عندما أصدر اتحاد الكرة فرمانا بزيادة عدد المقيدين في قوائم الأندية إلي ثلاثين لاعبا بدلا من 25 لاعبا.. أو بمعني أدق عندما استجاب رجال الجبلاية لتوصية الأهلي وممارسة ضغوطه بزيادة قائمة اللاعبين كانت القلعة الحمراء هي المستفيد الأول من هذه الزيادة وبمجرد تطبيق الاقتراح "الأحمر" لم تر الأندية شكلا أو رسما لدرع الدوري الذي صار مؤمما للشياطين الحمر الذين نجحوا في ضم أبرز اللاعبين المصريين وعلي رأسهم محمد بركات وعماد النحاس وإسلام الشاطر والذين ساهموا من قبل في حصول الدراويش علي الدوري العام مع المدرب محسن صالح.. ثم ضم فنان الكرة أبو تريكة ليجرد الترسانة من أهم أسلحته ويلقي بالشواكيش في غياهب الظلمات.. ويضم نادر السيد ويلقي به علي دكة الاحتياطي وغيره وغيره فلم يستفد اللاعب ولم تستفد الأندية من المواهب التي تم القضاء عليها بسبب التخمة في القوائم. ولأن كل مدرب يسعي إلي الاستقرار علي التشكيل فإن أوراقه من اللاعبين تدور في فلك الخمسة عشر لاعبا.. وبمعني دقيق فإن الأهلي استعاد بصفة شخصية وجرد الأندية من أهم أسلحتها يليه في الاستفادة ثاني القوي العظمي وهو نادي الزمالك ولكنه لم ينجح في صراع الصفقات مع الأهلي إلا في صفقة مصطفي جعفر فقط الذي أكد وجوده مع الزمالك. المشكلة ألقت بظلالها علي الأندية فأصبحت هناك وفرة عددية زائدة عن الحد ليس فوق دكة البدلاء فقط وإنما خارج نطاق الخدمة أيضا لينقسم اللاعبون في الفريق الواحد إلي فرز أول وثان وثالث. فرز ثان وثالث ففي الأهلي يعد اللاعبون أحمد السيد وهادي خشبة وأسامة حسني ووائل رياض وأحمد حسن مركز ثان.. أما نادر السيد وأمير عبدالحميد ورامي عادل وعمرو سماكة وأحمد سمير فرج من نوعية الفرز الثالث. وفي الزمالك يعتبر حازم إمام ومحمد عبدالمنصف وأحمد بكري وعلاء عبدالغني ووائل القباني وطارق السعيد ومحمد عبدالواحد ومحمد أبو العلا من الدرجة الثانية.. ووائل زنجا وأحمد حسام وعادل فتحي وكينج ساني وإديسون ووليد صلاح عبداللطيف ومدحت عبدالهادي وسامح يوسف.. فرز ثالث لعدم الاستعانة بهم.. حتي ان سامح يوسف تقدم بطلب رسمي بعدم تجديد تعاقده لموسم جديد والبحث عن ناد آخر. وفي إنبي يتجاهل الجهاز الفني بعض اللاعبين تماما حتي أصبحوا "فرز ثالث" مباشرة منهم حارس المرمي الأفريقي الذي استعان به بدلا من وسام إسماعيل الذي تألق مع بتروجيت ومصطفي الشرقاوي الذي حرص اللاعبون دون أن يشارك في مباراة واحدة وحسام مبروك رفيقه القادم من قلعة الشواكيش الذي لم يشارك سوي لمدة دقائق معدودات في 4 مباريات فقط حتي بعد احتراف عمرو زكي الذي كان "كاتم" علي نفسه لم تسنح له الفرصة للمشاركة في المباريات مع زملائه مجدي عطوة ومعتز حامد وأحمد الزيات.. أما اللاعب الوحيد فرز ثان فهو عصام محمود حارس المرمي الجاهز دائما للمشاركة بدلا من مصطفي كمال. الحرس وفي حرس الحدود يصر حلمي طولان علي التشكيلة الثابتة ولا يهتم بتغييراته إلا في حدود عدد محدود حتي بعدما استعان برمضان رجب بالإعارة من أنقرة التركي وكلف خزينة النادي مبالغ طائلة لم يشارك اللاعب في أية مباراة منذ الدور الثاني وحتي الآن لا محليا ولا أفريقيا مع البرازيلي جيفرسون الذي ثبت أنه "مقلب" في مباراة الاتحاد السكندري بداية الدور الثاني فحفظه طولان باقي الموسم.. وهناك لاعبون أيضا فرز ثالث مثل أحمد فوزي حارس المرمي الذي هرب من جحيم الدكة وفضل البقاء في المنزل حتي ينتهي الموسم علي خير ويبحث عن سكة أخري بعيدا عن الحدود.. وهشام حنفي أصبح زبونا دائما خارج القائمة مع أحمد كمال وأبو المجد مصطفي وعطية صابر وعلي فرج.. ويعتبر عبدالحميد بسيوني هو اللاعب الفرز الثاني الأقرب للمشاركة مع الشوط الثاني لكل مباراة. الإسماعيلي وفي الإسماعيلي يعتبر محمد صلاح أبو جريشة هو الاحتياطي الأول الذي يشارك في كل مباراة مع الشوط الثاني سواء الفريق فائزا أو مهزوما وفي كلتا الحالتين يكون للاعب دور باللعب وأصبح محمد فتحي حارس المرمي "فرز ثاني" بعدما أثبت محمد صبحي كفاءته من جديد في حراسة المرمي.. وعندما لم يثبت الحصري الوافد من الشمس كفاءته أعاروه للمقاولون العرب، وكذلك بقي زميله أحمد أوكا ضمن