كشف تقرير لمركز أولاد الأرض لحقوق الإنسان عن تعرض القطاع الزراعي في مصر إلي كوارث كبيرة بسبب نقص مياه الري منها بوار مئات الأفدنة في العديد من المحافظات وقيام معارك طاحنة بين الفلاحين سقط خلالها عشرات الضحايا منهم بسبب الخلاف علي أولوية الري بعد انخفاض منسوب المياه في الترع كما انخفض عدد أيام مناوبة الري. طالب المركز وزير الري والموارد المائية بتوفير مياه الري لجميع الأراضي التي تم استصلاحها بالفعل وبزيادة عدد أيام مناوبة الري بما يعطي الفرصة لكل المزارعين لري أراضيهم، وحذر المركز من الاهتمام بالخطط المستقبلية علي حساب ما تم إنجازه بالفعل وإهمال ما قامت الدولة باستصلاحه من مئات الأفدنة خاصة أن مستقبل مئات الآلاف من الأسر متعلق بمستقبل هذه الأراضي. أكد المركز في تقريره أن تصريحات المسئولين في واد والتطبيق العملي في واد آخر، مؤكدا أن وزير الري والموارد المائية والذي مازال يؤكد حتي الآن أن خطة وزارته الطموح هي توفير مياه الري لاستصلاح 3.4 مليون فدان تضاف إلي الرقعة الزراعية في مصر نسي في غمرة تصريحاته أن دواوين وزارته ومديرياتها تسببت بإهمالها في تبوير مئات الآلاف من الأفدنة لنقص مياه الري، وضاعت أرزاق الناس بين الأرض المشققة العطشي، وتصريحات الوزير واستطاع المركز رصد بعض الحالات التي تؤكد أن مستقبل الزراعة في مصر أصبح في قلب الخطر لنقص مياه الري. ففي مدينة الصف بمحافظة الجيزة تتعرض مساحة 40 ألف فدان للبوار بعد أن قام أكثر من 30 ألف مواطن باستصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون والموالح والبقول والقمح أيضا ولكنهم فوجئوا بأن زراعاتهم علي وشك الموت بعد أن اختفت أو كادت تختفي المياه من الترع، ويقول مصطفي سيد عبدالله لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان "أمتلك 20 فدانا ولكن ندرة المياه وجفاف الترع لم تسمح لي إلا بزراعة 8 أفدنة فقط وبالرغم من ذلك فإن المحصول علي وشك الدمار لقلة المياه". أما في محافظة الفيوم فقد أدي نقص مياه الري إلي بوار 40 ألف فدان أيضا من أراضي المحافظة البالغة مساحتها 450 ألف فدان بالإضافة إلي ضعف إنتاجية المحاصيل في المناطق التي تصلها مياه الري لفترات قليلة، يقول فايق عبدالله ناجي من قرية تطون مركز إطسا بمحافظة الفيوم لقد تسبب نقص مياه الري إلي بوار أرضي وتلف محصول الذرة، ولست أدري كيف استطيع أن أسدد ما أخذته من قروض من بنك التنمية، إننا نعاني الأمرين مع قدوم فصل الصيف في كل عام ولست أدري إلي متي ستظل تلك المهزلة. وفي إسنا بمحافظة قنا وبعد أن تم إنفاق ملايين الجنيهات لاستصلاح منطقة التنمية الزراعية والتي تضم نحو 37 ألف فدان تم استصلاح 17 ألف فدان منها، غير أن هذه المساحات التي تم استصلاحها أصبحت معرضة للبوار لنقص مياه الري وذلك لعدم تشغيل محطات الرفع الجديدة بغرب إسنا منذ عام 1981، خمسة وعشرون عاما من الفشل ولم تستطع مديريات الري خلالها تشغيل محطات الرفع الجديدة بغرب إسنا، يقول عبدالباسط سعد "تم استصلاح 17 ألف فدان من جملة 37 ألف فدان في تلك المنطقة بمعرفة الشركة الإيطالية وبعدها تم تخصيص هذه المنطقة لشركة الوجه القبلي الزراعية التي باعتها للأهالي بالمزاد العلني، وقد حصل الكثير من المزارعين علي نصيب من هذه الأرض علي أساس أن مياه الري متوفرة عن طريق الترعة الموجودة بالمنطقة والتي تستمد مياهها من محطة الري الرئيسية رقم "1" إلا أن المزارعين فوجئوا بعد أن اشتروا هذه الأرض بعدم وصول مياه الري بسبب التوقف المستمر لمحطة الري". وفي محافظة الشرقية تتعرض آلاف الأفدنة في قرية البلاشون مركز بلبيس للبوار والتي يتم ريها من بحر البلاشون فمع بداية فصل الصيف يتعرض المزارعون لأزمة حادة لنقص مياه الري بسبب جفاف بحر البلاشون التابع لمديرية ري شبين القناطر قليوبية ووقع القرية في آخر زمام ري محافظة القليوبية مما أدي إلي تلف المحاصيل وبوار آلاف الأفدنة