استعرضنا في مقالنا السابق بعنوان فخ العولمة والمؤامرة الكبري جزءا يسيرا من كل المؤامرات التي تحاك بالأمة الإسلامية تحت مسمي العولمة، والمحاولة الأمريكية المفضوحة لفرض العولمة بالقوة والاعتقاد السائد بحتمية العولمة والمحاولات المستميتة لتحجم الإسلام أو القضاء عليه بدعوي أنه القوي الوحيدة التي تقف أما نشر العولمة كفكر ومذهب وكيف أن الكاتب فرنسيس فوكاياما في كتابه الشهير "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" كشف عن الوجه القبيح لعداء الغرب للإسلام والمحاولات المستميتة لاختراق العالم الإسلامي بنشر الأفكار التحررية وعلي مذهب فوكاياما ذهب صمويل هينتجنتون صاحب كتاب "صدام حضارات أو حروب أديان" فيقول صراحة ما يهم الناس بسبب الأيديولوجية أو المصالح الاقتصادية بل الإيمان والأسرة والدم والعقيدة فذلك هو ما يجمع الناس وما يحاربون من أجله ويموتون في سبيله ويري أن الصراع في القرن العشرين وما بعده سوف ينحصر في حضارتين هما الحضارة الغربية المسيحية والحضارة الإسلامية فيقول: "إن حربا مجتمعية باردة مع الإسلام سوف تساعد علي تقوية الهوية الأوروبية بشكل عام في وقت حاسم بالنسبة إلي الوحدة الأوروبية"، ويقول أيضا: "المشكلة الرئيسية للغرب ليست الأصولية الإسلامية بل الإسلام فهو حضارة مختلفة شعبها مقتنع بتفوق ثقافته وهاجسه ضآلة قوته". والاستراتيجية التي يقترحها صمويل هنتيجنتون لإدارة الصراع بين الحضارة الغربية المسيحية والحضارات الأخري هي وجوب تحقيق تكامل سياسي واقتصادي وعسكري بين أوروبا وأمريكا وكبح القوة العسكرية التقليدية وغير التقليدية للدول الإسلامية والصينية، ويري المفكر الاقتصادي الدكتور رفعت العوضي أن كتاب "صراع الحضارات لهينتجنتون" مع كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" لفوكاياما يمثلان البناء الفلسفي والمذهبي لعولمة المعاصرة وكل من الكتابين عمل علي تأصيل جانب وأنهما يتكاملان، كتاب "نهاية التاريخ" حدد الهوية الاقتصادية للعولمة وهي الهوية الليبرالية وفق التصور لتعامل الحضارة الغربية مع الحضارات الأخري خاصة مع الحضارة الإسلامية مسلمين وإسلاما، وليس بمستغرب ما يحدث الآن علي الساحة الإسلامية من تدمير القوة العسكرية للعراق والتهديد بضرب إيران وسوريا وإشعال الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان ومحول نزع سلاح حزب الله كلها تطبيق عملي لما قاله هينتجنتون في كتابه المقد لدي الغرب "صدام الحضارات وإعاد صنع النظام العالمي الجديد"، وفصل من فصول المؤامرة علي الإسلام دينا ودولا وللحديث بقية