الاحتياطي.. مع أحمد الجمل وعبدالله الشحات. وفي المقاولون العرب يواصل محمد العتراوي هوايته علي دكة البدلاء حيث كان يمارسها منذ انضمامه من المحلة إلي حرس الحدود ومن الحدود إلي طلائع الجيش ولم يشارك إلا في عدد محدود جدا من المباريات في موسمين متتاليين، كذلك نبيل أبو زيد ومحمد العقباوي. وفي المصري أطاح محمد صلاح بالأسماء الكبيرة مثل إبراهيم حسن وسمير كمونة وهيثم فاروق. البدلاء مشكلة وعن هذه القضية يؤكد حسن الشاذلي المدير الفني الأسبق للترسانة أن دكة البدلاء مشكلة تؤرق أي مدرب.. فأي مدرب يعرف جيدا قدرات لاعبيه وهو أدري بمصلحة فريقه وهو المسئول الأول عن النتائج.. وبالتالي فهو ينتقي أفضل اللاعبين لديه وهناك المدرب العاطفي الذي يحب ويكره وهو أسوأ أنواع المدربين لأنه يستخدم مصلحته الشخصية علي تغليب الصالح العام، ويضيف الشاذلي أن أي مدرب يلعب بتكتيك معين لا يمكن أن يستخدم كل أوراقه دفعة واحدة وحسب أهمية كل مباراة يدفع باللاعب المناسب في المباراة المناسبة، والمشكلة تكمن في أن مستوي اللاعب المصري يتذبذب ليس من مباراة لأخري فقط بل من شوط لآخر في المباراة الواحدة مما يجعل المدير الفني في حرج من أمره باستمرار وكما أن مشوار الموسم طويل ويحتاج إلي ذخيرة من اللاعبين المعرضين للإيقاف والإصابات وغير ذلك من العوامل التي تقف عائقا أمام أي فريق. شخصية المدرب ويذكر جمال عبدالحميد أن شخصية المدرب لها عامل مؤثر وفعال في رضا اللاعبين عنه وعن قراراته سواء دفع بهم في القائمة الأساسية أو علي دكة البدلاء أو خارج القائمة نهائيا كما أن قراءة المدرب للفرق المنافسة قبل مواجهتها مهمة للغاية حتي يكلف لاعبيه بتطبيق طريقة أداء تتوافق مع قدراتهم حتي يحققوا النتيجة المرضية والمفروض أن اللاعب لاعب والمدرب مدرب ولكل وظيفته داخل وخارج الملعب.. المهم أن العامل النفسي ضروري للغاية في كيفية التعامل مع اللاعبين خاصة للذين سيجلسون علي الخط ويقنعهم بأهميتهم في الاستعانة بهم في أي وقت لأن للمدرب طريقة وأسلوبا في التعامل مهما للغاية فهناك مثل يقول "لاقيني ولا تغديني"، ومن الممكن بالكلمة الحلوة يرضي اللاعب بالجلوس علي الدكة دون تذمر أو ضجر كما أن الدكة بالفعل "قنبلة موقوتة" تؤدي دائما إلي التحريض بين اللاعبين في أحاديث جانبية. ومجمل القول أن هناك لاعبا يدخره الجهاز الفني كورقة رابحة ثم يقلب به موازين المباراة في الوقت المناسب، والكل يتذكر المباراة الشهيرة في كأس مصر بين الأهلي والزمالك في السبعينيات عندما دفع هيديكوتي بالخطيب وطاهر الشيخ وكنت ألعب في الأهلي وحولنا الهزيمة بهدفين إلي الفوز بالأربعة. الاستقرار مهم ويقول فتحي مبروك إنه من خلال خبرتي في المجال سواء مع المنتخبات أو الأندية فإن الاستقرار علي التشكيل مهم للغاية في تحقيق النتائج الطيبة ولا أعني هنا الاهتمام بأحد عشر لاعبا فقط وتجاهل الآخرين بل علي العكس الانسجام في الفريق يعني أنه عند إجراء تغيرات بين اللاعبين سواء قبل أو أثناء المباريات من شأنه لا يخل بقوام الفريق وهيكله الرئيسي ولابد وأن يكون هناك أكثر من لاعب في المركز الواحد حتي إذا تغيب لاعب لسبب أو لآخر فلا يخل بهذا الكيان. ويضيف مبروك أن عامل الحب هو أهم العوامل بين المدرب ولاعبيه حتي انه إذا أعلن التشكيل الأساسي للاعبين قبل المباريات فلا يكون هناك تبرم من اللاعبين الذين لم تشملهم القائمة الأساسية ولابد للمدرب أن يجلس دائما مع اللاعبين خاصة خارج الملعب حتي يشعر اللاعب أن هناك أخا له يقوم بإسداء النصح والإرشاد له ويتمسك به وينفذ تعليماته حرفيا. ويقول محمد عامر إن اللاعب هو الذي يضع نفسه في القائمة بأسلوبه وإخلاصه في التدريبات وتفانيه مع زملائه وتنفيذه لتعليمات مدربه.. وهنا يصبح جاهزا باستمرار، فهناك لاعب عندما يشعر بعدم وجوده في مباراة ما تجده يعلن الحرب علي المدرب ويحبك المؤامرات ويبث الفتن بين اللاعبين وبالفعل يتراجع مستواه بشكل ملحوظ وهناك لاعب "يأكل النجيلة" ويعتبر ميزة حميدة ويخلص في التدريبات حتي يكون جاهزا دائما وعندما يتاح له الفرصة يتمسك بها ولا يدعها تفلت منه ويثبت أقدامه ومن الصعب علي أحد أن يخسرها.