الهنود الحمر هو الاسم الذي يطلق علي سكان أمريكا الشمالية الأصلييين، والهدف من هذه المقالة هو الدلالة علي أن منهج إسرائيل في فلسطين هو نفسه المنهج الذي اتبعته الولاياتالمتحدةالأمريكية مع الهنود الحمر حتي قضت عليهم. كان الهنود الحمر عند الغزو الأوروبي لأمريكا الشمالية أكثر من خمسمائة شعب أو قبيلة تعدادهم يقدر ب 18 مليونا في اوائل القرن السادس عشر في هذا الوقت كان تعداد بريطانيا أقل من 2 مليون، ولو زاد تعداد الهنود الحمر زيادة طبيعية بالمعدل الأوروبي لتخطي عددهم الآن 550 مليون بينما عددهم الآن هو 850000. ما الذي حدث لباقي الهنود الحمر؟ كانت القلة من شعوب الهنود الحمر قبائل متنقلة تعيش في خيام وتعيش علي الصيد وكانت الغالبية تعيش في قري ومدن مبنية ومحصنة يصل ارتفاع بعض مبانيهم إلي خمسة طوابق وكانوا يزرعون الأرض ويربون الماشية والطيور كانوا يزرعون 18 نوعا من الذرة، وعاش الهنود الحمر في المدن الساحلية وعلي ضفاف الانهار علي صيد الأسماك لم يمتلك الهنود الحمر الأرض ملكية فردية ولكنها كانت حقا للجميع. كانت أنظمة الحكم في شعوب الهنود الحمر ملكية عند البعض وفي الأغلب ديمقراطيا يقوم بالحكم مجلس القبيلة من الرجال المختار من باقي القبيلة وكانت النساء تلعب دورا أساسيا في اختيار اعضاء المجلس علي أساس الحكمة والشجاعة. لم يعرف الهنود الحمر البارود ولا الحديد في أسلحتهم فلم يعرفوا المدافع أو البنادق أو السيوف بل كانت أسلحتهم من الحراب والسهام الخشبية، ولم تكن لديهم أحصنة ولم يبدأ الهنود الحمر في ركوب الخيل إلا بعد 150 عاما من الغزو الأوروبي ولم تنتشر إلا بعد 250 عاما من الغزو الأوروبي لذلك كان جيشا صغيرا من الجنود الراكبة مسلحين بالبنادق والمدافع قادر علي ابادة الآلاف من الهنود المسلحين بالرماح والسهام. وقد استعمل الأمريكيون الاوائل الحرب البيولوجية ضد الهنود الحمر الذين لم تكن لديهم أية مناعة للأمراض التي انتشرت في باقي العالم في هذا الوقت فكان الأمريكيون الاوائل يهددون الهنود الحمر بباطين مرضي الجدري بل ويستقدمونها من أوروبا لهذا الغرض، ولم تحترم الحكومات الأمريكية أيا من اتفاقياتها مع الهنود الحمر بل وقد عاملوا مرتكبي المذابح في النساء والأطفال والشيوخ مثل الجنرال جاسبر معاملة الأبطال القوميين فأقاموا له تمثالا في الكونجرس. في بداية القرن التاسع عشر بدأ ترحيل الهنود بصفة جماعة من أراضيهم الخصبة إلي محميات أراضيها ضعيفة وتبعد مئات ا لكيلو مترات وكانوا يجبرون علي السير في حراسة الجيش الأمريكي في ظروف قاسية فيموت الغالبية في الطريق فيتم بهذا للأمريكيين تفيغ الأرض من أهلها ووضع أيديهم عليها وفي نفس الوقت القضاء علي أعداد كبيرة من الهنود الحمر وهذا بدعوي حمايتهم في محميات مخصصة لهم. لم يعتبر القانون الأمريكي الهنود الحمر مواطنين أمريكيين بل وصفهم كبير القضاة في الولاياتالمتحدة عام 1830 بأنهم "شعوب تعيش محليا ولكنها غير مستقلة وعلاقتها بالولاياتالمتحدة هي علاقة الموصي عليه والوصي" هكذا لم يتمتع الهنود الحمر بالاستقلال ولا بحماية الولاياتالمتحدة الوصية عليهم، وفي عام 1887 أصدر الكونجرس الأمريكي قانونا يملك كل أسرة من الهنود الحمر 160 فدانا من أرض المحمية، وكل أعزب فوق 18 عاما 80 فدانا، ولما لم يكن هذا التوزيع لكل أراضي المحمية فقد وضعت الحكومة يدها علي المتبقي من الأرض بعد التوزيع بدعوي استغلالها لصالح الهنود الحمر، ولما لم تكن تلك الأراضي خصبة ولا اقتصادية للزراعة فقد باع الهنود الحمر معظم أراضيهم للأمريكيين الذين ضموها لمزارع أكبر ولم يتبق لدي الهنود الحمر من هذه الأراضي بعد 47 عاما إلا ثلثها هكذا أخذ الأمريكيون الفتات الذي أعطوه للهنود الحمر. في عام 1942 أصدر الكونجرس الأمريكي قانونا يمنح من تبقي من الهنود الحمر الجنسية الأمريكية هكذا سلبوهم هويتهم بعد أن قتلوهم وسلبوهم أرضهم هكذا نري أن السياسة الرسمية وغير الرسمية في أمريكا تجاه الهنود الحمر كانت القضاء عليهم ووضع اليد علي أراضيهم وأفراغها من أهلها وعزلهم في مناطق صغيرة ثم سلبهم هذا الأراضي أيضا وفي النهاية سلبهم هويتهم وامتصاص من بقي منهم في المجتمع الأمريكي. وقد سار اليهود في فلسطين علي نهج المهاجرين إلي أمريكا الشمالية فقد بدأت هجرة اليهود إلي فلسطين تدريجيا كما بدأت في أمريكا ثم بدأ اليهود في سلب أراضي العرب بالقتل والارهاب كما فعل الأمريكيون الاوائل، ثم شكلت حكومة اسرائيل اليهودية ولم تضم الفلسطينيين السكان الأصليين كما شكلت حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية ولم تضم الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين واستمرت اسرائيل في عزل الفلسطينيين وحصرهم في مناطق محدودة ثم سلبهم هذه الأراضي تدريجيًا كما فعلت الولاياتالمتحدة مع الهنود الحمر. ولا عجب أن تتفهم الولاياتالمتحدةالأمريكية اسرائيل وتتعاطف معها أكثر من أي دولة أخري وأن تكن أكبر سند لها لتحقيق أهدافها فالعقلية والتراث الأمريكي لا يختلفان كثيرا عن العقلية والمبادئ الصهيونية فيجب أن تتفهم الولاياتالمتحدة حقوق الفلسطينيين في أراضيهم والدفاع عنها لهذا تسمي المقاومة ارهابا ويفترض من الشعوب الرضوخ للمستعمر وقبول ما يلقي آليه من فتات. إسرائيل تسير علي نفس خطي وبنفس أسلوب الولاياتالمتحدة من قتل وطرد واغتصاب أرض، هكذا قامت الولاياتالمتحدة.