فى أحلك الظروف التى تمر بها الأمة العربية لم يكن الفنانون المصريون بعيدين عن المشاركة ولو بأصواتهم لكونهم جزءا من ضمير الأمة.. إلا ان الفنان حسين فهمى عبر عن حزنه تجاه ما يحدث بشكل عملى عندما قدم استقالته كسفير للنوايا الحسنة بالأممالمتحدة مما جعله محور اهتمام برنامج "صوت الناس" الذى تبثه قناة "الجزيرة" لمعرفة ما الذى دفعه لتقديم الاستقالة ودور الفنان تجاه قضايا وطنه. فى سؤال عن حول مغزى الرسالة التى اراد توجيهها من خلال هذه الاستقالة قال حسين فهمى: ليست استقالة لكنها معادلة مع نفسى بعد احسست اننى لن استطيع ان استمر حاملا لقب سفير النوايا الحسنة فى ظل الظروف التى يمر بها الوطن العربى فالأممالمتحدة تقف موقف المتفرج ومجلس الأمن يجتمع ولا يجرؤ على اصدار قرار بايقاف اطلاق النار وردع البربرية الإسرائيلية وحيال وضع كهذا لم استطع سوى ان اكون متسقا مع نفسى كمواطن عربى بالتالى رفضت ان احمل هذا اللقب. وعن اعتقاده بان الاستقالة تعد ابلغ احتجاج تجاه ما يحدث لكنها قد تخذل الذين اختاروه ليحمل اللقب قال: المؤسف اننى كنت ادافع عن الأممالمتحدة طوال سنوات وكانت هناك نشاطات اقوم بها فى اتجاهات كثيرة وفى الظروف الأخيرة وعلى مدى ال 20 يوما الماضية لم يقدم واحد منهم كلمة يقول من خلالها انه يرفض هذه الوحشية والمسألة ليست استقالة بل اننى ارفض ان استمر معهم واردت من خلال الاستقالة ان أعلن للعالم كله اننى سفير للابداع المصرى فى الوطن العربى ولست سفيرا للنوايا الحسنة وسوف تستمر نشاطاتى. وعن الخطوة التالية التى سيخطوها قال: أرى اننا يجب ان نتصل بفنانى العالم وهذا ما قمت به مؤخرا عن طريق ارسال رسائل بالبريد الالكترونى لزملائى من سفراء النوايا الحسنة لاشرح لهم ما يحدث على أرض لبنان العربية ان الملايين تضامنوا مع الشعب العربى ونددوا بالتوسع الصهيونى. وعن مدى الاستجابة التى لاقاها من جانب هؤلاء الفنانين أكد ان هناك استجابة شديدة وكشف عن وجود تعتيم إعلامى تجاه ما يحدث على الأرض وينبغى ان يعرف العالم كله الحقيقة فقد اسفت ان مجلس الأمن بعد الفيتو الامريكى يقف عاجزا فى وجه أية مساعدات إنسانية فى لبنان وغزة بالاضافة لما يحدث فى العراق وافغانستان وهذا هو الوضع على مدى سنوات طويلة. وعن رأيه بصراحة فى المواقف العربية الرسمية والشعبية.. أوضح ان المواقف الشعبية واضحة جدا بدليل ما يجرى فى الشارع العربى الآن. فهناك حالة من التأييد الشعبى الجارف تتمثل فى المظاهرات التى تجتاح العواصم العربية أما بالنسبة للمواقف الرسمية فاتصور ان كل قيادة مسئولة عن دولتها وعن سياستها الخاصة ولست حاكما لأدين أحدا لكن أود ان اشير إلى ان حزب الله هو المقاومة الشرعية لدولة لبنان وأى دولة تحتل أراضيها يصبح من حق المقاومة ان تدمر هذا الاحتلال. وعن أهم القضايا التى يمكن ان يتبناها حسين فهمى ويدافع عنها بشراسة خاصة ان الوطن العربى ملىء بالقضايا التى تنغص على المواطن حياته يقول: مما لا شك فيه ان ما يحدث فى فلسطين ولبنان والعراق هو قضيتنا الأولى مقارنة بقضايا داخلية ونحن كفنانين لدينا اراؤنا الخاصة ونشاطاتنا الكثيرة فى جميع هذه القضايا. وعن الرسالة التى يمكن ان يوجهها للمثقف العربى وكل الشخصيات ذات التأثير فى الشارع العربى يقول: أين نحن من التعليم والثقافة والتكنولوجيا القادمة لنا؟ وأين توجهنا الحقيقى؟ لقد فقدنا كل قوتنا: فماذا فعلنا كشعوب عربية تجاه العالم؟ فنحن مسئولون عما نعانى منه الآن وأنا رافض لفكرة القاء المسئولية على الحكام وحدهم لأننا كشعوب نصنع كل شىء ونحن من أوصلنا أنفسنا لهذا المستوى فاليابان هى الدولة الوحيدة التى اطلق عليها ثلاث قنابل ذرية والآن لديها تكنولوجيا فالشعوب هى التى بنت نفسها واهتمت باعادة الحياة إلى اراضيها. وعن دور الفن والفنانين سواء مخرجين أو كتاب أو فنانين تجاه ما يجرى من أحداث قال: مما لا شك فيه ان مثل هذه المآسى تغير من مزاجنا الفنى وكذلك مزاج الشعوب من المؤكد ان هناك مؤلفين ومخرجين بصدد تقديم أعمال تعكس هذا وسوف يظهر حتى أعمالنا القادمة سواء مسلسلات أو أفلاما أو فى مسرحيات ما يعبر عن هذا لان المزاج العام عن العالم العربى تغير وكان لابد ان تتغير معه فنوننا وابداعاتنا لأننا جزء أصيل من هذه الشعوب. متابعة: حمدية عبد الغنى