ألقت أزمة حسن حمدي رئيس النادي الأهلي في عمله بالأهرام بظلالها عليه داخل القلعة الحمراء.. وباتت تهز عرشه بقوة بعد 26 عاما متصلة من التواجد داخل مجلس إدارة أكبر ناد محلي وعربي وافريقي يضرب الرقم القياسي في التمثيل داخل مجالس إدارات الأندية مسجلا 26 عاما حتي الآن. ولم ينج حسن حمدي من هذه الأزمة بسبب علاقته الوثيقة جدا برئيس الأهرام السابق إبراهيم نافع والتي تجذبه يوما بعد يوم بعيدا عن مقعد الرئاسة وتزيد من حرج موقفه بصورة ملحوظة ومع كثرة الحديث عن هذه الأزمة التي زلزلت بشدة عرش اشهر رئيس ناد في مصر بدأت المعارضة في الظهور داخل ارجاء النادي من خلال زيادة الهمس حول هذا الموضوع وخارجه من خلال المهندس محمود طاهر الذي كان يوما ما أحد اصدقاء الأمس وتبدل حاله في الانتخابات الأخيرة عندما رشح نفسه أمينا للصندوق في مواجهة أمين الصندوق بقائمة حسن حمدي وذلك باطلاقة حملات صحفية منظمة في بعض الجرائد الخاصة والتي لعبت دورا رئيسا ضد مجموعة حسن حمدي في الانتخابات الماضية وبالطبع ما يمر به حسن حمدي حاليا هو فرصة هائلة لكي يهاجمه كل ما يريد بهدف تصفية الحسابات القديمة. تصرفات غير تقليدية وانعكست الأزمة وتوابعها علي سلوك حسن حمدي نفسه باتباعه تصرفات غير تقليدية لم يكن معتاد اعلي قيامه بها من قبل أهمها تعمد الظهور في معظم مباريات فريق الكرة بالقاهرة ليكون ذلك أبلغ رد علي هجمات المعارضة ضده ولتأكيد ان موقفه عما يحدث في الأهرام بعيد عنه وان موقفه ثابت ولا تشوبه أي شائبة بعد ان نصحه المقربون منه بان الاختفاء أو تقليل ظهوره في هذه الفترة الحرجة لن يكون في صالحه وإذا كان هذا مقبولا في الأمس فان الوضع تغير اليوم تماما. وداخل ارجاء النادي وبين الأعضاء طرحت العديد من التساؤلات حول حقيقة موقف رئيس القلعة الحمراء وما يتعرض له في الأهرام والذي انعكس وطرح تساؤلات أكثر جرأة فيما يخص تربح حسن حمدي من عمله وإذا كان حدث ذلك فعليا فهل تربح ايضا من موقعه في الأهلي منذ كان عضوا بمجلس الإدارة وتدرجه إلي أمين صندوق ثم وكيل واخيرا رئيس للنادي خاصة ان هناك تعاملات مالية بالفعل ما بين الأهلي والأهرام متمثلة في حصول وكالة الأهرام للإعلان التي يترأسها حسن حمدي علي حقوق تسويق مباريات وفانلة الأهلي الذي يرأسه نفس الشخصية وهو حسن حمدي ايضا. وبلغت قيمة آخر المعاملات المالية بين الأهلي ووكالة الأهرام للإعلان في العام الثاني للدورة الحالية لمجلس الإدارة 26 مليون جنيه لمدة ثلاث سنوات وهو ما أثار الشكوك حول وجود أسرار خفية لاحتكار وكالة الأهرام لحقوق تسويق مباريات وفانلة الأهلي. المهم ان أكثر ما يثير التساؤلات هو حالة الصمت الرهيب التي يفرضها حسن حمدي حول نفسه والتي لم يخترقها أحد حتي الآن فقط يكتفي بالظهور ما بين تارة وأخري وبجانب انه لم يف بالوعد الذي قطعه علي نفسه خلال فترة الانتخابات بعقد اجتماع مع اعضاء النادي بصورة دورية كل ثلاثة أشهر وهو ما لم يحدث حتي الآن ولا مرة ومما لاشك فيه ان هذه الأزمة سوف يكون لها مردودها السييء مع