش يسعي لتدارك فشل سياساته المبدئية في المنطقة خاصة في العراق والأراضي الفلسطينية، لافتا لمساعيه "الصادقة" للمّ الكسور والحطام وتكريس الجهود لتسوية القضية الفلسطينية.