مساكين طلبة الثانوية العامة الذين يعيشون محنة الامتحانات التي انطلقت مع انطلاق منافسات كأس العالم لكرة القدم وبالتالي فهم يعيشون في محنة مزدوجة، الأولي أم الامتحانات وبالمناسبة فان محنة مشتقة من امتحان والثانية الحرمان القهري والقسري من اولياء الأمور الاشداء من متابعة مباريات كأس العالم اضافة إلي الحرمان القسري للشعب المصري كله ما عدا المشتركين في الشبكة اياها من متابعة المباريات في المنازل وعبر قنوات التليفزيون المصري التي أصبحت مثل خيال المآتة لا تبث ولا تهش أي مباريات مهمة علي الهواء مباشرة، وبدلا من اغلاق قناة النيل للرياضة يتم السماح لها ببث مباريات من كأس العالم 1990 إمعانا في اغاظة المشاهدين بدلا من اعطاء القناة والعاملين فيها اجازة خاصة ان مباريات كأس مصر المملة ستنتهي خلال أيام قليلة. وحدهم طلبة الثانوية العامة الذين سيعيشون المحنة المزدوجة فعليهم اللهاث ما بين مذاكرة العربي والفيزياء والرياضيات في مراكز الدروس الخصوصية "السنتر" ومتابعة ما تيسر من مباريات المانيا والبرازيل والارجنتين في المقاهي أو الكافيهات المنتشرة في كل مكان. ولابد ان مباريات كأس العالم هذا العام ستؤثر علي نتيجة الثانوية العامة وستنخفض نسبة الحاصلين علي مجاميع كبيرة وسينخفض مستوي التعليم كما ستنخفض شعبية كرة القدم المحلية وسيكتشف الملايين من متعصبي الأهلي والزمالك والمصري والاسماعيلي واسمنت طلخا انهم يشجعون كورة "فشنك" لا طعم لها ولا رائحة وان الملايين التي تدفع ثمنا لنجوم الكرة عندنا حرام في حرام. نجوم السينما ومنتجو أفلام الصيف سينضمون إلي قائمة الخاسرين في عرض مباريات كأس العالم اذ ستفضل الغالبية الساحقة الجلوس علي المقاهي عن الذهاب إلي دور السينما وبالتالي فالموسم السينمائي سينطلق في 10 يوليو بعد الإعلان عن بطل كأس العالم والناجحين في الثانوية. وإذا كانت الشركة الجالبة لكأس العالم قد سجدت لله شكرا علي الملايين التي ربحتها وتركت بعض المباريات "زكاة" للمشاهدين الغلابة فان سارقي الوصلات غير الشرعية يسجدون لله شكرا ايضا بعد ان نابهم من الهبرة جانب وكذلك فعل أصحاب المقاهي والكافيهات الذين ينافسون مدرسي الكيمياء والانجليزي في تقليب جيوب المواطنين هذه الأيام مسكين شعبنا الصابر .. هيلاقيها منين.. ولا منين!