استقر نهائي كأس مصر لكرة القدم، عند أقدام لاعبي الأهلي والزمالك، كما كان متوقعا، ليلتقي الفريقان غداً الجمعة في القمة الخامسة لهما هذا الموسم. وذلك بعد أن تأهل الأهلي للنهائي لفوزه علي حرس الحدود 1/صفر، بهدف المدافع محمد عبد الوهاب، وتأهل الزمالك لفوزه علي الاسماعيلي 4/2 بضربات الترجيح بعد تعادلهما في الوقت الأصلي والاضافي 1/،1 واحرز هدفي الفريقين المدافع محمود محمود للزمالك والمدافع أحمد فتحي للاسماعيلي - وكانت قمة المفارقات ان احرز حارس الزمالك الضربة الترجيحية الحاسمة (الرابعة) لفريقه، مما يفضح الوضع السيئ الذي كان عليه مهاجمو الفرق الأربعة التي خاضت مباراتي المربع الذهبي وهذا الغياب الجماعي للمهاجمين رغم وجودهم في ارض الملعب واقتصار عملية التهديف علي المدافعين وحارس مرمي الزمالك. وغياب دور المهاجمين مؤشر واضح لحالة الاجهاد التي وصل اليها لاعبي جميع الأندية، وان "قمة" الجمعة في نهائي كأس مصر ستكون الأضعف هذا الموسم، حيث سبق للاهلي والزمالك ان التقيا هذا الموسم 4 مرات، منها مرتان في بطولة رابطة الأندية الأفريقية الابطال، وفاز الأهلي في المباراتين لتتم الإطاحة بالمدرب فاروق جعفر، ومرتان في مسابقة الدوري تعادلا في الأولي بدون اهداف وفاز الأهلي في الثانية 2/صفر، وتزلزلت الأرض من تحت اقدام كاجودا، لولا أن تمسك الجميع بأمل المنافسة علي كأس مصر .. وهكذا وضع كاجودا رأسه تحت سيف مواطنه جوزيه .. فإما ان يفوز بالكأس وينجو برأسه ويفوز ايضاً؛ بالاستمرار مع الزمالك، وإما ان يخسر فخسر كل شئ. وبدون توقف، فقد دخل الفريقان (الاهلي والزمالك) في الاستعداد المباشر لهذه القمة، مع تصريحات ساخنة من الصديقين البرتغاليين، حيث أكد مانويل جوزيه أن الأهلي وصل لنهائي الكأس وسيفوز به، لان هذه هي خطته وامل لاعبيه، وان الزمالك لن يتحمل إصرار لاعبي الأهلي علي تحقيق الفوز بالقمة الخامسة والكأس التي لم يفز جوزيه بها أبدا. ويرد كاجودا في محاولة لرفع معنويات لاعبيه، أنهم أكدوا بانهم الافضل هذا الموسم، وانهم قادرون علي قبول أي تحد، وان الخسارة الأخيرة في الدوري سيرد عليها لاعبو الزمالك غداً، وستكون الكأس لهم ولجماهيرهم. الاجهاد الخطر واقع المواجهة التي سيديرها طاقم تحكيم من بلد خليجي، ترفع أسهم الأهلي في الفوز بالكأس والجمع بين البطولتين، بسبب الفوارق البدنية، لان لاعبي الزمالك في غاية الاجهاد بعد ان لعبوا مباراتين ثقيلتين خلال 72 ساعة، كل منهما 120 دقيقة أمام المقاولون والاسماعيلي، بينما حسم الأهلي المواجهة مع الاتحاد ثم حرس الحدود مبكراً وباقل مجهود، تحسباً لهذا النهائي.. وان كان واقع الأمر ان الكل مجهد مع ختام الموسم، حيث إن انفاس لاعبي الفريقين قد تقطعت تماما. ولذلك فمن المتوقع أن يلعب الأهلي غداً ضاغطاً بقوة لانهاء المواجهة مبكراً كعادته، لتخفيف العبء البدني والنفسي علي لاعبيه، وحتي يسحب القلق من جماهيره المتعطشة لهذه البطولة، وليتفادي كذلك الدخول في دائرة الوقت الاضافي وضربات الترجيح ومفاجآتها. وليس امام الزمالك سوي الرد بالضغط أيضاً لانهاء المباراة لصالحه في الشوط الأول، لان امتدادها لوقت اضافي سوف يصيب اللاعبين بالانهيار امام لاعبي الأهلي الافضل بدنياً، ولان الأهلي من بداية الموسم يملك البدلاء المميزين بدنياً وفنياً، والذين يمكن الدفع بهم كمناورة وتجديد حيوية الفريق اثناء المباراة. عبد الوهاب والأهلي كان الأهلي قد خاض مواجهة عنيدة في الدور قبل النهائي أمام حرس الحدود، الذي كان يخطط بقيادة مدربه حلمي طولان إلي جر الاهلي إلي الوقت الاضافي، وكاد ان تفلح خطته في تضييق الخناق علي مهاجمي الأهلي، لولا ان المدافع محمد عبدالوهاب مارس هوايته المتميزة هذا الموسم، ونجح في فك شفرة المباراة بضربة حرة مباشرة سكنت شباك الحرس مع منتصف الشوط الأول.. وكان نتيجة هذا الهدف ان انتقلت حالة الحرص الدفاعي إلي لاعبي الاهلي للحفاظ علي الهدف وعدم الافراط في بذل الجهد، وعلي العكس زاد النشاط الهجومي لحرس الحدود، ولكن دون قدرة علي اختراق دفاع الأهلي، حتي انتهي اللقاء بهدف عبدالوهاب. عبد المنصف والزمالك أما سيناريو المواجهة بين الزمالك والاسماعيلي، فقد تقلب كثيراً، ويمكن ان يقال ان الزمالك وجد نفسه في النهائي وان الدراويش خسروا بالفعل هذه الفرصة فبرغم تقدم الزمالك بهدف محمود محمود، إلا أن سرعان ما تعادل احمد فتحي من ضربة حرة.. وتزداد الندية في الملعب، ولكن هجوم الدراويش يفتقد الفاعلية والخبرة الكافية، وفي المقابل فإن هجوم الزمالك رغم خطورته إلا انه يفتقد الجماعية وبعتمد كثيرا علي المحاولات الفردية. وضاعت العديد من الفرص من مهاجمي الفريقين امام الحارسين محمد عبدالمنصف ومحمد فتحي، سواء في الوقت الأصلي أو الاضافي الذي تبددت فيه طاقة اللاعبين تماماً.. حتي أصبح الحارسان هما محور الموقف عندما احتكم حكم اللقاء إلي ضربات الترجيح، فأجاد عبد المنصف، وفشل فتحي.. وزاد عبدالمنصف من إجادته عندما تصدي بنفسه للضربة الرابعة والحاسمة، بعد ان ضاعت ضربتان من لاعبي الاسماعيلي، ونجح عبدالمنصف ان يسجل بقوة وجمال ليتأهل الزمالك بقدم حارسه عبدالمنصف الذي لعب هذه الضربة في وجود اكثر من مهاجم ممن يطالبون مليون جنيه في السنة. وهكذا شاءت الأقدار أن يكون نهائي كأس مصر قوياً وثقيلاً حتي ينتزع بعض الاهتمام الكاسح من جماهير الكرة المصرية لمتابعة منافسات المونديال الألماني.