التجمع المنتظر لمجلس الإدارة برئاسة حسن حمدي مع أعضاء النادي من خلال اجتماع الجمعية العمومية العادية المقرر عقده بعد شهر رمضان القادم لانه لا يخفي علي أحد انه ببساطة شديدة يمكن اثارة أي من الأعضاء لتلك المشكلة بغرض احراج رئيس المجلس ورفاقه حتي تنقلب المائدة علي الجميع ويتحول إلي اجتماع ساخن ولا أحد يعلم مداه بعد ذلك. وتحاول إدارة الأهلي حاليا تخفيف حدة اثار هذه الأزمة حتي تخرج باجتماع الجمعية العمومية إلي بر الأمان دون الدخول في مشاكل أكبر واضخم سيكون لها انعكاساتها علي المجلس ككل وهو ما يؤكد عليه مدير النادي محرم الراغب بان موقف رئيس النادي الأهلي سليم تماما ولا تشوبه أي شائبة وهو بعيد تماما عن أي شبهات ولا علاقة له بأي انحرافات جرت في الأهرام. وبالطبع فان اهتزاز كرسي الرئاسة تحت حسن حمدي اسال لعاب كل الطامحين في الوصول إليه باعتبار ان من يحكم قلعة الأهلي فهو يحكم أكثر من نصف مصر بصورة غير مباشرة نظرا للشعبية الجارفة التي يتمتع بها هذا النادي العريق. ولعل محمود الخطيبب نائب حسن حمدي في الأهلي واقرب المقربين اليه في الأهرام لانه يعمل ايضا بها هو أبرز هؤلاء الطامحين خاصة انه لولا كونه الذراع الايمن لحسن حمدي في الأهرام ما تأخر لحظة واحدة عن الانقضاض علي مقعد الرئاسة في الانتخابات الماضية ولكن ارتباطهما بالعمل معا في المؤسسة الكبري جعله يتراجع وينتظر حتي تسنح له الظروف ولا يوجد حاليا انسب منها لاسيما ان اسمه لم يتردد إلا مرات معدودة علي أصابع اليد الواحدة فيما حدث في الأهرام من مخالفات مالية وخلافه وهو بالتالي يعتبر نفسه بعيدا عن كل هذه الأزمات. ويبرهن محمود الخطيب علي ذلك من خلال حرصه الدائم علي الظهور بصورة مستمرة في كل المناسبات بالأهلي ومحاولة استقطاب معظم أعضاء المجلس حوله بصورة واضحة خاصة أمين الصندوق الحالي الدكتور محمود باجنيد الذي يدعمه بقوة في مواجهة جبهة هشام سعيد عضو المجلس ومحرم الراغب مدير النادي. ويظهر في الصورة ايضا المهندس إبراهيم المعلم نائب رئيس النادي السابق ورئيس لجنة احتفالية المئوية بالنادي الأهلي الذي يعتبره الكثيرون انه أفضل واجهة للقلعة الحمراء فهو واحد من كبار رجال الأعمال ولا توجد عليه أي شوائب بجانب ان له تاريخه في مجلس إدارة النادي الذي لا يستطيع أحد ان ينكره وانه لولا حرصه علي عدم هدم استقرار النادي ما انسحب في هدوء بالانتخابات الماضية. وقطعا فان اهتزاز عرش حسن حمدي وصراع الخطيب والمعلم المنتظر علي كرسي الرئاسة سوف يؤدي إلي انهيار ما يسمي بحزب الصلحاوية الذي انشأه الراحل صالح سليم رئيس النادي السابق وظل يحكم القلعة الحمراء منذ عام 1980 عندما صعد المايسترو علي قمة سلم القيادة وحتي هذه اللحظة يتولي كبار حزبه واتباعه في الوقت نفسه لمقاليد هذه السلطة بعد رحيله منذ خمسة أعوام يوم 6 مايو عام 2001 مما ينذر بانتهاء هذا العصر باعتبار ان حمدي هو الرابط الوحيد لها الآن وعموما فان الأيام القادمة سوف تكشف عن مزيد من الحقائق والخفايا وما يمكن ان يحدث مستقبلا.