قبل يومين فقط من اجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي يواجه فيها الحزب الجمهوري الذي يتزعمه الرئيس الامريكي جورج بوش شبح فقدان الغالبية، اسدلت المحكمة العراقية العليا الستار علي محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين التي وصفت بانها محاكمة القرن في قضية الدجيل وقضت باعدامه شنقاً مع أخيه غير الشقيق ورئيس المخابرات العراقية السابق برزان ابراهيم التكريتي وعواد البندر رئيس محكمة الثورة فيما أفلت نائبه طه ياسين رمضان من حبل المشنقة وحكم عليه بالسجن المؤبد. وأنزلت المحكمة عقوبة السجن 15 عاما بثلاثة مسئولين سابقين بحزب البعث المنحل فيما برأت محمد عزاوي علي المسئول المحلي بحزب البعث وأوقفت جميع الملاحقات القضائية بحقه. وفور سماعه الحكم صاح الرئيس العراقي السابق في محاولة للتشويش علي القاضي وردد عبارة "الله أكبر.. عاشت الامة" وبدا مهتزاً ومتأثراً بينما هتف البندر قائلاً "الله اكبر علي كل الخونة" قبل ان يأمر القاضي رءوف عبد الرحمن بطرده من قاعة المحكمة مع وزير العدل الامريكي السابق رامزي كلارك وأحد اعضاء هيئة الدفاع عن صدام. وعلي صعيد ردود الافعال نفي المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو أن يكون توقيت الحكم علي صدام جاء لخدمة مصالح الحزب الجمهوري، في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقرر ان تجري غداً الثلاثاء، مشدداً علي استقلالية القضاء العراقي. من جانبه علق السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاد علي الاحكام بأنها "خطوة تاريخية مهمة" وتظهر التزام الشعب العراقي بمحاسبة افراد النظام السابق وأعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت عن ترحيبها بتطبيق العدالة علي صدام وغيره من المتهمين، في حين اكد محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان الاعدام هو اقل ما يستحقه الرئيس العراقي السابق. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية ان الحكم كان متوقعاً وانه ابسط ما ينفذ بحق صدام ولاتوجد عقوبة فوق هذا لان حجم الجريمة كان كبيراً. واوضح برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي ان المحكمة اثبتت انها محترفة وعادلة مشيرا الي ان صدام حصل علي العدالة التي حرم منها الشعب العراقي طوال اكثر من 35 عاماً. واشاد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية بالحكم مؤكداً ان الوقت حان الان كي يتوحد العراقيون. من جانبها اعربت منظمة العفو الدولية عن اسفها الشديد لذلك وقال مالكوم ستيوارت مدير برنامج المنظمة في الشرق الاوسط وافريقيا في بيان امس ان ملف محاكمة صدام اتسم بالاخطاء الجسيمة مما يشكك في قدرة المحكمة بوضعها الحالي علي اصدار قرار عادل يتفق مع المعايير الدولية. واعتبرت المحامية اللبنانية بشري الخليل احد محامي فريق الدفاع عن صدام في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية ان تلاوة الحكم غير قانونية وان الجلسة بأكملها غير قانونية. واضافت بشري ان المحكمة هي محكمة سياسية، وشكلت لاسباب سياسية ولخدمة الاغراض الامريكية، ومن غير المتوقع منها ان تصدر حكما قانونياً واشارت المحامية اللبنانية الي ان هذه المحكمة مهزلة للعدالة ووصفت المحكمة بالفضيحة انشأها الاحتلال الامريكي.. من جانبهم اعلن فريق الدفاع عن صدام انه بدأ بالفعل في التفكير في اجراءات الاستئناف وسوف يتم التقدم بها بدءاً من اليوم